واشنطن/وكالات
أثار اعتراف الكونغرس الأمريكي بحق أقارب ضحايا هجمات 11 سبتمبر في مقاضاة السعودية، تساؤلات حول ما إذا كان يحق للمتضررين من “الإرهاب الأمريكي” مقاضاة واشنطن على أفعالها هذه؟
هذا هو التساؤل الذي تطرحه الكاتبة والناشطة في مجال حقوق الإنسان، مبشرة تازامل، في مقال، نشره موقع “ميدل إيست آي” البريطاني.
وأشار المقال إلى أن “جاستا” (قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب) الذي يتيح لأهالي ضحايا هجمات 11 سبتمبر 2001م بمقاضاة الحكومة السعودية، يستند بالدرجة الأولى إلى الشائعات والافتراضات، وحتى الصفحات الـ28 السرية سابقا من التقرير الحكومي التي تم الكشف عنها لا تحدد بالضبط صلة الرياض بمنفذي أكبر هجوم إرهابي في تاريخ الولايات المتحدة، أودى بأرواح نحو 3000 شخص.
ووصفت الكاتبة هذا القانون بأنه مثال لـ”الاستثنائية الأمريكية”، متسائلة: “تتاح لعائلات ضحايا الهجمات الإرهابية فرصة لمقاضاة المسؤولين عن ذلك، ولكن في هذه الحالة لماذا لا يحق لأهالي ضحايا الإرهاب الأمريكي في جميع أنحاء العالم مساءلة واشنطن؟”
وأوضح المقال أن الحديث عن الإرهاب الأمريكي هذا يدور عن عائلات آلوف الأشخاص في باكستان والصومال واليمن الذين قتلوا جراء ضربات تنفذها الطائرات الأمريكية دون طيار، مبينا أن 2% فقط من 3000 ضحية لضربات تلك الطائرات الأمريكية في باكستان كانوا “أشخاصا مستهدفين”، بينما كان الآخرون مدنيين أبرياء استهدفوا صدفة.
واستطردت الكاتبة أن أكثر من مليون مدني لقوا مصرعهم جراء “الحرب على الإرهاب” التي تشنها الولايات المتحدة في باكستان وأفغانستان، فضلا عن العراق حيث قتل بمعدل 17 مدنيا في كل غارة أمريكية، حسب التقديرات.
وأعاد المقال إلى الأذهان أن سلاح الطيران الأمريكي قصف في العام الماضي مشفى عائدا لمنظمة “أطباء بلا حدود” في مدينة قندوز الأفغانية ، ما أودى بأرواح 42 شخصا على الأقل، ولكن عسكريي واشنطن برروا فعلهم هذا.
وقالت الكاتبة: “الآن في عام 2016، يموت أكثر من 300 ألف طفل في اليمن من الجوع. هل ستتاح لهؤلاء الأطفال فرصة لمقاضاة حكومتي السعودية والولايات المتحدة لمستقبلهم المسروق كما يبدو؟”.
وجاء في المقال: “قال السيناتور تشاك شومير إنه من المؤلم وغير العادل أن تعاني العائلات بصمت، بينما تتهرب من العقاب الدول التي ساعدت على تسليط شر الإرهاب. أتفق تماما مع السيناتور، وأنا على كامل اليقين بأن ملايين العوائل التي تضررت من الإرهاب الأمريكي في شتى أنحاء العالم موافقة على ذلك أيضا”.
إلى ذلك، أكد المقال أن واشنطن كانت ولا تزال تبيع الأسلحة إلى الرياض كأكبر حليف لها في المنطقة، وتساءل: ” الكونغرس الأمريكي، سلم أسلحة تتجاوز قيمتها 100 مليار دولار إلى الدولة التي يعتقد أنها تقف وراء هجمات 11 سبتمبر. استنادا إلى هذا المنطق، ألا يبدو أن الولايات المتحدة تمول الإرهاب الذي يضرب مواطنيها؟”.