قواعد الاشتباك بين تعاليم الإسلام وإجرام بني سعود
حسن الوريث
في إطار تقريرها الذي أخرجته لها المخابرات الأمريكية قالت اللجنة التي شكلها نظام بني سعود للتحقيق في جريمة استهداف الطيران الحربي السعودي للقاعة الكبرى بالعاصمة صنعاء أنه سيتم مراجعة قواعد الاشتباك وذلك كما قيل من اجل الحفاظ على أرواح المدنيين وأن ما حصل كان خطأ من قبل من أسمتهم بهيئة الأركان للجيش اليمني وهم المرتزقة الذين يعيشون في الرياض والذين اصروا على استهداف المكان لوجود صيد ثمين في القاعة على حد زعمهم.
معظم من استمع إلى هذا التقرير أو اطلع عليه لم يقتنعوا بما جاء فيه والمبررات التي ساقتها اللجنة لإخراج السعودية من المسؤولية الجنائية والأخلاقية وإلقائها على المرتزقة الذين التزموا الصمت ولم يقدروا على الرد أو الكلام لأن من قال ذلك هم أسيادهم الذين ينفقون عليهم ولو أنهم تحدثوا أو أنكروا لكان مصيرهم الطرد وقارعة الطريق وبالتالي فهذا التقرير كان كما قلت لإخراج السعودية من المسؤولية وتخفيف الضغط عليها بعد التنديد الدولي الكبير لهذا العمل الإجرامي الغير مسبوق ولو انه جاء مفككاً مهلهلاً لم يقنع أحد بما أورده من مبررات أو أسباب بما فيها ما قيل عن مراجعة قواعد الاشتباك التي لم يلتزم بها النظام السعودي في عدوانه على اليمن.
قواعد الاشتباك في الشريعة الإسلامية حددها سيدنا محمد صلى الله عليه واله وسلم والتي بموجبها كان للإنسانية الدور الأهم والأكبر فقد حلت الإنسانية محل الوحشية والنظام محل الفوضى والعدالة محل القوة الخالصة فقد ضرب الرسول الأعظم في الحروب أروعَ المثل على الرحمة والعدل والتفضل ومراعاة أعلى آدابها الإنسانية فقد كان في قتاله لا يَغدر ولا يفسد ولا يَقتل امرأة أو شيخًا أو طفلا ولا يَتبع مُدبرا ولا يُجهز على جريح ولا يُمثِل بقتيل ولا يسيء إلى أسير ولا يلطم وجها ولا يتعرض لمسالم وبالتأكيد فإن النهي عن قتل الضعفاء أو الذين لم يشاركوا في القتال كالرهبان والنساء والشيوخ والأطفال أو الذين أجبروا على القتال كالفلاحين والعمال شيء تفرد به الإسلام في تاريخ الحروب في العالم فما عهد قبل الإسلام ولا بعده حتى اليوم مثل هذا التشريع الفريد المليء بالرحمة والإنسانية فلقد كان من المعهود والمسلّم به عند جميع الشعوب أن الحروب تبيح للأمة المحاربة قتل جميع فئات الشعب من أعدائها المحاربين بلا استثناء فحياة الإنسان لدى النبي الكريم مصونة لا يجوز التعرض لها بالترويع أو الضرب أو السجن أو الجلد أو المثلة والتشويه فعلى أساس احترام النفس الإنسانية كان الرسول صلى الله عليه واَله وسلم يربي أصحابه.
فيما قواعد الاشتباك لدى النظام السعودي تختلف تماماً عما جاء به الرسول الأكرم وتخالف تعاليمه وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف والشريعة الإسلامية الغراء فهذا النظام نشأ على القتل والتدمير والتخريب وقتل النساء والأطفال والشيوخ وهدم المساكن على رؤوس ساكنيها وما يجري في اليمن أكبر دليل على هذا الكلام فأين هذا النظام من كلام الرسول الأعظم الذي قال لا تقْتلوا كبيرًا هرمًا ولا امرأة ولا وليدًا ولا تخربوا عمرانًا ولا تقْطعوا شجرة إلاَّ لنفع ولا تَعقِرُنَّ بهيمة إلاَّ لنفع ولا تَحرِقُنَّ نخلاً ولا تُغرِقُنَّه ولا تغدرْ ولا تمثِّل ولا تجبنْ ولا تغلُل فهؤلاء خالفوا كل ذلك حيث أنهم قتلوا الأطفال والنساء والشيوخ ودمروا المساكن والمصانع والمنشآت وكل ما له علاقة بالحياة .
والأهم من كل ذلك أن هذا النظام يحارب شعب مسلم جار دون أي مبرر أو حجة وهذه هي أم الكبائر التي ارتكبها النظام السعودي بعدوانه على شعب مسلم إضافة إلى الحصار والتجويع والتدمير والتخريب في مخالفة صريحة وواضحة لقواعد الاشتباك التي وضعها سيدنا محمد عليه افضل السلام وأزكى التسليم قبل أربعة عشر قرناً من الزمان وإذا فقواعد الاشتباك التي يقال أن النظام السعودي ملتزم بها مجرد أباطيل وأقاويل وربما من باب ذر الرماد على العيون فقط فكل ما لحق باليمن من خراب ودمار وقتل وحصار وتجويع يؤكد أن هذا النظام ليس لديه لا قواعد دينية ولا أخلاقية ولا إنسانية في كل ما يقوم به .