4 مجازر جماعية في 8 أيام تسفر عن 162 شهيدا وجريحا

العدوان يقتل أبناء اليمن “كفراً” والعالم يكتفي بالصمت “مرغماً”

الثورة / محمد الفائق

يصر العدوان السعودي على تحقيق الصدارة للحصول على المراكز الأولى عالميا لأكثر الأنظمة وحشية وأكثر التحالفات دموية على مر التاريخ.
فالتاريخ الحديث والقديم أيضا ، لم يشهدا جرما مشابها لجرائم آل سعود بحق أبناء اليمن ولم يسجل فجورا في الخصام وبشاعة في الفعل وعهرا في المحافل كما هو حال هذا النظام “السلولي” والتحالف “السعوصهيوني”.
طوينا 16 شهرا من العدوان وها نحن نلج في الشهر الـ17 ولا يزال ذلك العدوان ينصب العداء لليمن أرضا وإنسانا، ولا تزال طائراته النفاذة تغير بصواريخها على المساكن والمساجد والمدارس والطرقات والمستشفيات، من دون توقف عن الدمار الشامل وسفك الدماء ليحصد العدوان وفقا لتقارير منظمات حقوقية وإنسانية أرواح أكثر من 9 آلاف من النساء والأطفال إلى جانب جرح أكثر من 26 ألفاً آخرين في أبشع مجازر ومذابح جماعية بحق الإنسانية تحت رضا دولي وصمت مخز لمؤسسات الأمم المتحدة ليشهد التاريخ وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الذي ابتاع بالمال ،واستطاع العدوان شراء ذلك الصمت ليستمر في وحشيته بحق أبناء اليمن.
جنون بدى عليه العدوان السعودي الاميركي منذ الـ26 من مارس العام الماضي 2015م ، وإمعان في الاستهداف المباشر للمدنيين في منازلهم ومدارسهم ومستشفياتهم ، ولا يزال كذلك حتى اليوم ولعل المجازر التي ارتكبها خلال شهر أغسطس الجاري خير دليل وشاهد على قبح وجرم النظام السعودي بحق أطفال ونساء اليمن .
“قضايا وناس” يسلط الضوء على أربع مجازر ومذابح جماعية ارتكبها العدوان في أمانة العاصمة ومحافظات صعدة وحجة وصنعاء خلال 8 أيام راح ضحيتها نحو 64 شهيدا و98 جريحا أغلبهم من الأطفال والنساء والعمال والأطباء.

استهداف العمال
* في التاسع من أغسطس الجاري كان عمال مصنع العاقل لصناعة البفك وحلويات الأطفال بصنعاء كعادتهم في يؤدون أعمالهم اليومية وفقا لساعات الدوام الصباحية في المصنع .. ولم يكن يتوقع هؤلاء العمال غالبيتهم من النساء أن يكونوا وقودا لوحشية العدوان وصواريخه وأسلحته المحرمة دوليا.
اقتنص هذا العدو المتغطرس ساعة الذروة في العمل داخل المصنع فشن غاراته الساعة العاشرة صباحا مستهدفا المصنع وكل من بداخله من عمال وعاملات ، ليحقق انتصارا مزعوماً ويضيف إلى بنك أهدافه هدفا جديداً بقتله ما يقارب 15 عاملاً وعاملة وجرح 25 آخرين ، ويعد هذا الاستهداف هو الثاني بعد أن استهدف العدوان المصنع في يناير الماضي.
ترك العدوان عقب غاراته على المصنع جثثاً متفحمة وآلاماً لا تشفى أبدا مع تقادم الأيام والسنين، فقطع أرزاق العمال البسطاء ويتم الاطفال ورمل النساء .
وتعكس هذه الجريمة حالة الإفلاس والتخبط التي أصيب بها العدوان السعودي بعد فشله في تحقيق أي من أهدافه المزعومة وسقوط كل مخططاته وأوهامه في النيل من صمود الشعب اليمني وصلابة وثبات أبطال الجيش واللجان الشعبية وانتصاراتهم في كل ميادين المواجهة.
مدرسة تحفيظ القرآن الكريم للأطفال
* لم يمر على مجزرة استهداف مصنع العاقل بصنعاء سوى 3 أيام حتى يعاود هذا العدو المتطعش للدماء وحشيته مستهدفا في الثالث عشر من نفس الشهر مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم في منطقة جمعة بن فاضل بمديرية حيدان بمحافظة صعدة .
ولكن ضحايا هذه المجزرة لم يكونوا عمالا أو أطباء او عسكراً بل أطفال صغار لم يتجاوزوا العقد الأول من أعمارهم .
14طفلا أزهق العدوان أرواحهم وقتل براءتهم ومزق أشلاءهم و20 آخرين أصيبوا بجروح متفاوته أغلبهم في حال صحية حرجة.
أطفال في عمر الزهور جمعتهم في هذه المدرسة همتهم العالية بحفظ كتاب الله وآياته المحكمات واستغلال العطلة الصيفية في تعلم قراءة القرآن الكريم وتجويده وتطبيق تعاليم الله عز وجل ورسوله الكريم .
لم يكن هؤلاء الأطفال بقلوبهم النقية وبراءتهم يدركون أن اليمن يواجه عدواً تجرد من كل معاني وقيم الدين والإسلام والأخوة والإنسانية ، عدواً تنصل من قوانين السماء والأرض وضرب بها عرض الحائط متحديا البشرية جمعاء.
أطفال اليمن يعون كثيرا العدوان الذي تشنه السعودية على بلادهم ويعتقدون أنها تشابه تلك الحروب التي يشاهدونها في التلفاز وخصوصا الانتهاكات والقتل والسحل التي يتعرض لها أبناء فلسطين على يد العدو الصهيوني .. غير أن أطفال اليمن لم يكن في مخيلاتهم أنهم سيكونون وقودا وهدفا من أهداف العدوان السعودي ولم يكن على بالهم أن تستهدفهم صواريخ العدوان في مدارسهم وهم يحفظون ويجودون كتاب الله لأنها في الأساس ثقافة تشربها المجتمع اليمني جيلا بعد جيل ومستمدة من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، ألا اعتداء على الآمنين في منازلهم ومدارسهم ومساجدهم ومستشفياتهم وألا اعتداء على النساء والأطفال، إلا أن هذا الصلف المتكبر والمتغطرس تجاوز كل الحدود والأخلاق وجاء بثقافة حرب جديدة ليس لها مثيل في الوحشية وارتكاب المجازر ، ولا نظير لها في الإمعان بقتل النساء والأطفال ، رغم ضعفه وهشاشة جبهاته التي لا تصبر على الثبات في الأرض بل إن جنوده يولون الأدبار فارين هاربين وتاركين كل معداتهم .. ولأن صفة الجبن تملكتهم واتسموا بها فها هم يقصفون بطائراتهم وعلى بعد الكيلوهات كل شيء حي حتى الطفولة وأدوها واغتالوا براءتها ولعل صورة مجزرة الأطفال في مدرسة تحفيظ القرآن تحكي ألف معنى، وتصف بشاعة الفعل وقبح الفاعل .
مرضى وأطباء مستشفى عبس
* جريمتان نفذتها في أربعة أيام أيادي السوء والمكر والخداع استهدفت مصنع للبفك بصنعاء ومدرسة أطفال لتحفيظ القرآن الكريم بصعده ، وراح ضحيتها عشرات العمال والعاملات والأطفال.
ليتعطش العدوان من جديد لدماء اليمنيين غير آبه لما ستؤول إليه الأوضاع في قادم الايام ونحن نراه قريبا حين تنقلب الطاولة على ملك سلمان وتزلزل عرشه.. لأن الله يمهل ولا يهمل .. والشعب اليمني مظلوم ومعتدى عليه سفكت دماؤه ودمرت مقدراته من دون حجة أو سبب سوى أن جاره جار سوء وطاغ ومتجبر.
وعقب 48ساعة من ارتكابه مجزرة بحق الأطفال في مدرسة لتحفيظ القرآن بصعدة أصر على إضافة مجزرة جديدة إلى رصيد مذابحه الجماعية ولم يتورع أبدا في اختيار هدفه كما هي جرائمه ومجازره السابقة فشن في الخامس عشر من أغسطس الجاري غاراته على مستشفى عبس في محافظة حجة أدت إلى استشهاد 23 شخصا بينهم أطفال ونساء وأطباء يمنيون وأجانب وجرح أكثر من 40.. ليقول العدوان للعالم “هذا أنا أقتل وأدمر واحرق البشر والشجر والحجر وارتكب أبشع المجازر وهذا هو مالي لتخرسوا به ألسنتكم وتغضوا ابصاركم”.
أسرة كاملة في نهم
* استمرار صمت المجتمع الدولي وفي مقدمته منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكل المنظمات الحقوقية والإنسانية إزاء جرائم الحرب التي ترتكب بشكل يومي بحق المدنيين في اليمن يجعل مصداقية هذه المؤسسات والمواثيق والمعاهدات الدولية برمتها محل استفهام وشك كبيرين بل يزيد ذلك الصمت العدوان تعنتا ووحشية وقبحا .
ثلاث مجازر آنفة الذكر ولم يتحرك العالم حيالها بشيء يذكر ، حتى إصدار بيان إدانة أو استنكار باعتباره أضعف المواقف فقد عجز العالم عن إصداره.
ليتركوا العدوان في غيه ووحشيته ويرتكب من جديد وعقب 24 ساعة من جريمة مستشفى عبس مجزرة جديدة بحق أسرة كاملة بمديرية نهم محافظة صنعاء .
حيث شن العدوان السعودي في السادس عشر من أغسطس الجاري غارتين استهدفتا منزل المواطن محسن محمد عاصم في قرية المديد في نهم وأسفرت عن استشهاد 12 شخصا وجرح 11 أغلبهم من النساء والأطفال.
إرغام العالم على الصمت
* أربع مجازر ومذابح جماعية خلال 8 أيام متتالية وفي شهر واحد لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية، تستدعي تشكيل لجنة دولية للتحقيق فيها وتقديم المسئولين عنها للمساءلة في المحاكم الدولية باعتبار تحالف العدوان وقيادة العدوان “مجرمي حرب” لا ينبغي أن يفلتوا من العقاب.
غير من يأبه لذلك الطلب ومن سيدين ذلك الجرم ومن سيحقق في تلك المجازر وقد ابتاع العدوان كل أصوات وضمائر العالم وأرغم العالم على الصمت ، فيما يبقى وجه الله وعدالة الله وكرمه الدائم في منح هذا الشعب العظيم الصبر والصمود والانتصارات المتوالية على العدو وأدواته في مختلف جبهات القتال.
ويبقى الشعب اليمني شامخا ضاربا أروع أمثلة الصمود والتحدي والقوة والبأس ولن تثنيه ولن تركعه هذه المجازر والمذابح التي يقوم بها العدو الجبان بل تزيده ثباتا وحماسا لمواجهة العدوان وتلقينه دروسا قاسية في التضحية والفداء.

قد يعجبك ايضا