أوكار التدجين ما زالت فتاكة

زياد السالمي

لكل عملٍ إبداعيٍّ جادٍ بوادره أهمها خوض معركة مع أنصاف المبدعين والواهمين نضوج تجاربهم التي لا يدركونها حتى ..!! ربما لهذا السبب أهمية قد تمنحك الارتياح والإصرار .. ليس كل ذي منبرٍ يدرك حقيقة أين حيِّزه من تتابع الإبداع وتماهيه في اجتراح فكرة أو أسلوب أو لمسة فنية.. لهذا نقف بكل أسف على الكثير من المنابر أو المقاهي أو المنتديات فنبتعد عنها سريعاً برغم المغريات حتى لا نصاب بهذا الداء العضالي الخبيث ..
الإبداع في اليمن تحديداً يوشك على الذبول جراء هؤلاء الأدعياء ؛ إنها معركة المبدع الحقيقي أمام الكثير من التسميات أو الكنى والمسميات .. مهما كانت العزلة هي الطريق الأنسب لردم هذه الفجوات المليئة بالقيح لا القريحة .. طالما الصدفة أو التكتل الهزائمي أو الاستفزاز هي من تحكم المشهد ؛؛ فهل يسر المبدع الحقيقي أن يكون عنصراً ترسيخياً لهذه الفقاعات المتنامية في فضاء يخلو من الرؤيا وبنىً تخلو من الأعمدة.. هكذا إذن يعلو الضجيج كدخانٍ كثيفٍ سرعان ما يتلاشى عند أول ريح .. يتحتم على المعني فعلاً ضرورة المثابرة حينها سيدرك أن هذه الأعاصير والأمواج مؤدى الأحياء. مهما انتصرت وتواترت ضبابية الأشياء المستقاة من عرق المثابرين .. المتقاوتة من فضالات إصرارهم أيضاً ؛ هنالك تظل الحلقة مفقودة دون انتباه كيف يكون مبدعاً .. الكثير من الأقنان القديمة التي يستكن بها هؤلاء ما تزال تنخر في جسد الوطن وتعمق الجرح وتبدو أكثر سلبية أمام ما تتطلبه الظروف المحيطة باليمن .. بل ليس هكذا فحسب، إذ جاءت عامل هدم للوطنية وأوكار خيانة تنشر الوهم الفاسد وتضعضع قيم الانتماء الوطني أولاً ومن ثم الإنساني . يقتضي علينا كمتطلعين إلى هدمها واستبدالها بكينونات تسعى إلى خدمة الوطن ونشر ملامح الولاء الوطني .. هذه الأوكار المفخخة والأقنان القميئة العميلة لا يختلف دورها عن العدوان أو جبهات الارتزاق والمرتزقة ما يجعلنا نهيب بالجهات الوطنية الثورية كضرورة ملحة العمل على استئصال هذا الورم اللعين لكي لا يستشري أكثر مما هو الآن والذي نخشى تأثيره على ما تبقى من المبدعين الطامحين .. كما ينبغي الحزم مع أرباب هذه الأقنان اللعينة فالتماسك الوطني خيار وعي والتزام جاد من ذوي القرار أمام الرجال الذين يعمدون بدمائهم الغد الذي نصبو إليه . كوضع حدود التماس.

قد يعجبك ايضا