{ صنعاء/سبأ –
أكد خطباء المساجد بأمانة العاصمة والمحافظات على ضرورة محاربة ظاهرة الاعتداء على مصالح البلاد والعباد والضرب بيد من حديد كل من يعبث ويعتدي على الممتلكات العامة والخاصة حتى يأمن المجتمع مكرهم وعدوانهم.
وشدد خطباء المساجد في خطبتي الجمعة أمس على أهمية تأمين مقدرات الأمة من خلال قيام الدولة بواجبها وفرض هيبتها وردع المجرمين عن إجرامهم وكف آذاهم عن الناس محذرين في نفس الوقت أولئك الذين يتسترون على منفذي مثل تلك الأعمال الإجرامية التي تسيء إلى الإسلام وأخلاقيات الدين وقيم وأعراف أبناء الشعب اليمني.
وأوضحوا أن حب الأوطان من الإيمان وأن ذلك الحب يكون في الحفاظ على مقدراته وحماية خيراته وثرواته من السطو والاعتداء على أقوات المسلمين وليس الاعتداء على أنابيب النفط والغاز وأبراج الكهرباء التي يستفيد منها الجميع دون استثناء.
ولفت الخطباء إلى أن المعتدين علي أنابيب النفط وكل مقومات الأمة ومقدراتها الخدمية دخل ضمن أصناف أهل الحرابة ومن يجب في حقه تطبيق الحدود وجزاؤهم في قوله تعالى “إنِمِا جِزِاءْ الِذينِ يْحِاربْونِ اللِهِ وِرِسْولِهْ وِيِسúعِوúنِ في الأِرúض فِسِادٍا أِنú يْقِتِلْوا أِوú يْصِلِبْوا أِوú تْقِطِعِ أِيúديهمú وِأِرúجْلْهْمú منú خلافُ أِوú يْنفِوúا منِ الأِرúض ذِلكِ لِهْمú خزúيَ في الدْنيِا وِلِهْمú في الآخرِة عِذِابَ عِظيمَ” وقول المصطفى صلى الله عليه وسلم “على كل مسلم صدقة قالوا فإن لم يجد قال: يعين ذا الحاجة الملهوف قالوا: فإن لم يجد قال : يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر قالوا يا رسول الله فإن لم يستطع قال : عليه الصلاة والسلام يكف شره عن الناس فذلك صدقة منه على نفسه”.
وأشار الخطباء إلى أن أولئك المعتدين على شبكات الكهرباء وانابيب النفط انسلخوا عن كل معاني الإسلام وقيمة السمحاء وتجردوا عن فضائل الأمة حيث قال النبي عليه الصلاة والسلام ” المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده “.
وأكدوا حاجة الأمة إلى التوعية عبر مختلف الوسائل كون أسباب استفحال المعتدين غياب التوعية المطلوبة مشددين على دور العلماء في توضيح وتوعية المجتمع والالتفاف حول موقف موحد يسهم في نبذ التخريب والاعتداء والدعوة إلى تنفيذ القانون وردع العابثين والمعتدين كما قال عليه الصلاة والسلام ” ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي هم أعز واكثر ممن يعمله أي المرتكب إلا عمهم الله بعقاب من عنده ” رواه ابو داود وقوله عليه الصلاة والسلام ” مِثِلْ القِائم في حْدْود اللِه والúوِاقع فيها كِمثل قِومُ اسúتِهِموا على سِفينِةُ فِأِصابِ بِعúضْهم أعúلاهِا وبعضْهم أِسúفلِهِا فكان الذي في أِسفلها إذا استِقِوúا من الماء مِرْوا على مِنú فِوقِهمú فقالوا: لو أنا خِرِقúنا في نِصيبنِا خِرقا ولِمú نْؤذ مِنú فِوقِنا¿ فإن تِرِكْوهْمú وما أِرِادوا هِلِكوا وهلكوا جِميعا وإنú أخذْوا على أيديهمú نِجِوúا ونِجِوúا جِميعا “.
وجدد الخطباء دعوتهم إلى كافة أبناء اليمن الذين يمتلكون تاريخاٍ حضارياٍ وإسلامياٍ عريقاٍ إلى نبذ هذه الأعمال الإجرامية والابتعاد عن العنف وتخريب مصالح البلاد التي تؤثر سلبا على حياة المجتمع ومعاناتهم لافتين إلى أن أبناء اليمن على مر العصور ليست من أخلاقياتهم القيام بمثل هذه الأعمال التي تسيء إلى عاداتهم وأعرافهم النبيلة باعتبار أن الرسول صلى الله عليه وسلم وصفهم بأنهم أهل الإيمان والحكمة الإيمان يمان والحكمة يمانية.
وناشدوا ولي الأمر بتطبيق أحكام الله تعالى وحدوده صيانة للعرض والمال وممتلكات الناس باعتبارها كفيلة بردع المجرمين عن إجرامهم والمعتدين عن اعتداءاتهم مطالبين أولئك العابثين بالتوبة إلى الله عز وجل والرجوع إليه والاستقامة والندم على ما فات وعدم العودة إلى تلك الأعمال الشيطانية التي تضر بمصالح الجميع.
وحث خطباء المساجد كافة أبناء اليمن على وحدة المجتمع وتماسكه وانتهاج الوسطية والاعتدال ونبذ العصبية والقبلية وأشكال الغلو والتطرف مشيرين إلى أهمية أن يقف الجميع ضد من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار الوطن ومحاربة العابثين بالممتلكات العامة والمقدرات الخاصة حفاظا على النسيج الاجتماعي بين أبناء الوطن الواحد.
إلى ذلك أدان خطباء المساجد في عموم المناطق والمحاور والألوية والوحدات العسكرية والقتالية الأعمال التخريبية التي تطال خطوط نقل الطاقة وأنابيب النفط والغاز.
كما دعا الخطباء منتسبي القوات المسلحة إلى تأمين كافة المصالح والمشاريع العامة والوفاء بواجبهم الوطني المقدس في حفظ أمن واستقرار الوطن والتصدي لكافة الأخطار والتهديدات التي تعترض طريق مسيرته التنموية الظافرة.
واعتبر خطباء المساجد من يقومون بمثل هذه الأعمال التخريبية والإجرامية أعداء للوطن والشعب لأن الدين الإسلامي الحنيف والشريعة الغراء تحرم وتجرم التخريب والعدوان أياٍ كان شكله أو نوعه.
وشددوا على ضرورة تكاتف الجهود وجمع الكلمة وحشد الطاقات من جميع أبناء الوطن عسكريين ومدنيين لتحقيق الأهداف المرجوة والغايات المثلى في هذه المرحلة الراهنة للوصول بالوطن إلى شاطئ الأمان والاتجاه صوب بناء الدولة المدنية الحديثة والوصول إلى واقع النهوض الحضاري والتنموي المنشود.
وحث الخطباء جميع أبناء الشعب وفي المقدمة منتسبي المؤسسة الدفاعية والأمنية إلى الوقوف صفاٍ واحداٍ ضد كل العابثين بخيرات ومقدرات الوطن وعدم السماح لأي كان بتخريب المصالح الحيوية العامة.
Prev Post
قد يعجبك ايضا