*تضرر مئات المنازل التاريخية في صنعاء القديمة ومثلها في صعدة وشبام حضرموت وكوكبان
*آلاف القطع الأثرية تدمرت في متحفي ذمار وقلعة القاهرة بتعز
استطلاع/ عبدالباسط النوعة
* لم يندهش العالم أو يتأثر وهو يشاهد حرب إبادة وتدمير واسعة يتعرض لها اليمن من قبل عدوان غاشم يقوده اَل سعود وحلفاؤهم من اليهود والأمريكان وسقوط الاَلاف من المدنيين نساء وأطفال وشيوخ ، ولكن اندهاش العالم اتجه صوب ذلك الصمود والتحدي والمواجهة التي تجلى بها الشعب اليمني في وجه دول كبرى تقف جميعها في صف العدوان على هذا البلد الذي يصنف من أفقر دول العالم لكنه غني جدا برجاله بل وبكل أفراد شعبه الذي لا يستسلم للإذلال ويسعى وراء الكرامة .
تنوعت جرائم العدوان وشملت مختلف الجوانب والمجالات الحياتية لهذا الشعب الأبي لم يترك شيئا ذا قيمة إلا وعمل على استهدافه وقصفه ، ومن تلك الأهداف التي طالها حقد العدوان مواقع التراث الثقافي لليمن ، فعلى مدى ما يقارب عشرين شهرا قصفت الطائرات العشرات من المواقع والمعالم التاريخية والأثرية .
وإذا ما عدنا قليلا الى الوراء لنسترجع ابشع جرائم العدوان في حق التراث اليمني وإن كانت كل الاستهدافات لمواطن الحضارة جرائم صغيرها وكبيرها ، إلا أن البعض منها فاق في بشاعته ومستوى تدميره كل حدود الإجرام والإنحطاط الأخلاقي .
ثلاثة استهدافات بشعة لصنعاء القديمة
* لعل أبشع الاستهدافات كانت بحق مدينتي صنعاء القديمة وصعدة التاريخية فالأولى استهدفها العدوان بشكل مباشر وقوي لثلاث مرات منفصلة الأولى في يونيو من العام قبل الماضي واستهدف واحدة من أجمل الواجهات الحضارية في هذه المدينة المطلة على مقشامة القاسمي القريبة من السائلة وخلفت دمارا كبيرا تمثل بتدمير (8) منازل تاريخية بشكل كلي وتشققات وتصدعات واضرار متفاوتة لحقت بـ(113) منزلا تاريخيا في تلك الحارة والحارات المجاورة لها وهذا ما أكدته وكيلة الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية أمة الرزاق جحاف ، ولم يقف العدوان عند هذا الحد بل استهدف هذه المدينة وبشكل مباشر للمرة الثانية في التاسع عشر من سبتمبر قبل الماضي حيث وقع القصف في حارة الفليحي على أحد منازل المواطنين ( حفظ الله العيني) ونتج عن هذا القصف تدمير ذلك المنزل وأضرار بالغة اصابت (60) منزلا تاريخيا في عدد من الحارات المحيطة بموقع القصف ، فيما تشير احصائيات الى أن قرابة (200) منزل تضررت من هذا القصف ، ولم تكن هذه نهاية المآسي لمدينة صنعاء القديمة نتيجة العدوان بل واصل العدوان استهدافه الحاقد لهذه المدينة العريقة للمرة الثالثة عندما استهدف في سبتمبر الماضي حارة المدرسة بغارات عدة أدت الى إحداث أضرار واسعة في منازل المدينة التاريخية وبحسب تقرير اللجنة الفنية بالهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية فقد بلغ اجمالي المنازل المتضرر قرابة (50) منزلا تاريخيا توزعت على حارات المدرسة وصلاح الدين وياسر والمفتون ففي حارة المدرسة (خمسة) منازل أضرار متوسطة وجسيمة و(السادس) بيت المسوري تدمير كامل من الداخل واستشهاد صاحب المنزل الكبير في السن ، وفي حارة صلاح الدين وحارة ياسر قرابة عشرين منزلا ، بينما يقدر عدد المنازل المتضررة في حارة المفتون التي هي مربع الأمن القومي حوالي (اثنين وعشرين) منزلا .
ناهيك عن الاستهدافات غير المباشرة ولمرات عديدة لمجمع العرضي التاريخي الموجود في محيط المدينة .
وأشارت جحاف الى أن ما تعرضت له هذه المدينة العريقة يمثل مأساة يصعب استيعابها فحجم الدمار هائل جدا وقد يفوق الاحصائيات المرصودة وهذا ما ستكشفه الأيام القادمة .
استهدافات عدة لصعدة القديمة
* أما في مدينة صعدة التاريخية والتي تنتظر أن يتم إقرار ادراجها ضمن قائمة التراث العالمي كونها في قائمة الانتظار و تمتلك مقومات الانضمام وبجدارة ، تلك المدينة المنكوبة التي بدأ استهدافها منذ بداية العدوان وسجل أول استهداف لها في العاشر من ابريل من العام 1015م وتوالت الاستهدافات لهذه المدينة كان اشدها في التاسع من مايو قبل الماضي وغارات عدة في يناير من العام الجاري وكل تلك الغارات أدت الى إلحاق أضرار بالغة في معالم ومباني هذه المدينة التاريخية أوجزها تقرير حصر نفذته هيئة الحفاظ على المدن التاريخية فرع صعدة أوضحت فيه ان (140) معلما في هذه المدينة تضررت نتيجة العدوان منها (76) منزلا تاريخيا تدمر منها بشكل كامل (26) منزلا ، بالاضافة الى تدمير (55) محلا تجاريا تدميرا كاملا ، وتضرر (9) منشآت تاريخية عامة ابرزها جامع الإمام الهادي وخزان مياه وفرن وحديقتين عامة .
90 منزلا تاريخيا
* وفي منتصف فبراير الماضي ارتكب العدوان جريمة لا تقل بشاعة عن سابقاتها بحق التراث اليمني ،حيث استهدفت غاراته مدينة كوكبان التاريخية وكان القصف شديد التدمير وقع مباشرة على القلعة والبوابة التاريخية الوحيدة لكوكبان ، وبحسب احصائيات الاضرار التي صدرت عن فرع هيئة الحفاظ على المدن التاريخية بالمحويت فإن حجم الاضرار والتدمير الذي خلفته الغارات كان كبيرا جدا حيث دمرت القلعة والبوابة كما دمرت (30) منزلا تاريخيا بصورة كلية وأضرار بالغة لحقت بـ(60) منزلا اَخر وبعضها بحاجة الى سرعة ترميم لانقاذها من الانهيار .
تدمير اَلاف القطع الأثرية
* ويمثل استهداف متحف ذمار الاقليمي في الاسابيع الأولى من العدوان وتحديدا في 21 مايو من العام قبل الماضي واحدة من تلك الجرائم البشعة لقوى العدوان بقيادة المملكة السعودية حيث تم تدمير هذا المتحف الكبير والواسع والذي كان يحتوي على اَلاف القطع الأثرية حيث ذكر مدير اَثار ذمار شداد العلي أن القطع الأثرية التي كانت في المتحف يقدر عددها بـ (12) ألف قطعة تم انتشال القليل فقط منها لا تتعدى الألف قطعة والغالبية العظمى انتهت تحت الركام ، حيث تم تسوية هذا المتحف بالأرض وهو المتحف الذي ظلت ذمار تنتظره لسنوات عدة وتم إنشاؤه وفق أحدث الأساليب العالمية .
وأشار الى أن تدمير هذا المتحف والقطع التي كانت بداخله والتي تعد الكثير منها نادرة جدا خسارة فادحة منيت بها الحضارة اليمنية .
وفي متحف قلعة القاهرة بتعز عمد العدوان على تدمير هذا المتحف الذي يحوي اكتشافات أثرية هي حصيلة 14 عاما من الترميم والصيانة لقلعة القاهرة لتأتي طائرات العدوان وبغارات عدة في مايو من العام قبل الماضي الى تحويل ذلك المتحف بما فيه الى ركام وخراب بعضها فوق بعض وتدمير واسع وسط قلعة القاهرة الشهيرة ذات التاريخ العريق .
جرائم أدوات العدوان
* وليس ببعيد عن جرائم العدوان تلك الجريمة التي نفذتها أدوات العدوان من داعش وأخواتها عندما استهدفوا بسيارة مفخخة في نوفمبر 2015م نقطة عسكرية تبعد أمتار قلائل عن مدينة شبام حضرموت التاريخية وحصيلة الأضرار نتيجة هذا الاستهداف كانت كبيرة جدا في معالم ومنازل مدينة شبام التاريخية حيث أوضح مدير عام فرع المدن التاريخية بشبام حضرموت حسن عيديد أن هذا الحادث الارهابي الذي وقع على بعد 30 مترا فقط من أسوار شبام ادى الى تضرر ما يقارب (160) منزلا تاريخيا في المدينة منها (10) منازل أضرارها جسيمة و (65) متوسطة الاضرار و(85) اضرارها بسيطة فضلا عن تضرر ما يزيد عن (70) منزلا في منطقة السحيل الواقعة ضمن مخطط الحفاظ الخاص بشبام حضرموت كونها تحتوي منازل تاريخية كثيرة معظمها تضرر جراء هذا الحادث الارهابي ..
ولا ننسى عشرات القباب والأضرحة التاريخية التي قامت أدوات العدوان بتدميرها وتخريبها في تعز وحضرموت وعدن ولحج .