هدم الكعبة .. وقتل آلاف المسلمين
سارة المقطري
أطلق الجيش اليمني منذ أيام صاروخاً باتجاه مطار الملك عبد العزيز في جدة .. خطوة ربما كانت صادمة لقوى التحالف قبل السعودية, فهي صدمة كبيرة كما أتت صدمة سفينة سوفت قبلها واستهداف الطائف .
لم تكن هذه العملية في حساباتها, لأن حدود توقعها لا يتجاوز نجران وجيزان وعسير, أما جدة ومطارها فهو غير متوقع وأربك السعودية سياسيا وعسكريا واكتفت بالحديث عن اعتراض الصاروخ فقط.
لكن أبعاد هذه الخطوة تحمل العديد من الدلائل :
-مطار الملك عبدالعزيز يعد الأهم في مطارات السعودية, لأنه مركز عمليات شركة الخطوط الجوية العربية السعودية, كما أن مدينة جدة هي الميناء الأول في السعودية.
هذا الهدف المحدد بدقة يؤكد أن الجيش اليمني يستطيع تقدير أبعاد عملياته وخطواته ويدرك جيدا ما يريد الذهاب إليه .
– بركان 1 صاروخ بالستي من طراز سكود تم تعديله لزيادة مداه إلى أكثر من 800 كم وهو يحمل قوة تدمير كبيرة وقد استخدم في استهداف المطار وقبله استهداف قاعدة فهد الجوية بالطائف . وهنا حقيقة قوية أن الجيش اليمني لديه قدرات وإمكانيات ميدانية كبيرة قادرة على تخطي نجران وجيزان وفي الوقت الذي تستخدم فيه السعودية سلاح الجو تستخدم القوات اليمنية سلاح البر والمواجهة.. هنا حقيقة تاريخية تقول :إن أرض المعركة هي من تغير المعادلة وليس القصف الجوي .
أراد الجيش اليمني ايصال رسالة شديدة اللهجة أننا لم نستسلم وأنكم كلما دمرتم وقتلتم فاننا نزداد قوة , والحرب اليوم تنهككم لكنها تقوينا وترفع من قوتنا وأننا بعد مرور كل هذه الفترة نعتمد سياسة النفس الطويل وقادرين على الوصول إلى أبعد من توقعاتكم .
كما أنها رسالة للمجتمع الدولي أن عجلوا بانقاذ حليفكم السعودية قبل أن تصبح مهددة بالزوال .
حينما استفاقت السعودية من صدمتها لم تجد سوى تأليب الرأي العام حول قدسية الكعبة والغرض من اطلاق الصاروخ استهداف الكعبة, وهنا جاءت الحقيقة التي تقول إن 65كم هي المسافة التي تبعد فيها مكة عن جدة وهي نفس المسافة التي قال التحالف إنه اعترض بها الصاروخ بالتالي يظهر حجم التضليل التي تمارسه قوى العدوان على اليمن لأغراض خبيثة .
المستغرب هنا هو حملة الاعتراضات والاستنكارات الدولية على هذه العملية وكأن العالم العربي تحديدا لم يكن لديه من القضايا إلا هذه القضية وظهر الجميع يتباكى على مكة وهذا المكان المقدس لدى الأديان والمذاهب والطوائف العالمية, لكن هذا العالم لم يتباك على المساجد والمعالم التاريخية والحضارية والدينية التي دمرتها طائرات التحالف في اليمن , لم نسمع اعتراضاً على تدنيس الكيان الصهيوني للأراضي المقدسة في فلسطين , لم نسمع هذا الاستهجان عندما دمر ت الجماعات الإرهابية المدعومة سعوديا في سوريا الحضارة والتاريخ في تلك البلاد .
أليس هدم الكعبة أهون عند الله من إراقة دم مسلم ؟
ضحايا مجزرة الصالة الكبرى أليسوا مسلمين , منكوبو الحديدة أليسوا مسلمين ,قتلى مجزرة فج عطان أليسوا مسلمين , أطفال غزة أليسوا مسلمين’ مجزرة قانا في لبنان أليس ضحاياها عرباً ومسلمين يندرجون تحت مسمى الإنسانية ؟
أصبح إراقة دم آلاف المسلمين خير عند العرب من هدم الكعبة.
أخيراً نقول :
السعودية هي من استهلت هذه الحرب وهي من تستطيع إطفاء نارها فإن فعلت كان بها وإن لم تفعل فهي مشارفة على الزوال .