حكاية انتصار
أشواق مهدي دومان
مضت في رفعتها وسموها ؛ وهي كماهي تلك القوية الجميلة العزيزة،لم يسلبها هذا العدوان طيبة قلبها رغم تعنته وصلفه وقسوته..
لم تنتقم ممن جرحها وحاول وضع أنفها في التراب ؛ فلازالت شامخة عزيزة ،تزداد شموخا وكبرياء يوماعن يوم…
وحينما أردتُ أن أبكيها حين ظلمها بعض من أهلها ؛ طلبَت مني أن آتيها بمصحف فأتيتها وفتحت آيته الكريمة:
“أولو قوة وأولو بأس شديد”…
سألتني وهي تعرف الإجابة كأنّها أستاذة أم تشرح لي درسا عن الإباء وتقول لي : كفكفي دمعكِ ولا تشعري بأي انهزام ؛ فقد قرأتِ تلك الآية الكريمة التي أخبرت أنّي الأم الوحيدة التي ذُكِرت في كتاب الحق أن أبنائي هم الأقوياء الأشدّاء…
فلاترهقني دموعكِ فأنا أقوى من غطرسة المحتل ، وأسمى من مرتزقة بائعين ، قبضوا ثمني …
لاتحزني:
فأنا اليمن ،
وأولئك الصّامدون في جبال وسهول وفيافي القِفار هم أبنائي …
أولئك الأسود الذين سحقوا قوم يأجوج ومأجوج من أفريقيا وآسيا وأوروبا والأمريكتين….أولئك رجالي وأبنائي أحفاد رسول الله ؛ فكيف لي أن أُهان ؟!
وكيف لي أن آسف بمن باعني وهم شرذمة قليلون قد غضبت عليهم وتبرأت منهم ومن والاهم…
أنا اليمن
ورجال الله الحفاة الغبر الشعث المتبردقون ؛ أولئك هم عِزّي وكبريائي وشرفي المصان ؛ هم مهجة قلبي ودفء روحي ، هم جُندي وحِصني ودرعي ، هم سيفي ورُمحي و هم نصري وانتصاري وقوّتي حين لم يقولوا لي : أفٍ رغم مابذلوا من أرواحهم وأرخصوا مِن دمائهم لأجلي ؛
لهذا فمن أحبّهم وسار لعِزّتي مثلهم فأنا أتشرف به ابني وأما من باعني في دهاليز السعوصهيو أمريكا فقد تبّرأتُ منه إلى يوم الدّين…
فكيف يبيع ولدٌ أمه في سوق النخاسة ويسلمها للمغتصب دون حياء وكله دياثة وخِسة ومكر سيئ ؟!
ولا يحيق المكر السّيئ إلا بالعملاء والمرتزقة وأذيالهم هنا من تكفيريين ومؤيدين ومبررين لهذا المعتدي المهزوم…
أمّا أنا فهاهو قد مضى مِن محاولة اليهود وجمعهم أن ينالوا منّي ولم يستطيعوا ؛ ولن أستسلم ولي رجال حيدريون هم فلذة كبدي ؛ فكفكفي دمعكِ فالنّصر قاب قوسين أو أدنى …
وأقرئي كل أبنائي الشرفاء منّي السّلام…
فيا رجال الله جيشا ولجانا شعبية ، يا أسود الميدان :
هذه أمكم اليمن تقرئكم السّلام فلكم من الله ومنها أغلى وأسمى سلام….