متابعة /محمد الجبري
تبدأ مهام الأمين العام الجديد للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس اليوم في أول أيام السنة الجديدة 2017م خلفا للسيد بان كي مون والذي شهدت مرحلة قيادته للأمم المتحدة الكثير من التحديات الحرجة وسط معوقات وصعوبات كبيرة لم تستطع المنظمة العالمية مواجهتها ولم تفرض طرق مثلى لحل تلك المعضلات فيما كان الكثير من المراقبين ينتظرون المزيد منها خصوصاً في ما يخص الجانب الإنساني للشرق الأوسط بإيجاد حل جدي وجذري للأزمة السورية واصدار قرارات وحلول لمعالجتها.
ويعتبر المراقبون أن منصب أمين عام في منظمة الأمم المتحدة في هذه المرحلة ليس بالأمر الهين لذا يرون أنه لا بد على من يشغل هذا المنصب أن يركز لحل تلك القضايا والتي تركتها الأمم المتحدة مفتوحة دون حل ولم تجد لها من العالم إلا الخذلان في ظل سعي أطراف النزاع بدأت إلى التكتل الأمر الذي يجعل التحدي اكبر أمام المناهضين لاستمرار تلك الصراعات والحروب والتي تزايد ضحاياها من البشر وتزايدت الانتهاكات الإنسانية.
ورحبت عدة دول، بتعيين غوتيريس، أمنيا عاماً للأمم المتحدة في مقدمتها روسيا حيث صرح مندوب روسيا الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، أليكسي بورودافكين: “نرحب بتعيين أنطونيو غوتيريس أمينا عاما للأمم المتحدة”.
وقال بورودافكين، الذي عمل مع غوتيريس في السابق: “لدي انطباعات طيبة وإيجابية من التعاون مع غوتيريس. أود أن أتمنى للأمين العام الجديد نجاحا في عمله المهم والصعب”.
وبدوره اشار السفير الفرنسي في الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر: “الأمم المتحدة سيكون لديها أفضل ربان في هذه المرحلة من العواصف: قائد قادر على تحديد نهج ولم الشمل، مسؤول كبير قادر على الإصلاح والابتكار وإنساني لديه مرجعية أخلاقية كبيرة”.
وعلق السفير البريطاني ماثيو راكروفت أن غوتيريس: “لديه قدرات قيادية ورؤية ووحي وبوسعه تحديد مسار وأيضا إجراء إصلاحات داخلية لمزيد من الفاعلية”، فيما حذرت سفيرة الولايات المتحدة سامنثا باور من أن غوتيريس يرث “التحديات الأكثر تعقيدا أمام السلام والأمن وحقوق الإنسان والتنمية في التاريخ”.
وفي كلمة له أمام الصحفيين في ختام جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة في 13 أكتوبر تعهد غوتيريس ببذل كل الجهود الممكنة لنشر السلام في سوريا.
وقال غوتيريس إن قلبه ينفطر ألما عندما يشاهد معاناة الشعب السوري ولذلك سيفعل كل ما في وسعه لجلب السلام لهذا الشعب.
ونوه الأمين العام الجديد للأمم المتحدة بأنه سيتم عقد لقاء في لوزان السبت المقبل بهدف إخراج التسوية السلمية في سوريا من الطريق المسدود. وأعرب عن أمله بنجاح هذه المساعي وقال إن “الجميع يتحملون مسؤولية وقف معاناة الشعب السوري”.
ونص قرار تعيين غوتيريس على أن يتولى مهام الأمين العام للمنظمة العالمية لفترة “تبدأ في 1 يناير عام 2017م وتنتهي في 31 ديسمبر عام 2021م.
يذكر أن الكوري الجنوبي بان كي مون تولى منصب الأمين العام للأمم المتحدة منذ عام 2007م.
وتجدر الإشارة إلى أن أنطونيو غوتيريس كان قد تولى منصب رئيس وزراء بلاده خلال الأعوام 1995-2002م، وعمل رئيسا للمجلس الأوروبي عام 2000م، وكان رئيسا لمنظمة “الاشتراكية الدولية” من 1999 إلى 2005م.
كما كلف غوتيريس بمهمة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، منذ عام 2005 إلى 2015 حيث عمل على معالجة أزمة اللاجئين في الشرق الأوسط.
وفي تعليقه على تعيين غوتيريس قال بان كي مون: “ربما هو معروف في المواقع الأكثر أهمية: على جبهات الصراعات المسلحة والمعاناة الإنسانية.. لطالما قدرت نصائحه وأعجبت بروحه للعمل”، مضيفا “مواهبه السياسية هي تلك المناسبة للأمم المتحدة: التعاون من أجل المصلحة العامة والمشاركة في المسؤولية فيما يخص الشعوب والكوكب”.