العام الدراسي الجديد.. تحد على هامش العدوان

تحقيق/ رجاء عاطف

في ظل ما تشهده بلادنا من عدوان سعودي غاشم  منذ  عام وتسعة أشهر، فقد شهد العام الدراسي 2015 – 2016م ، نجاحا متميزا بتحد وإصرار من المجتمع ووزارة التربية والتعليم، حيث عمل الجميع على مواصلة التعليم واستمراريته دون توقف،وهاهو الوقت قد حان  للاستعداد الكامل لاستقبال العام الدراسي الجديد 2016 – 2017 م  بجد واجتهاد ليكون عاماً مميزا عن بقية الأعوام حيث سعت الجهات المعنية إلى اتخاذ الإجراءات والترتيبات الكفيلة بتوفير كافة الإمكانات وتهيئة المدارس والأجواء والبيئة المناسبة أمام الطلاب للعودة إلى مدارسهم وكلهم أمل لتحقيق الأفضل ، وأنه من الأهمية إنجاح العام الدراسي الجديد بما يعزز تحقيق أهدافه وتطوير العملية التربوية والتعليمية ..
ولتحقيق هذا الهدف يتطلب من الجميع الوقوف مع التربية والتعليم لمواجهة كافة الصعوبات والمشاكل التي حدثت بسبب الظروف الراهنة خاصة فيما يتعلق بالعجز في المنهج وإيجاد أماكن بديلة عن المدارس المتضررة  من قصف العدوان..
بين السطور ..نتابع الاستعدادات للعام الدراسي الجديد:

ككل عام يستعد أولياء أمور الطلاب  للمبادرة بتسجيل أبنائهم في المدارس حتى ونحن نتعرض للعدوان للعام الثاني على التوالي   لأن ذلك لن يثنيهم  عن أن يلحقوا أبنائهم بالتعليم فربما طرأ جديد في الأمر وهو البحث عن مدارس بعيدة عن استهداف العدوان الهمجي وهذا ما أشارت إليه أم أميمة ناصر التي تقول إنها سعت إلى تسجيل أبنائها في مدارس أقرب بسبب الأوضاع حتى وإن لم تكن مدارس ذات كفاءة إلا أنها لن تترك أبناءها عاما كاملاً دون تعليم ، وأضافت: يجب أن نعمل على أن يكون لدى أبنائنا الطلاب استعداد نفسي ومعنوي ليستوعبوا بأننا في حرب لا نستطيع توفير كل شيء بسبب الأزمة الطاحنة والحصار وكذلك توعيتهم بضرورة التعليم والمحافظة على الكتب المدرسية لأنها ستكون ملك طلاب آخرين في الأعوام القادمة لعدم قدرة الوزارة على توفير الكتب كاملة بسبب الحرب والأوضاع .
تخطي نقص المنهج
وتوافقها الرأي أمل خيران “ يجب أن نجهز أبناءنا معنويا قبل تجهيزهم مادياً وغرس قيم الولاء الوطني وحب التعليم في نفوسهم وتهدئة روعهم مما يحدث من قصف همجي وعشوائي ، وتقول : يجب تقديم المساعدة لأبنائنا الطلاب في استذكار الدروس وتخطي نقص المنهج ، وتنبيههم بما يجب عمله وقت سماع الانفجارات والقصف وغرس الصمود والقوة وعدم الخوف حتى يستطيعوا الاعتماد على أنفسهم ، كما أنه من المهم أن تكون هناك دورات تدريبية مكثفة للمعلمين في كيفية التعامل الأصوب مع الطلاب أثناء القصف وكيف يغرسون في قلوبهم الصمود وحب العلم..
ما أبدت نبيلة الكبسي – ولية أمر، تخوفها هذا العام على أبنائها بسبب استهداف المدارس إلى جانب الهموم والمعاناة  مما تمر به البلاد من أزمة اقتصادية ومالية .
وقالت :ربما لا يستطيع البسطاء من الناس الإيفاء بالالتزامات الدراسية وإلحاق أبنائهم بالمدارس خاصة بسبب النزوح.
انضباط وظيفي بنسبة 90 %
في الميدان وجدنا الاستعداد للعام الجديد يسبقه إخلاص ووطنية لا مثيل لها وتقول نادية الصباري–مديرة مدرسة الازدهار ببني الحارث :  إنه عام التحدي والصمود والثبات فإجراءات ومتطلبات القيد والتسجيل تسيل  بصورة أفضل من الأعوام السابقة كما يتم تجهيز المبنى الدراسي بمظهر يليق باستقبال الطلاب الأعزاء، وتضيف : نجهز لحملة استرجاع الكتاب المدرسي وذلك بمشاركة مجلس الآباء والمجتمع المحلي وكذلك حملة العودة إلى المدرسة والاستعانة بخطباء المساجد لمالهم من دور كبير في توعية أولياء الأمور ونشر الوعي خاصة وبلادنا تمر بهذه الظروف الصعبة والحصار المفروض علينا.
وأكدت الصباري أن الكتب متوفرة في مخازن التربية بنسبة لا بأس بها مع وجود عجز في بعض المناهج وقد استلمت بعض المدارس المناهج من المخازن بنسبة لا تغطي أعداد الطلاب خاصة المدارس الكبيرة مما يضطرنا إلى توزيع الكتاب الواحد بين أربعة طلاب وهذا قد يؤثر على مستوى تحصيل الطلاب ويتعب المعلم خاصة عند متابعة الواجبات فيتم توزيع الكتب القديمة التي قد عفا عليها الزمن لحل جزء من المشكلة لذلك دائما تقوم الإدارة والكادر التربوي بتوعية الطلاب بأهمية المحافظة على الكتاب المدرسي نظيفا .
وأشادت الصباري  بالانضباط الوظيفي في أول أسبوع من بدء إجراءات العام الدراسي والذي قالت إنه وصل إلى 90% حيث حضر الكادر الإداري  بروح معنوية عالية يملأها التحدي والصمود والثبات .
التعاون لحل المشكلات
وأشارت مديرة مدرسة الازدهار إلى الإشكالات التي تواجههم هذا العام بسبب الكثافة الطلابية خاصة في المناطق ذات الكثافة العالية والعجز في بعض المناهج وتوافد النازحين من معظم المحافظات خاصة مع نهاية العام الدراسي مما يؤدي إلى زيادة الكثافة الطلابية وبالتالي يقل مستوى التركيز وصعوبة ضبط الفصل وهذا يؤثر سلبا على المعلم والطلاب إلى جانب مشكلة نقل بعض المعلمين من منطقة أو مدرسة إلى أخرى دون توفير البديل أو حتى إشعار مدير المدرسة بعملية النقل حيث يكون آخر من يعلم .
ومن بين المشكلات كما تقول  : العجز في الكادر التربوي وصدور قرار عدم قبول البدلاء خاصة المربيين والذين معظمهم متدربين على البرنامج الألماني (نهج القراءة) ويطبقونه منذ أربع سنوات ، وربما بعودة المعلم الأصل الذي لم يدرب على هذا البرنامج لن يستطيع تقديم شيء للطلاب مما قد يؤثر سلباً على مستوى الطلبة خاصة وهم في المرحلة الأساسية وهذا سيؤدي إلى تدني التعليم في بلادنا .
وأكدت أنه حتى يتم التغلب على كل هذه المشكلات يجب تعاون الوزارة والمكتب والمنطقة مع مدراء المدارس وإحساسهم بمعاناتهم، فهم يجب أن يكونوا خير معين للمدراء ولإنجاح العملية التعليمية، فنحن كتربويين رسالتنا عظيمة ولن ننجح إلا بالتعاون والتكاتف والإخلاص والعمل بروح الفريق الواحد .
نسعى لنجاح العام الدراسي الجديد
ومن جانبها قالت  عايشة الظفاري- مديرة مدرسة أسماء للبنات : لقد نجح العام الدراسي الماضي وكنا وما زلنا في عدوان شرس وهمجي وسنعمل ما بوسعنا لنجاح هذا العام الدراسي الجديد ، وها نحن نستعد كالمعتاد لفتح المدرسة والتهيئة للعام الجديد من نظافة واجتماع بالكادر التدريسي وتوزيع المهام والاختصاصات وطرح المشكلات ومحاولة حلها مع مدراء عموم المناطق التعليمية ثم التسجيل واستقبال أولياء الأمور وعمل الجدول وكذا خطة مبدئية .
مشيرة إلى مشكلة الازدحام الشديد نتيجة النزوح إلى أمانة العاصمة إلى جانب نقص في الكتاب المدرسي إضافة إلى العجز في المدرسين إلى جانب الكثير من الإشكاليات التي نحاول جاهدين العمل على حلها  بزيادة الحصص للمدرسين.
وتابعت الظفاري :ستقوم المناطق بعمل خيام لإضافة فصول في الساحة، وسنعمل على استرجاع الكتب من الطلبة وحث الجميع  للمحافظة على الكتب والاجتماع بمجالس الآباء  والأمهات لرفد المدرسة بما لديهم من كتب في المنزل وتجميعها إلى ان نستوفي العجز الموجود في المنهج لأننا في وضع استثنائي وصعب ولابد من تعاون الجميع .
وأضافت الظفاري:  نسعى إلى تكثيف الأنشطة المدرسية من أجل بيئة مدرسية جاذبة والتواصل مع أولياء الأمور ..كما سنقوم برعاية مكتب التربية ومدير عام الأنشطة بعمل مهرجان العودة للمدرسة وطرح ما سبق للمختصين واولياء الأمور .
تشجيع العودة إلى المدرسة
وعن الخطة التي تم تجهيزها من قبل مكتب التربية والتعليم بالأمانة تحدث مدير الأنشطة المدرسية – عبدالكريم الضحاك : إنه تم عمل برنامج العودة للمدرسة للعام 2016  – 2017م تحت عنوان بالتعليم نبني اليمن .. من حقي أن أتعلم ..والذي يهدف إلى حث وتشجيع الطلاب للعودة إلى مدارسهم وانتظام العام الدراسي الجديد والمساهمة في معالجتهم نفسيا وصحيا جراء العدوان والأحداث التي شهدتها وتشهدها اليمن وبما يعزز من قدرتهم على مواصلة الدراسة وتعميق قيم الولاء الوطني لدى الطلاب،إلى جانب المساهمة في إيصال رسائل بالعمل على النهوض بالعملية التربوية والتعليمية ومعالجة كافة الاختلالات وتوعية أولياء الأمور والمجتمع بكل أطيافه وفئاته للاهتمام بالعملية التربوية والتعليمية والعمل على دعمها وتوفير أجواء مناسبة لإنجاح العام الدراسي الجديد .
وأضاف الضحاك :إن البرنامج يهدف أيضا للعمل على إيجاد بيئة مدرسية متميزة وعودة المدرسين إلى المدارس وتوفير مناخ تربوي متكامل للطلاب والاهتمام بالأنشطة المدرسية واعتبارها أساس إقبالهم على الدراسة وكذا التوعية بأهمية العلم وتعزيز قدراتهم على العمل الطوعي لخدمة المجتمع والوطن.
تحديات هذا العام
وقال مدير الأنشطة المدرسية: إن المشاكل والصعوبات والتحديات العامة التي تواجههم لهذا العام هي استمرارية القصف على العاصمة صنعاء من قبل العدوان الى جانب استمرارية الحصار وتأخر طباعة الكتب المدرسية  ..وطول مدة العطلة الصيفية دون توفر برامج صيفية تذكر وتباين الأفكار والاتجاهات من قبل بعض مكونات المجتمع وقلة الإمكانات للمدارس والمكاتب وزيادة عدد النازحين في العاصمة صنعاء .
وذكر أن من المشاكل التي يعاني منها التلاميذ والطلاب الاضطرابات النفسية والخوف والقلق والعنف والانطواء وتدهور الحالة الصحية وتعرض الطلاب  للكثير من الأمراض مثل الكبد والقلب إلى جانب معاناتهم من نقص في المعلومات والمفاهيم خلال مدة العطلة وتدهور الحياة الاقتصادية التي أثرت متطلبات الحياة اليومية على الطالب وعلى سلوكياتهم اليومية وضعف في العلاقات الشخصية بين الطلاب أنفسهم نتيجة تباين الآراء والاتجاهات والإعلام .
سرعة تنفيذ الحملات
ويرى  الضحاك  أن من الحلول والمقترحات استمرارية التواصل من قبل الوزارة والجهات المعنية مع كافة المنظمات وحقوق الإنسان والمجتمع الدولي بوقف العدوان على اليمن، وكذلك وقوف جميع المكونات والمنظمات والمجالس المحلية والمجتمع  لدعم برنامج العودة للمدرسة والأنشطة المدرسية، وأيضا العمل على إعادة تأهيل المدارس لتكون صالحة لاستقبال الطلاب والتشجيع على العمل الطوعي لديهم والقيام بخدمة أنفسهم ونظافة مدارسهم ، إلى جانب سرعة تنفيذ حملة العودة للمدرسة وحملة إرجاع الكتاب المدرسي وقيام المناطق والمدارس بإعداد خططهم وبرامجهم لاستقبال العام الدراسي الجديد.
والى جانب ذلك لفت الضحاك إلى سعي الوزارة لتأهيل الأخصائيين ومعلمي الأنشطة في كيفية التعامل مع الحالات النفسية الخاصة للطلاب وإقامة أسبوع لممارسة الأنشطة المدرسية الهادفة لتحبب الطلاب للعودة إلى المدرسة وتوفير كوادر طبية متخصصة في المدارس للقيام بدور هام في معالجة كثير من الحالات التي تعرض لها الطلاب ،وتوعية أولياء الأمور في كيفية التعامل مع الحالات النفسية لأبنائهم وأخيراً العمل على الترفيه للطلاب من خلال الأنشطة المدرسية المختلفة التي تعتبر جزء لا يتجزأ من العملية التربوية والتعليمية وضرورة تطبيقها على مدار العام.. فالعودة للمدارس انتصار للوطن الأرض والإنسان .
سنثبت أننا أصحاب رسالة
أن العملية التعلمية تُعد أساس تقدم أي مجتمع وكلما زاد الاهتمام والإنفاق وتحسين أداء العاملين وتوفير الأدوات والوسائل والأجهزة اللازمة للتعليم والتعلم من المؤكد أن أثرها سيكون كبيرا وناجحاً رغم التحديات والصعوبات التي تواجه اليمن من حصار وعدوان غاشم وظالم فمازالت عجلة التنمية والتعليم مستمرة ،هكذا تحدث الدكتور محمد السقاف– وكيل قطاع المناهج والتوجيه ، وأضاف : نحن على أعتاب عام دراسي جديد وسيكون أكبر تحدي لقوى العدوان وسيثبت التربويون أنهم أصحاب رسالة وعلى قدر كبير من المسؤولية والانضباط، مشيراً إلى أن استعدادات الوزارة لهذا العام تمثلت في إصدار القرار الوزاري رقم (184) والصادر بتاريخ 16 / 9 / 2010م وتم تحديد (12) يوماً تبدأ من تاريخ 18 سبتمبر  للتهيئة والاستعداد لإدارة المدارس والمدرسين وإعداد الجداول الدراسية والتسجيل والقبول للطلبة وفي تاريخ 1 أكتوبر يتم التحاق الطلبة بالمدارس، وأوضح : أن الوزارة سعت إلى حصر المدارس التي تضررت من العدوان السعودي والأمريكي على بلدنا وبلغ عدد المدارس أكثر من (2000) مدرسة منها أكثر من (1700) مدرسة استهدفت بشكل مباشر ومدارس أخرى بصورة غير مباشرة استهدفت المناطق المجاورة لها ولحقها الضرر ومع هذا تم ترميم الكثير من المدارس، ونوه بأن الوزارة سعت إلى إيجاد الآليات المتاحة لتوفير بدائل للمدارس المدمرة وكذا صرف مستلزمات مدرسية للطلاب النازحين وأبناء الشهداء والمتضررين من العدوان..
مدارس تعز!
ولفت السقاف إلى المشكلات بالقول :  تواجهنا في الوقت الحالي مشكلات عدة أبرزها وجود الكثير من المدارس التي تضررت بشكل كلي وخرجت عن التعليم وتحولت إلى ركام وحرم الكثير من الطلبة من فرص التعليم فيها وكذلك هنالك العديد من المدارس تحولت إلى مساكن للنازحين من مناطق الحروب والقصف.
وهنا وجه السقاف دعوة لكافة المعنيين في السلطة المحلية والمعنيين بتوفير المكان المناسب للطلبة للتعليم لتوفير أماكن بديلة للنازحين وإخراج المسلحين من المدارس التي يتمركزون فيها ويسيطرون عليها وتحويلها لمقرات تدريب عسكرية وتخزين أسلحة ومعتقلات وخاصة في محافظة تعز التي تقع تحت سيطرة مليشيات هادي وهذه دعوة لكل الشرفاء في المحافظة للضغط عليهم لإخلاء هذه المدارس وإعادة فتحها ليتسنى للطلاب العودة إليها ..
وفيما يتعلق بتوفير الكتاب المدرسي أشار إلى أن وزارة التربية طبعت أكثر من عشرين مليون كتاب ولكنها لا تغطي احتياجات جميع الطلبة وستغطي نصف الاحتياج ولكننا سنعتمد تغطية النصف الآخر من الكتب المرتجعة من قبل الطلبة والمخزنة في المدارس وكما تسعى الوزارة إلى توفير الكتاب المدرسي وتضعه في قائمة الأولويات ومن ضمن خطة الطوارئ و البرامج ذات الأولوية التي تقدم للمانحين ويقول:  انه رغم الحصار البري والبحري والجوي على اليمن استطعنا طباعة الكتاب المدرسي وتوزيعه حسب الخطة والاحتياج من الميدان ولكن النقص مازال موجودا ولم نستطع طباعة كل الكتب لتغطية الاحتياج بشكل كلي بسبب الظروف الاقتصادية للبلد والعدوان والحصار الذي اثر بشكل كبير على التعليم وقد راهنوا على انهيار العملية التعليمية وتوقفها ولكنهم فشلوا بسبب إصرار وصمود الشعب ومن المتوقع أن يلتحق بالتعليم هذا العام أكثر من ستة ملايين طالب وطالبة .
وتشير الإحصائيات إلى أن عدد القوى العاملة في قطاع التربية والتعليم بلغ أكثر من 270 الف   عامل وعاملة من معلمين وإداريين ويعملون بأكثر من (16500) مدرسة ومن اجل التهيئة للعام الدراسي الجديد أطلقت حملة في كثير من مكاتب التربية بهدف التوعية الخاصة بحملة العودة للمدرسة التي تستهدف شرائح المجتمع (الطلاب وأولياء الأمور ومنظمات المجتمع المدني والسلطات المحلية) للتهيئة المناسبة للعام الدراسي.

قد يعجبك ايضا