¶ مئات الإصابات بين الأطفال.. والجهات المعنية لا تتحرك
تحقيق/ أمل الجندي
مسدسات الخرز التي يقوم بشرائها الأطفال وغيرها من الألعاب النارية التي يحاولون اقتناءها قبل كل موسم عيد أصبحت كارثة تهدد حياة الأطفال وتحدث عاهات وتشوهات في أعينهم خلافا عن أجسادهم التي تتعرض للتشوه عند اللعب بمثل هذه الألعاب مع كل مناسبة ..
والشاهد طوارئ المستشفيات التي تستقبل ضحايا بالجملة عند كل مناسبة عيدية..والسبب العاب خطرة في متناول الأطفال ..تصيبهم بالحروق والعاهات..وكنا رصدنا في عيد الفطر من خلال نزول ميداني الى مستشفيات حكومية نحو 70 حالة من الأطفال تعرضوا لإصابات في العيون بسبب مسدسات الخرز التي تباع كالألعاب وفي هذا العيد لاشك الأعداد ستتضاعف والجهات المعنية غائبة تماما..
اطماع الكبار تنعكس بشكل سلبي على الأطفال, اذ نحن أمام ثقافة أنتجها العدوان والحرب التي أثرت على حياتهم وتركت آثارها على نفسياتهم مما حول حياتهم الى مآسي حيث استقبل مستشفى الثورة أكثر من 50 حالة إصابة متنوعة حسب بعض التقارير التي نشرت في كثير من المواقع الإخبارية..السؤال: أين الأجهزة الأمنية والجمارك، ومن سمح بإدخال هذه الألعاب الضارة فيما الصيدليات ومخازن الأدوية شبه خاوية من الأدوية بفعل الحصار.
الاصابات تتركز في العين
مروان فرحان أخصائي عيون بمستشفى مغربي يشير الى أن المستشفى استقبل 20 حالة خلال فترة إجازة العيد الماضي منها 12 حالة إصابة بمسدسات ورشاشات الخرز التي يشتريها الأطفال ما سببت إعاقات دائمة لحالة واحدة وبعضها اضطرنا معهم الى تدخل جراحي فوري بالإضافة إلى بعض حالات احتاجت الى سحب مياه بيضاء اضافة الى الألعاب النارية الأخرى حيث أن هناك حالة فقدت عينها وحالة أخرى احتاجت لعملية عاجلة.
عنف مستقبلي
فيما يحذر تربويون من آثار هذه الألعاب على مستقبل الأطفال كونها تنمي العنف فالأطفال أصبحوا يتفاخرون بحمل الأسلحة ومحاولة استخدامها وإن كانت مجرد العاب إلا أنها تلحق الأذى في كل الأحوال والأخطر أن هذه الثقافة تتعزز فيحمل الأطفال أسلحة آباءهم وأقاربهم كنوع من المفاخرة وهذه الثقافة تنتشر بشكل كبير في مجتمعنا دون التفات الى عواقبها من قبل المعنيين.
ويرون ضرورة العمل على عدم استيراد هذه الألعاب لما تسببه من أضرار وعاهات ليس في العيون فقط وإنما في سائر الجسد بأكمله لذا يجب توعية الأطفال بمخاطر مثل هذه الألعاب وهنا يقع الدور الأساسي على عاتق أولياء الأمور بمقاطعة مثل هذه المنتجات الخطرة.
العين بالعين
يعتبر الأطفال هذه الألعاب مجرد تسلية ولا يدرك عواقبها إلا الآباء عندما يقوم طفلهم بإصابة أحد ما ويتم نقل المصاب إلى المستشفى عندها يقوم الآباء بضرب أبنائهم والتهديد بعدم شراء هذه الألعاب مرة أخرى ولكن ما أن يأتي موسم عيد آخر إلا ويقومون بشرائها لأطفالهم كنوع من الفرحة لهم وهذه ثقافة متخلفة عند أغلبهم يجب أخذها بعين الاعتبار والتوعية المستمرة لها.
نجوى الذي اصيب ابنها في عينه من أحد أبناء جيرانهم ذهبت الى المستشفى لمعاينة ابنها الا أن الأطباء أبلغوها بعدم سلامة عين ابنها وأنه لن يستطيع الأبصار بها مرة أخرى وها هي الآن تطالب بالقصاص.
محمد 10 سنوات يقول : شرائي لمسدس الخرز ضروري جدا أثناء موسم الأعياد ولا تكتمل فرحتي الا به ولكن بعد اليوم يقول محمد لن ألعب به مرة أخرى كونه أصاب عين أخته الصغيرة مما سبب لها نزيفاً في الشبكية.
ألعاب خطرة
فضل مقبل منصور رئيس الجمعية اليمنية لحماية المستهلك يرى أن أطفال اليمن يعيشون مرحلة طفولة بائسة لعدم توفر المتنزهات والملاعب والحدائق العامة وفي الأحياء والحارات ، أسوة بأطفال العالم والتي تتوفر لهم كافة الوسائل سواء في المدارس أو في غيرها من الأماكن، ولم يقتصر الأمر على هذا بل ان الألعاب التي تباع في المحلات المختلفة لم تكن ذات هدف لتنمية مدارك وإبداعات الأطفال ،بل ما يباع أسلحة مختلفة تنمي روح الكراهية للآخر ، ونلاحظ أن الأطفال بهذه الأسلحة يحاكون أشكالا قتالية ومعارك كر وفر.
وقال لا يقتصر الأمر عند هذا بل الخطر الداهم والذي يتزايد عاما بعد عام هو انتشار ألعاب بشكل أسلحة ،مسدسات ، رشاشات ، آليات ، مختلفة تستخدم فيها ذخائر على شكل كرات من الخرز أو المعدن ، ويتم اطلاقها على بعضهم البعض أو على المارة في الحارات ، وتسببت هذه الألعاب بإصابات خطيرة على عيون الأطفال وتؤدي إلى تهتك الشبكية حسب الأطباء، وكذلك تكسير لزجاجات السيارات ، مشيرا الى أن مستشفيات العاصمة في الأعياد تسقبل مئات الحالات من الأطفال ذكور وإناث مصابين بالعين ومن خلال متابعتنا لما يتم عبر المواقع الالكترونية والتواصل الاجتماعي فان حالات كثيرة على مستوى اليمن والأسر تشكي المآسي والكوارث التي لحقت بأطفالها نتيجة هذه الألعاب.
الرقابة غائبة
وأوضح أن هناك حالات وإصابات متعددة ولكن المؤسف له ان المعلومات بشكل رسمي تبقى حبيسة الأدراج ولا يتم نشرها لبيان خطورة مثل هذه الألعاب وتأثيرها على أطفالنا، ويفترض على وزارة الصحة ووزارة الداخلية نشر مثل هذه المعلومات وإصدار التحذيرات من استخدام مثل هذه الألعاب ،كونهما الجهتين الوحيدتين اللتين تصلهما المعلومات والاحصائيات من كل المستشفيات الحكومية والخاصة.
وأكد منصور أن الجمعية طالبت الجهات الرسمية منذ فترة طويلة بمنع استيراد أو بيع مثل هذه الألعاب ، سواء الأسلحة بالذخائر للأطفال أو الألعاب النارية ، كون فرحة الأسرة بالأعياد والمناسبات بأطفالهم تتحول الى كارثة .
تصوير/عبدالله حويس