موسكو: صيغة جديدة تعيد السلام إلى حلب
موسكو/ وكالات
قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو: إن روسيا والولايات المتحدة تقتربان من إيجاد صيغة ستسمح بإعادة السلام إلى حلب السورية.
وقال شويغو في مقابلة مع قناة “روسيا-24” بثت أمس: “إننا دخلنا مرحلة نشطة من المفاوضات مع الشركاء الأمريكيين في جنيف وعمان، كما أننا على اتصال دائم مع واشنطن”.
يذكر أن العسكريين الروس والأمريكيين ينسقون عملياتهم العسكرية في سوريا عبر مركز القيادة المركزية الأمريكية في العاصمة الأردنية، كما أنهم يجرون مشاورات مكثفة حول التصدي لخروقات نظام وقف إطلاق النار بسوريا في جنيف.
وأردف الوزير الروسي قائلاً: “ونحن نقترب خطوة بعد أخرى من صيغة -وأنا أتحدث هناك فقط عن حلب- ستسمح لنا بأن نبدأ النضال سوياً من أجل استعادة السلام على هذه الأرض، لكي يتمكن الناس من العودة إلى بيوتهم”.
ودحض شويغو مزاعم تقول: إن العملية الروسية -السورية الجارية في حلب عبارة عن حصار.
وتابع قائلاً: “هناك قوافل إنسانية تدخل حلب باستمرار، ونحن نعمل باستمرار على إصلاح محطات ضخ المياه وأنابيب الصرف الصحي”، وأشار إلى نشر مستشفيات ميدانية في كل معبر في حلب، وعمليات مستمرة لنقل المرضى. وأردف قائلاً: “أهم يقولون: إنه حصار! إنه حصار من أي جهة؟ من الخارج لا توجد أي حصار، ونحن فتحنا كافة الأبواب ونقول: اخرجوا”.
وأوضح الوزير أن كافة المقترحات التي تدرسها روسيا والولايات المتحدة سوياً، تستهدف الحفاظ على سلامة الأراضي السورية وهزيمة الإرهاب والبدء في المفاوضات.
ووصف شويغو التعاون بين روسيا والولايات المتحدة بشأن سوريا بأنه منظم بشكل جيد ويتعلق بالمواضيع العملية.
وذكر بأن مواقع الإرهابيين في بعض مناطق سوريا مازالت مختلطة بمواقع يسكنها مدنيون.
وذكر أن الجانب الروسي قد طلب من الشركاء الأمريكيين تزويدها بإحداثيات المعارضة المعتدلة أو إحداثيات مواقع تنظيمي “داعش” و”النصرة” من أجل الحيلولة دون ضرب “المعتدلين”، وتابع أن العسكريين الروس لم يحصلوا على مثل هذه الإحداثيات حتى الآن.
من جهة أخرى جدد العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني أمس تأكيده على أن الحل الوحيد للأزمة السورية هو حل سياسي شامل تتمثل فيه جميع مكونات الشعب السوري وتتوافق عليه كل الأطراف
وشدد الملك الأردني على أن الحل السياسي ينهي المعاناة ويحافظ على وحدة الأراضي السورية، مضيفا أن ذلك يسهم في إطلاق إصلاحات واسعة تضمن التعددية والديمقراطية والمصالحة وعودة اللاجئين إلى بلدهم.
وقال الملك عبدالله الثاني، خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة “الدستور” (أردنية مستقلة): “نأمل أن يساعد التعاون بين روسيا والولايات المتحدة في وقف الأعمال العدائية في سوريا، واستئناف المحادثات في جنيف، للوصول إلى الحل السياسي الشامل”.
وأكد في السياق أن الصراع الطائفي، في غياب هذا الحل، سيتأجج على مستوى الإقليم وستبقى العصابات المتطرفة والإجرامية تهدد الأمن والاستقرار العالميين.
ويعتبر الأردن الذي يزيد طول حدوده مع سوريا عن 375 كم، من أكثر الدول استقبالا للاجئين السوريين الفارين من الحرب، إذ يوجد فيه نحو مليون و390 ألف سوري، قرابة النصف منهم مسجلين بصفة “لاجئ” في سجلات مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، في حين أن 750 ألفاً منهم دخلوا قبل الأزمة، بحكم النسب والمصاهرة والعلاقات التجارية.
كما أعلن العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني أمس عن استعداد بلاده لتسهيل عبور العالقين السوريين على الحدود لأي دولة تقبل استضافتهم، مشدداً على أن الأردن لن يسمح بتشكيل مواقع لتنظيم “داعش” الإرهابي قرب حدوده.
وبين الملك الأردني أنه لن لن يسمح لأحد بالمزايدة على بلده أو ممارسة الضغوط، مشدداً على أن أمن الأردن في مقدمة الأولويات وفوق كل الاعتبارات، مضيفاً: “نحن ملتزمون بالتعاون مع المجتمع الدولي لإيجاد حلول مناسبة، والتي لن تكون بأي حال من الأحوال على حسابنا”.