مسلسل السطو على أراضي ذمار متى ينتهي¿


‮‬ذمار/رشاد الجمالي –
ما‮ ‬يزال مسلسل السطو على الأراضي‮ ‬في‮ ‬بلادنا من قبل المتنفذين والخارجين على النظام والقانون مستمراٍ‮ ‬خاصةٍ‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬غياب الجهات المعنية عن مزاولة مهامها والقيام بواجباتها تجاه هذه القضية التي‮ ‬تتفاقم‮ ‬يوماٍ‮ ‬بعد آخر‮.‬
محافظة ذمار إحدى المحافظات التي‮ ‬تعاني‮ ‬من مشكلة الأراضي‮ ‬والسطو على ممتلكات الأوقاف‮ ‬ولمزيد من تسليط الضوء على هذه القضية التقت‮ »‬الثورة‮« ‬بمجموعة من الإخوة المسؤولين بمحافظة ذمار‮ ‬وقد كانت البداية مع الأخ محمد محمد العصامي‮ ‬مدير عام مكتب الأوقاف‮ ‬الذي‮ ‬تطرق في‮ ‬حديثه إلى ماهية أراضي‮ ‬الأوقاف وإلى تعريف الفرق بينها وبين أراضي‮ ‬الدولة واليكم حصلة اللقاءات‮.‬
حيث قال‮:‬ بالنسبة للفرق بين أراضي‮ ‬الأوقاف وأراضي‮ ‬الدولة فيمكن تلخيصه أو ايجازه في‮ ‬التالي‮: ‬أراضي‮ ‬الأوقاف موقوفه ويسري‮ ‬عليها ما‮ ‬يسري‮ ‬على أراضي‮ ‬الحر من حيث ان كانت الأراضي‮ ‬زراعية أو مراهق وهي‮ ‬تمتلك نفس الحق الذي‮ ‬تمتلكه أراضي‮ ‬الحر باستثناء ما نصت عليه المادة‮ ‬87‮ ‬مكرر من قانون الوقف الشرعي‮ ‬رقم‮ ‬203‮ ‬لسنة‮ ‬1992م والمتعلقة بالاستثناء من الاحكام المنصوص عليها في‮ ‬قانون أراضي‮ ‬وعقارات الدولة بشأن المراهق بحيث تعد المراهق وما في‮ ‬الاعيان الموقوفة كاملة تابعة لها ويسري‮ ‬عليها ما‮ ‬يسري‮ ‬على اصل العين الموقوفة من احكام ويعاقب بالحبس مدة لا تقل عن‮ ‬ثلاث سنوات ولا تزيد عن سبع سنوات كل من استولى بالقوة على عين موقوفه أو اعتدى‮ ‬بالتهم أو البناء في‮ ‬ارض موقوفه أو اصطنع محرراٍ‮ ‬بقصد الاستيلاء على ارض أو ممتلكات الأوقاف أو من تصرف تصرفا ناقلاٍ‮ ‬لملكية عين من الاعيان‮ ‬الموقوفة‮ ‬ببيعها حراٍ‮ ‬أو‮ ‬غيره من التصرفات أو ساهم بكتابة عقد عن علم أو‮ ‬محرر بذلك في‮ ‬غير حالات الاستبدال المنصوص عليها في‮ ‬هذا القانون فالقانون واضح ويؤكد ملكية أراضي‮ ‬الأوقاف للمساقي‮ ‬والمراهق‮.‬
وعليه‮ ‬ينبغي‮ ‬علينا تنظيم شئون الأوقاف وحفظها من الانتهاكات أو الاندثار أو الاهمال والضياع‮.‬

اعتداءات
وعن الاعتداءات التي‮ ‬تتعرض اعتداءات لها أراضي‮ ‬الأوقاف بذمار من قبل مكتب الأراضي‮ ‬بذمار‮ ‬يقول لدينا عدد من الأراضي‮ ‬تعرضت للاعتداء من‮ ‬قبل نافذين بسبب اصدار مكتب الأراضي‮ ‬بذمار عقود ايجار بأراضُ‮ ‬تابعة للاوقاف ولا نعرف ما هو الوجه الشرعي‮ ‬في‮ ‬هذا التصرف رغم قيامنا بابلاغ‮ ‬مكتب الأراضي‮ ‬بأنها صرفت عقود في‮ ‬أراضي‮ ‬وقف وعليهم إلغاؤها‮.‬
وهذه الأراضي‮ ‬التي‮ ‬صرفت من قبل أراضي‮ ‬الدولة بعقود وهي‮ ‬أراضي‮ ‬وقف مثل‮ (‬ماجل المراويز‮ ‬جدد الطبون‮ ‬العطيري‮ ‬وبير الغزالي‮ ‬غول الشوكاني‮ ‬وغول عزان‮ ‬وتقدر مساحة هذه الأراضي‮ ‬بمئات اللبن وهي‮ ‬أراض وقفية ثابتة بثبوت المكان والزمان بموجب الوثائق الوقفية التي‮ ‬تبين ذلك‮.‬
وفيما‮ ‬يتعلق بعدد الاعتداءات التي‮ ‬طالت أراضي‮ ‬الأوقاف أوضح قائلاٍ‮: ‬لقد بلغت الاعتداءات على أراضي‮ ‬الأوقاف بذمار‮ ‬وفقاٍ‮ ‬لم تم حصره وتقييده من قبل مكتب الأوقاف بالمحافظة حتى نهاية العام الماضي‮ (٥٤١) ‬اعتداء‮ ‬وقد تم التعامل معها والتصرف فيها من حيث حجم ونوع وطبيعة الاعتداءات‮ ‬حيث تم رفع الاعتداءات ومنها ما تم ضبطه ومنها ما تم إحالته إلى الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات القانونية‮.‬
وأرجع مدير مكتب الأوقاف بذمار‮ ‬أسباب هذه الاعتداءات إلى ضعف الوازع الديني‮ ‬وعدم الوعي‮ ‬بأهمية الأوقاف وعدم معرفة حرمة الأوقاف وشرعيته وإنعكاس خدماتها على بيوت الله‮ ‬لدى بعض الأشخاص‮.‬
وأشار إلى أنه لوحظ هناك من لا‮ ‬يفرق بين أراضي‮ ‬الأوقاف المنصوص عليها لخدمة بيوت الله تعالى وبين أراضي‮ ‬الدولة من جهة أخرى التي‮ ‬لا تنظمها نصوص شرعية‮ ‬أراضي‮ ‬الدولة لا تنظيمها نصوص شرعية‮ ‬بل تصرف لأصحاب النفوذ وعجزت عن تنظيمها القوانين‮ ‬مما جعلها أيضاٍ‮ ‬تقدم لأصحاب النفوذ وغيرهم من الخارجين على النظام والقانون عبر توجيهات تتضمن صرف مساحات متفاوتة من أراضي‮ ‬الدولة لهؤلاء النافذين والخارجين على النظام والقانون‮.‬

مسئولية جماعية
‮> ‬وقال‮: ‬نعتبر قضايا الاعتداء على أموال وعقارات الأوقاف من القضايا المستعجلة التي‮ ‬يجب الفصل فيها على وجه السرعة مع اتخاذ التدابير العاجلة والمناسبة لمنع وإيقاف استمرار الاعتداء على أعيان الوقف‮.‬
وهنا أهيب بقيادة المحافظة التنفيذية والمحلية التعاون مع الأوقاف في‮ ‬ردع المعتدين وضعاف النفوس الذين‮ ‬يعبثون بممتلكات بيوت الله‮ ‬باعتبار هذه مسؤولية الجميع أمام الله تعالى‮ ‬ونحن في‮ ‬مكتب الأوقاف بالمحافظة نقوم بإعداد كشوفات بأسماء المعتدين ومسميات الأراضي‮ ‬والمساحات التي‮ ‬يتم الاعتداء عليها‮ ‬وسنقوم بتقديم هذه الكشوفات إلى الجهات الحكومية المختصة خلال الفترة القليلة القادمة‮ ‬وقد نعمل‮ – ‬أيضاٍ‮ – ‬على نشرها عبر وسائل الإعلام المختلفة‮.‬

ضياع أملاك الوقف
‮> ‬ومن جانبه تحدث الأخ عمار محمد الجميلي‮ – ‬رئيس قسم الأراضي‮ ‬بمكتب الأوقاف بذمار بالقول‮: ‬إن الأراضي‮ ‬الوقفية هي‮ ‬تملك أراضي‮ ‬زراعية ومساقي‮ ‬ومواجل وغيرها من أنواع الأوقاف في‮ ‬جميع أنحاء اليمن ويثبت الوقف بالشهرة والمستندات الشرعية والثبوت والقوانين واللوائح ولدى مكتب الأوقاف مسودات كثيرة‮ ‬إلا أن مكتب الأراضي‮ ‬بالمحافظة‮ ‬يسعى للقيام بتصرفات‮ ‬غير مسئولة في‮ ‬مساقي‮ ‬الأوقاف وأراضيها ومنها ما هو ثابت عليها الأوقاف صرفاٍ‮ ‬وتأجيرٍ‮ ‬ومستنداٍ‮ ‬وقانوناٍ‮ ‬ورغم أن قانون الوقف الشرعي‮ ‬قد نص على أن مساقي‮ ‬أرض الحد‮ ‬يسري‮ ‬عليها ما‮ ‬يسري‮ ‬على العين الموقوفة إلا أن مكتب الأراضي‮ ‬يقوم بالتصرف بأملاك‮ ‬الأوقاف‮ ‬ويوجد للأوقاف العديد من المناطق المعتدي‮ ‬عليها وهي‮ ‬أراضي‮ ‬وقف زراعية وقد تم الرفع بالمعتدين إلى القضاء ومنها موضع سمة الشيخ الكائن في‮ ‬المنطقة الشمالية الغربية‮ ‬وحيث لجأ المعتدين إلى مكتب الأراضي‮ ‬والمساحة في‮ ‬عام ‮٠١٠٢‬م‮ ‬وتم إصدار عقود من مكتب الأراضي‮ ‬لهم بأراضي‮ ‬الوقف التي‮ ‬اعتدوا عليها ما أدى إلى ضياع أموال الأوقاف بسبب هذه العقود‮.‬
وأكد الجميلي‮ ‬أنه بلغ‮ ‬إجمالي‮ ‬مساحة الأراضي‮ ‬التي‮ ‬تم الاعتداء عليها ألفي‮ ‬لبنه ذماري‮ ‬من عام ‮٨٠٠٢‬م‮ ‬وحتى بداية العام الجاري‮ ‬وأن مكتب الأوقاف‮ ‬يتابع هذه الاعتداءات‮ ‬حيث تم رفع‮ (٠٥٣) ‬اعتداء وإحالة العديد من المعتدين إلى القضاء‮.‬

التملك بحكم القانون
‮> ‬أما الأخ/علي‮ ‬محمد الحميدي‮ ‬مدير عام الهيئة العامة للأراضي‮ ‬والمساحات والتخطيط العمراني‮ ‬بمحافظة ذمار فتحدث من جانبة قائلاٍ‮:‬
مكتب الأوقاف‮ ‬يدعي‮ ‬أنه مالك بينما الأراضي‮ ‬تْملك بحكم القانون‮ ‬أي‮ ‬أن أي‮ ‬شخص أو جهة ذات صفة اعتبارية تدعي‮ ‬التملك فعليها الالتزام بالقوانين الصادرة عن الهيئة العامة للأراضي‮ ‬والمساحة كونها تملك بحكم القانون‮ ‬والأوقاف لا‮ ‬يستطيع أن‮ ‬يدعي‮ ‬أن لديه قانوناٍ‮ ‬وإنما‮ ‬يدعي‮ ‬أن لديه أملاكاٍ‮ ‬من خلال ما لديه من وثائق‮.‬
ونحن لا نملك أراضي‮ ‬زراعية داخل مدينة ذمار ولكننا نملك أراضي‮ ‬زراعية خارج المدينة‮ ‬وقد طلبنا من مكتب الأوقاف أن‮ ‬يثبت لنا بان المكتب صرف أراضي‮ ‬زراعية وسنتحمل مسؤولية إلغائها كون القانون واضحاٍ‮ ‬ففي‮ ‬المراهق الخاضعة للدولة حدد القانون‮ ‬70٪‮ ‬منها للدولة و30٪‮ ‬للمواطنين أو الأوقاف كونها جهات مالكة‮.‬
وأضاف الحميدي‮: ‬لقد طلبنا من الأوقاف موافاتنا بإسقاطات لتحديد المواقع الخاصة بهم حتى لا‮ ‬يتم التصرف بها وإسقاطها على المخططات العامة ووحدات الجوار وتضليلها وهذا ما‮ ‬يثبت حسن النية‮ ‬وعرضنا على مكتب الأوقاف بأن أي‮ ‬عقد صادر من لديهم فمكتبنا مستعد لتسجيله وتوثيقه حفاظاٍ‮ ‬على مال الوقف‮ ‬كما طلبنا من الإخوة بالأوقاف بأن‮ ‬يبلغونا بأسماء المواضع لتسجيلها تعاوناٍ‮ ‬في‮ ‬حماية الأوقاف‮ ‬ولم تتوقف جهودنا في‮ ‬هذا الجانب المتعلق بأراضي‮ ‬الوقف‮ ‬بل نقوم بجهود موازية في‮ ‬جانب أراضي‮ ‬الدولة‮ ‬حيث قام مكتب الأراضي‮ ‬بمتابعة‮ ‬154‮ ‬قضية اعتداء على أراضي‮ ‬الدولة خلال العام الماضي‮ ‬وهي‮ ‬القضايا المنظورة أمام النيابة والمحاكم‮.‬
وعن أسباب الاعتداء على أراضي‮ ‬الدولة‮ ‬يرجع الحميدي‮ ‬ذلك إلى عدم وعي‮ ‬المواطنين بأهمية التسجيل العقاري‮ ‬وما‮ ‬يترتب عليه من نشوب المنازعات العقارية‮ ‬كما‮ ‬يعود السبب أيضاٍ‮ ‬إلى انتشار البناء في‮ ‬المناطق‮ ‬غير المخططة الأمر الذي‮ ‬تترتب عليه صعوبة التخطيط مستقبلاٍ‮ ‬وحرمان تلك المناطق من الخدمات العامة من شوارع ومدارس ومراكز صحية‮ ‬وكذلك تحمل الدولة أعباء مالية باهظة مقابل التعويضات‮.‬

قد يعجبك ايضا