انتبهوا السعودية تبحث عن قاعة أكبر
حسن الوريث
يحاول النظام السعودي استعطاف العالم بتسويق فكرة محاولة القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية استهداف مكة المكرمة بصاروخ وذلك بعد أن أمعن في إجرامه وقتل الشعب اليمني وحصاره وتجويعه ومحاولة لفت الأنظار عن تلك الجرائم إلى الحديث عن استهداف اقدس بقاع الأرض والتمهيد لارتكاب المزيد من الجرائم في حق اليمنيين.
النظام السعودي يعرف قبل غيره أن الصاروخ الذي تم إطلاقه وصل إلى هدفه المحدد له في مطار عبد العزيز بجدة ولم يكن له سوى هذا الهدف ليصل إليه، لكنه أي نظام بني سعود يريد من وراء هذه الحملة التضليلية هو كسب تعاطف العالم الإسلامي الذي كان بدأ يتحول عن هذا النظام عقب انكشافهول الجرائم التي ارتكبها في اليمن وأخرها جريمة القاعة الكبرى التي لاقت تنديداً واستنكاراً عربياً وإسلامي ودولي نظرا لفظاعتها إضافة إلى التخفيف من الضغط والمطالبات الدولية بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة للتحقيق في جرائم العدوان السعودي في اليمن .
أنا سأتحدث عن نقاط مهمة في هذه الحملة السعودية الكاذبة باستهداف الصاروخ اليمني لمكة المكرمة وما تريده السعودية من ورائها وسيكون أهم هذه الأهداف هو آخرها ولنبدأ من الأمر الأول المتعلق بمحاولة النظام السعودي كسب التعاطف الإسلامي وخاصة من بعض الدول التي رفضت منذ البداية المشاركة في حماية الحدود السعودية وهو الأمر الذي أصاب السعودية في مقتل وجعل حدودها مكشوفة على اعتبار أنها لا تمتلك جيشاً مدرباً رغم امتلاكها لأحدث الأسلحة في العالم لكن ليس لديها جيش يمكنه استخدام هذه الأسلحة وبالتالي فهذه الحملة ضمن أهدافها جعل هذه الدول توافق على ارسال جيوش إلى المنطقة بحجة حماية الأماكن المقدسة بدلاً عن المرتزقة الذين استجلبتهم السعودية لكنهم فروا سريعاً من الجبهات بعد أن واجهوا قوة وصلابة الجيش اليمني واللجان الشعبية، كما أن هذه النقطة تهدف ربما إلى إثارة الفتنة المذهبية التي دأبت السعودية على تغذيتها دوماً .
الأمر الثاني من اختلاق هذه الكذبة هو صرف النظر عن الهدف الذي أصابه الصاروخ ووصوله إلى هدفه المحدد وهو مدينة جدة التي تعتبر من أهم المدن الاستراتيجية السعودية وهو لا يريد أن يعرف العالم أن الصواريخ اليمنية وصلت إلى هذه المدينة التي تمثل عمقاً استراتيجياً سعودياً ومدينة تجارية كبيرة حتى لا يهرب الناس منها سواء المواطنين أو الأجانب ويتحقق الهدف من هذه العملية التي نفذتها القوة الصاروخية بدقة عالية ومتناهية وبالتأكيد أن هذا الأمر لن يخفى طويلاً وستكون الصواريخ القادمة إلى جدة إلى أماكن أكثر حساسية ودقة ليتحقق الهدف الذي يريد النظام السعودي إخفاؤه.
الأمر الثالث وهو الأهم من وجهة نظري وهو الذي تخطط له السعودية ويجب أن نتنبه له ونكون متيقظين وحذرين فكما قلنا إن النظام السعودي يحاول أن يهرب من جرائمه البشعة التي ارتكبها في اليمن والتحول من الحديث عن التحقيق في الجرائم السعودية في اليمن وآخرها جريمة القاعة الكبرى إلى الحديث عن استهداف اليمنيين لمكة المكرمة وتشكيل لجان للتحقيق عن استهداف الكعبة ومكة والأماكن المقدسة وذلك للتمهيد لارتكاب نظام بني سعود للمزيد من الجرائم في اليمن والبحث عن صيد ثمين جداً وهذا الذي أخشاه واطلب من المجلس السياسي الأعلى وكل المسؤولين والقادة أن يكونوا أكثر انتباهاً وحرصاً وحذراً لأن هذا النظام الإرهابي الإجرامي يخطط لارتكاب جريمة أكبر من جريمة القاعة الكبرى بعد أن مهد الطريق واتهم اليمنيين بأنهم استهدفوا الأماكن المقدسة وبالتالي فأي عملية سينفذها تأتي في إطار الرد على هذا الاستهداف وحماية هذه الأماكن وربما لن تجد أي جريمة جديدة حتى لو كانت أكبر من جرائمه السابقة أي تنديد دولي وعربي وإسلامي كما حصل في جريمة القاعة الكبرى لأنه سيبررها بالرد على استهداف مكة والحماية لها وهذا ما رأيناه في الجريمتين اللتين ارتكبهما العدوان في الصلو بتعز والزيدية بالحديدة حيث مرتا دون أي استنكار أو تنديد.
النظام السعودي بالتأكيد يبحث عن قاعة أكبر وصيد ثمين وهو بالطبع لن يتورع عن ارتكاب أي جريمة مهما كانت لأنه مصاص دماء ومجرم ارتكب ابشع الجرائم على مدى تاريخه ومنذ نشأته وحتى اليوم بل أن هذا النظام اعتمد على القتل والتنكيل والتدمير والتخريب وزعزعة استقرار الشعوب والدول وبالتالي فهذا يوجب علينا أن نتنبه ونكون أكثر حذراً ويقظة حتى لا يتكرر ما حدث في القاعة الكبرى فليس مستبعداً أن هذا النظام يخطط لاستهداف قيادات الدولة والحجة جاهزة والمبرر لديهم بعد هذه الحملة الكاذبة المضللة التي أراد منها الوصول إلى المزيد من الصمت الدولي والعربي والإسلامي.