ما واقعها اليوم..؟! بعد ظهور حالات كوليرا وانتشار الأوبئة جراء والعدوان

النظافة المدرسية.. السلاح الأهم في مواجهة الأخطار الصحية

تحقيق /  رجاء عاطف

إن موضوع النظافة في المدارس وبين الطلاب غير خاف على أحد ولكن في ظل الأوضاع الراهنة التي تمر بها بلادنا والحرب الظالمة والحصار الاقتصادي الجائر فقد ظهر مؤخرا مرض الكوليرا في أمانة العاصمة  صنعاء في مديرية شعوب وعدد من محافظات  الجمهورية (عدن ولحج وتعز والحديدة) إلى جانب العديد من الأوبئة والأمراض التي تفتك بأبناء هذا الوطن الذي أجتمع عليه العدوان والوباء والمرض ، ولكن تظل الحلول ممكنة في ظل وعي صحي من شأنه الحفاظ على صحة المواطن ،والذي وجب على الجميع  في هذه الظروف الاهتمام بالنظافة خاصة بين أبنائنا الطلاب والطالبات الذين يعتبرون أكثر عرضة لتناقل العدوى إذا لم يجدوا توعية ووقاية من خلال ممارسات النظافة والعادات الصحية السليمة .. وفي هذا التحقيق سنرى هل هناك دور للصحة المدرسية في غرس أهمية النظافة لدى الطلاب في المدارس وأين يكمن دورها .. فإلى التفاصيل :

تعتبر المدرسة البيت الثاني للطالب والمكان الأول الذي تبدأ منه المسيرة التعليمية، ونظافة المدرسة كلمة يرددها الكثير من المدرسين والطلاب، والذي يجب أن لا يردد كلاماً فقط وإنما يطبّق بالأفعال، فنظافة البيئة والمحيط المدرسي مهمة يجب أن تغرس في عقول الطلبة لأنها تعتبر من نظافة المنزل ويجب أن تشابهه حيث لها دور كبير في حياة الطالب والتي تساعد على خلق بيئة ملائمة للتعليم والمتعلمين وتعطي صورة جيدة عن المدرسة وتعطي الثقة الكاملة للأهالي بعدم الخوف والقلق على صحة أبنائهم .. وهنا يأتي الدور بالحث على ضرورة النظافة للوقاية من انتشار الأمراض والوباء بين المعلمين والطلاب..
النظافة لم تلق اهتماما
في البداية قال خالد حنظل – ولي أمر:إن هناك قصورا كبيرا في موضوع النظافة المدرسية ونظافة الطالب الشخصية حيث لم تلق حقها من الاهتمام من قبل المختصين في المدارس ومكاتب التربية وكذلك في توعية الطلاب بجميع المدارس عن مدى أهمية النظافة وأرجع أنه بسبب تقصير وإهمال من أولياء الأمور فيما يخص مظهر ونظافة الطالب بدءا من خروجه من المنزل صباحاً ، في الوقت الذي يترتب على الجميع واجبات كبيرة نحو أبنائنا الطلاب وتتمثل في غرس ثقافة النظافة في نفوسهم وجعلها ملازمة لهم في المنزل والمدرسة وفي كل وقت كما يجب تلقينهم دروسا وتوعيتهم عن أهمية وفائدة النظافة سواء نظافة جسم الطالب وهيئته ونظافة أدواته المدرسية ومقعده في الصف وكل ما يحيط به فالحفاظ على النظافة وخاصة هذه الأيام التي تنتشر فيها الأمراض والأوبئة هو حفاظ على سلامة وصحة أولادنا .
مدارس الأولاد
وكما يشكو محمد أبو الفضل : من انعدام النظافة في مدارس الأولاد مؤكداً على أن دورات المياه تعاني من سوء النظافة والركون على الطلاب كعقاب بتنظيفها في كثير من الأحيان وربما تفتقر إلى مياه مما يجعل الطلاب خاصة الصغار باللجوء إلى فناء المدرسة لقضاء الحاجة وهذا بدوره قد يسبب تلوثا وكارثة وبالتالي ينشر الأمراض والذي يجب إيجاد حلول لأن الطالب يقضي أكثر من خمس ساعات داخل المدرسة ، وأشار إلى أن غالبية المدارس غير مهيأة من بداية العام الدراسي من ناحية النظافة حيث يدخل الطالب والفصول مليئة بالأوساخ والغبار وهذا ما يتم ملاحظته من تعرض العديد من أبنائنا الطلاب بداية العام الدراسي للعدوى والأمراض ..
والمعلمون بدورهم تحدثوا عن مدى النظافة بين الطلاب حيث تقول أشواق خيران – معلمة بمدارس الشورى : نعاني كثيرا من عدم وجود النظافة داخل المدارس خاصة لدى الطلاب الذي يأتي المدرسة احيانا ونظافته الشخصية ليست مرتبه وزيه المدرسي غير نظيف بمعنى لا توجد عناية من المنزل،وهنا ترى أنه لا يمكن أن نتوقع من طالب مهملاً نظافته أن يكون منظماً ويحافظ على النظافة داخل المدرسة برمي مخلفات الطعام أو باستعمال دورات المياه والذي لا يكون ذلك إلا بمتابعتنا نحن المدرسين وهنا تكمن المشكلة في عدما لالتزام بالقوانين إلا بالمتابعة والملاحظة من قبلنا ولهذا أتوقع نسبه ثقافة نظافة الطلاب في المدرسة هي بنسبة  50% ..
النظافة أساس التربية
إدارات المدارس تفانت بشأن العمل على التوعية بضرورة النظافة حفاظا على الصحة بين الطلاب حيث تقول أمة السلام الخولي – مديرة مدرسة أخوان ثابت : أن النظافة سلوك يغرس وثقافة يتعلمها الطالب من المنزل والمدرسة ونحن في الكثير من المدارس نعير هذا الموضوع اهتماما كبيرا وشعارنا في المدرسة التربية قبل التعليم والنظافة أساس التربية لهذا نقوم بالتوعية والمتابعة وتوفير أدوات النظافة يومياً إلا أننا نواجه مشاكل البائعين المتجولين أمام بوابات المدارس دون رقيب لهم رغم أننا ناشدنا كل الجهات لمنعهم والذي نرجوه من الجهات المختصة في وزارة الصحة والمديريات ضبط ومنع ذلك لما له من مخاطر على أولادنا وبناتنا الطلاب من مأكولات غير صحية وخاصة في هذه الأوضاع وهنا نناشد بدعم المدارس في الجانب الصحي ..
توصيات
ومن جهتها ترى عايشه الظفاري – مديرة مدرسة أسماء للبنات : أن ثقافة النظافة يفترض  أن تكون مغروسة لدينا منُذ الصغر لأنها من الإيمان .. فبرغم وجعنا على كل الوطن وما يدور ويحصل فيه يجب أن تكثف الجهود والعمل على التوعية عن انتشار الأمراض خاصة الكوليرا الذي تم اكتشاف حالات وتكون( التوعية ) سواء عن طريق المنشورات أو الإذاعة المدرسية أثناء الطابور وكما تقام توعيه في الفصول ، وتضيف: نحن بدورنا قمنا بالاجتماع بالأمهات وشرح كيفية الوقاية من الأمراض خاصة الكوليرا وعلى ضرورة بقاء الطالب المصاب في البيت خوفا من العدوى بين الطلاب والاهتمام بغسل اليدين بالماء والصابون والاهتمام بنظافة دورات المياه وتوفير الماء وغير ذلك من التوصيات..وأشارت الظفاري إلى أن المجتمع صار أكثر حرصاً ويكفينا آلام الحرب فلا نجعل الوباء ينتشر ويصبح معضلة والمسألة وقاية أكثر منها علاج ويجب أن يقوم كل منا بدوره قدر المستطاع حيث وقد عممنا ذلك على البوفيهات والمقاصف داخل المدارس وهناك حملات عن طريق مسؤولي البيئة والصحة في المنطقة سائلين لطلابنا وللجميع السلامة ..
تحرك ومتابعة
من جانبه أكد عادل البرطي – نائب مدير الصحة المدرسية بالأمانة : أنه تم التحرك من قبل الصحة المدرسية في بداية شهر فبراير 2016م عند العلم بانتشار أنفلونزا الخنازير وذلك بالشراكة مع مكتب الصحة والسكان بالأمانة وبرنامج أنفلونزا لتطويق انتشاره ثم تم عقد عدة اجتماعات والنزول للمدارس وتوعية أولا رؤساء أقسام الصحة المدرسية بالتربية ، وأضاف أنه تم عقد دورات توعية مع مشرفي وإداريي المدارس للتوعية من خلال الإذاعة المدرسية وأيضا داخل الفصول بالتوعية حول الأمراض التي تنتشر عن طريق الأكل الملوث والمياه وعدم نظافة المقصف المدرسي ومنها التكسوبلازما مرض داء القطط وداء الكلب والتيفوئيد والتهاب الكبد وغيرها من الأمراض والتعريف بها وأيضا حمى الضنك واللاشمانيا، وقال أنه وصلت التوعية في المدارس عن النظافة العامة وغسل الأيادي حتى نهاية العام الدراسي الماضي واستأنفت التوعية والمتابعة إلى بداية العام حتى أبلغنا برصد ثلاث حالات كوليرا بتاريخ 7/10/2016م حينها بدأ التحرك الجاد من قبل ثلاث جهات ( المجتمع الدولي ممثلا بالصحة العالمية واليونان – الداخل وعقد لقاء بين التربية والصحة والأوقاف – المجتمع والأفراد )، وفي هذا الجانب أوضح بانه عقدت ثلاث دورات سريعة ودورة شملت جميع المديريات بالأمانة لحوالي 835 مدرسة حكومية وأهلية لجميع المشرفين الصحيين في المدرسة مع عمل تعميم بسرعة نشر الثقافة الصحية لتجنب هذا الوباء العالمي والخطير الذي يؤدي إلى الوفاة في حالة عدم اتخاذ الإجراءات الوقائية والعلاجية..
التشديد على النظافة
وقال نائب الصحة المدرسية : ان الصحة المدرسية تتعامل بمسئولية وكما تشدد على النظافة الشخصية للطلاب والمدرسة والمقاصف ودورات المياه وغسل الأيادي بالماء والصابون بالطريقة الصحيحة.. مؤكدا على أن برامج النظافة مهمة جدا إلا أنه لا يوجد تعاون كامل مع الجهات الفاعلة..عدا من تعاون محدود من قبل الصحة والتربية لعدم وجود الدعم المالي لتغطية الفعاليات والأنشطة، وذكر أن من الأمراض المنتشرة بين الأولاد هي الحكة والتيفوئيد والتهاب الكبد وأيضا المرض الجديد الكوليرا والتي تكون الوقاية منها من خلال النظافة الكاملة والشاملة مع استخدام المنظفات والمطهرات وغيرة والإسراع إلى أقرب مركز طبي أو مستشفى ، ويقول: هنا الإشكاليات كثيرة وخاصة بعدم النزول إلى جميع المدارس بسبب تردي الأوضاع وشحة وغياب الدعم المالي وعدم وجود المواصلات المستمرة وتغلب على ذلك بجهود شخصية وبدون وجود الحافز المعنوي وغيره وبتعاون بعض مدراء المدارس وبعض القيادات في مكتب التربية..
مواجهة الأخطار الصحية
وكما حث الدكتور البرطي :على الجميع وعلى المشرفين الصحيين ومدراء المدارس أن يكونوا حاملين أمانة على أعناقهم وسرعة عمل قرارات عملية حاسمة لمواجهة الإخطار الصحية كالكوليرا وغيرها وذلك بإلزام متعهدي وعمال المقصف بموافاتنا بالفحوصات الطبية للحصول على البطاقة الصحية خلال أسبوع والزامهم بالنظافة الشخصية واليومية ما لم فسوف يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه التقصير، مضيفاً أنه يجب إعداد غرفه الصحة المدرسية وتجهيزها بمعظم أدويه الإسعافات الأولية اللازمة لإنقاذ المريض ويكون من يعمل فيها لديه خبرة بالإسعافات الأولية اللازمة، وكذلك إلزام المدرسة بتوفير الماء للحمامات وإحضار الصابون للحمامات ومتابعة نظافتها يوميا، إلى جانب عمل توعية صحية من قبل المشرف الصحي للطلاب في الطابور والمدرسين في اجتماع داخلي وتكليفهم للعمل كالفريق الواحد في متابعه نظافة الطلاب والمدرسة والحالات المشتبهة وأيضاً البدء بتكوين مجموعه الصحة المدرسية لكي يتم تثقيفهم وعمل منهم نموذج للصحة المدرسية والتربوية لمن لم يكن في السابق، وإلزام المدرسة بإحضار مرشحات وقطارات لشرب الماء وتجنب التلوث قدر الإمكان. … حفاظا على أبنائنا الطلاب والمجتمع من هذه الإمراض الفتاكة التي لا تفرق بين صغير أو كبير غنيا أو فقير وذلك سيكون بالمتابعة المستمرة .
العمل على تعزيز النظافة
فيما أشار سيف الشامي – نائب مدير عام المركز الوطني للإعلام والتثقيف الصحي ومدير التثقيف الصحي :إلى دور المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بعد ظهور مرض الكوليرا مؤخرا في أمانة العاصمة  صنعاء في مديرية شعوب وعدد من محافظات  الجمهورية (عدن ولحج وتعز والحديدة) وذلك في تعزيز النظافة الشخصية بين طلاب المدارس وفي المجتمع بشكل عام حيث قام المركز بعدة أنشطة خلال الأسابيع القليلة الماضية من شهر أكتوبر 2016 م والتي كان من أهمها  ( إعداد مطوية إرشادية للتوعية الصحية حول الاسهالات المائية الحادة بالتركيز مع مرض الكوليرا وذلك بتعريف المرض وكيفية انتقالات الاسهالات المائية الحادة وأعراض المرض وطرق العلاج ـ كما تم إعداد نشرة إضافية حول الكوليرا وما الذي يجب معرفته عن الكوليرا ومتى يشك الإنسان انه مصاب بالكوليرا وكيف تنتقل الكوليرا .
وقال الشامي:  أنه تم تدريب عدد(90) متطوعا ومتطوعة في مديرية شعوب لمدة يومين على مهارات الاتصال وكيفية الاتصال والتواصل مع جميع فئات المجتمع من خلال تنفيذ جلسات التوعية الصحية في المنازل وغيرها، وكذلك عقد ورشة عمل للقادة التربويين ومدراء الأوقاف والكوادر الصحية في مكتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة وجميع مديرياتها  ومدراء المناطق التعليمية الإحدى عشر بالأمانة ،كما تم النزول الميداني لتوعية الطلاب والطالبات عبر السينما موبايل من خلال عرض فلاشات صحية تلفزيونية لمدة نصف ساعة وقد تم النزول حتى الآن إلى عدد 7 مدارس وخلال هذا الأسبوع سيتم النزول إلى خمس مدارس ويتم بعد كل عرض محاضرة توضيحية عن الاسهالات المائية وبالذات عن الكوليرا.
خطة
ونوه بأن النزول الميداني لتوعية الطلاب والطالبات في مدارس الأمانة الحكومية هو من قبل كوادر المركز بواقع10 مدارس في كل مديرية وبنسبة 25%  من مدارس الأمانة ،ويتم توزيع المطوية الإرشادية على المعلمين والمعلمات وطلاب المدارس التي تم التوعية فيها ، إلى جانب طبع وتوزيع حوالي 150 مطوية إرشادية حول النظافة الشخصية وغسل اليدين ، وكذا قمنا بإعداد نموذج لخطة المواجهة وإرسالها إلى جميع محافظات الجمهورية  ليتم على ضوئها إعداد خطة استجابة سريعة لكل محافظة ، وأيضاً إعداد فلاشات وتنويهات تلفزيونية وبثها في الإذاعات الحكومية الأهلية .
وأكد مدير التثقيف الصحي : انه تم عمل تعميم من قبل وزارة الأوقاف والإرشاد لجميع المحافظات يحث مدراء عموم الأوقاف والخطباء على توعية المصلين في جميع المحافظات و المديريات ، وقال :فيما يخص الدور المناط بالصحة المدرسية قمنا بعد تنفيذ ورشة العمل بعقد اجتماع مع المختصين  بمكتب التربية والتعليم بالأمانة ورؤساء أقسام الصحة المدرسية في جميع مديريات الأمانة بالإضافة إلى منسقي التثقيف الصحي في المديريات بالتنسيق والشراكة مع جمعية صنعاء الخيرية والمنتدى الإنساني وتم وضع خطة عمل للنزول الميداني لتدريب جميع المشرفين الصحيين في المدارس الحكومية والأهلية والبالغ عددها 846 مدرسة وقد تم تنفيذ التدريب في جميع المناطق التعليمية  في الأمانة يوم الاثنين الموافق17 / 10 / 2016م ، وتابع بالقول:  بعدها بدأ النزول الميداني  بالنسيق والتعاون مع الصحة المدرسية هذا وقد أصدر مكتب التربية والتعليم بالأمانة تعميما  لجميع المناطق التعليمية والمشرفين الصحيين في المدارس يحثهم على توعية الطلاب عبر الإذاعة المدرسية في الطابور والفصول الدراسية ومتابعة النظافة الشخصية للطلاب ونظافة الحمامات والساحات والمقاصف المدرسية بصفة مستمرة ، كما أصدرت تعميما بشأن عمل الفحوصات الطبية لجميع العاملين في المقاصف المدرسية وقطع تصاريح عمل خلال أسبوع ، وكذلك منع الباعة المتجولين أمام المدارس لمنع انتشار العدوى عبر الطعام والشراب الملوث بالبكتيريا المعوية المعدية.. وفي ختام حديثه أكد بأن كوادر المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي يعمل بكل إمكاناته وقدراته من أجل السيطرة على هذا المرض وغيره من الأمراض التي تظهر بين فترة وأخرى وكذلك توعية مجالس الآباء والأمهات وفي جميع المناسبات..

قد يعجبك ايضا