يحدوهم الأمل بالتغلب على المشكلات واجتياز المرحلة:
الظلام والحر والقلق النفسي معيق أساسي في المذاكرة وأداء الامتحانات
التربية والتعليم تطمئن الطلبة.. وتنتهي من كافة الاجراءات
تحقيق / رجاء عاطف
تحت معاناة حرب ونزوح وشرود ودمار مباشر في البنى التعليمية وضياع وثائق دراسية تثبت هوية المتقدمين للامتحانات وليس هذا فحسب بل تحت ظروف الانقطاع الكلي للتيار الكهربائي وحر الصيف القاتل وأزمة غلاء الاسعار والمشتقات النفطية وتكاليف المواصلات سيتوجه العديد من الطلاب لأداء الامتحانات الوزارية للشهادة العامة هذا العام .. وهذا ليس إلا نقطة في بحر من المعاناة المتواصلة على الطلاب منذ بدء العدوان الغاشم على بلادنا والذي بدوره استهدف المنشآت التعليمية والمدارس مما أثر على سير العملية التعليمية والأكثر تأثيراً عدم الاستقرار النفسي لكثير من طلاب المدارس ، وهذا الاستياء هو ما عبر عنه البعض في هذا التحقيق .. فإلى التفاصيل :
متسلحين بالأمل والانتباه الذهني والاجتهاد يستعد طلاب الصف التاسع (الشهادة الأساسية ) وطلاب الصف الثالث الثانوي (الشهادة العامة) لأداء الامتحانات لنيل الشهادتين الأساسية والثانوية.. إلا أن الشعور بالجانب النفسي غائب لدى الكثير وهذا ما وصفته الطالبة نورا العلافه –في المرحلة الإعدادية بمدرسة الجيل الجديد معاناتها والشعور بالقلق والخوف والاضطراب النفسي بسبب المذاكرة وقالت : الوضع الذي نمر به من انقطاع الكهرباء وعدم ملاءمة الجو للمذاكرة في الظلام خاصة ونحن لا نملك طاقة بديلة ( شمسية ) للكهرباء إلى جانب أن المنهج لم يحذف منه إلا جزء بسيط مما قد يؤثر على أدائنا في الامتحانات.
كذلك هي معاناة ابراهيم دلال– ثالث ثانوي القسم العلمي بمدرسة عمر بن عبدالعزيز، والذي أضاف : لم نكن نشعر بالتركيز داخل الصف بسبب عدد الطلاب الكبير الى جانب الأجواء المتوترة إضافة إلى أن المنهج لم يكتمل وكان إنهاؤه سريعا مما زاد الطين بلة لعدم الفهم بالنسبة لكثير من الطلاب خاصة وأنه لا يوجد اهتمام بمدارس الأولاد ، وقال: قد تكون المعاناة أيضا في صعوبة الحصول على المواصلات إلى المراكز الامتحانية أو غلائها والذي نتمنى أن تكون قريبة من منازلنا حتى لا يشعرنا ذلك بالإحباط وقت الذهاب إلى الامتحان، ولكن رغم كل ذلك أبدى إبراهيم وغيره من الطلاب استعدادهم الكامل لأداء الامتحانات هذا العام على أكمل وجه .
مذاكرة في الحر الشديد
وهنا تحكي الطالبة جهاد منصور بالثانوية العامة – مدرسة خولة بنت الازور بمحافظة الحديدة قائلة: المعاناة التي لا يحسد عليها الطلاب في محافظة الحديدة والمناطق الحارة بسبب الحر الشديد وعدم القدرة على المذاكرة وحسب الطالبة جهاد فإن الأجواء غير مهيأة للمذاكرة، مظلمة وحارة بسبب انقطاع الكهرباء، وأضافت: بالنسبة للمقرر كان المحذوف قليلاً جداً ولكن التسهيل من الله تعالى، آملة أن يكون الاداء جيداً لأنهم طلبة علم وأصحاب إرادة وتناشد وزارة التربية أثناء التصحيح أن يراعو ضميرهم ويعطوا كل شخص حقه بذمة وأمانة.
الاستعداد النفسي مهم
ومن جانبها تقول أمة الرحمن العيوي وأمل جياش –القسم العلمي بالمدرسة الحديثة : إن الاستعداد للامتحانات ما هو إلا حصاد بذار مسبق حيث أن الاستعداد الفكري والذهني مهم ولكن الاستعداد النفسي لا يقل أهمية عنهما وان كل معاناة يواجهونها كطلاب سيتغلبون عليها بعزيمة لا تقهر وكل ذلك بمساعدة المعلمين وكل التربويين ليتجاوز الطلاب كل الصعاب .
وحسب بعض المعلمين فإن هناك طلاباً حرموا من الذهاب للدوام المدرسي طوال العام بسبب الخوف من التفجيرات والاعتداءات التي طالت المدارس بينما فقط سيذهبون لتأدية الامتحانات الوزارية .. والسؤال هنا هل سيجتازون الاختبارات وهم لم يذهبوا قط إلى المدرسة؟، فكل ذلك سببه غياب الدولة وعدم وجود حماية أمنية ..
يؤثر على اجتهاد الطلاب
والمعاناة كما يراها المعلمون تكمن في كثير من الأشياء ويذكر منها قايد جياش – مدرس رياضيات ثانوية عامة بمدرسة خديجة بنت خويلد عدم استقرار الأوضاع لأننا في حالة حرب وهذا ما يسبب قلقاً كبيراً للطلاب كذلك بالنسبة لتأخر بداية الدراسة هذا العام لما سببته الحرب من نزوح بعض الطلاب الذين حضروا المدرسة متأخرين إلى جانب عدم توفر الكتاب المدرسي هذا العام وكل هذه الظروف من شأنها أن تؤثر سلباً على أدائهم الامتحانات، وقال : ما حصل من غش في العام الماضي نتمنى أن لا يتكرر لأنه أيضا يؤثر على اجتهاد الطلاب وهذا ما لمسناه من طلاب هذا العام .
سرعة إكمال المنهج
فيما تقول فوزية الاعشم- مديرة مدرسة شملان: أن سرعة استكمال المناهج قبل رمضان وعدم وجود مراجعة لبعض المواد إلى جانب أن الإجازة خلال شهر رمضان اثرت على الطلاب وخصوصا الدوام فيه حيث وان الأغلبية من الطلاب لم يعيروه أي أهمية بل أكتفوا بالمراجعة في المنزل، وتضيف: إن نزوح بعض المعلمين خصوصا اصحاب التخصصات أدى الى العجز في المعلمين مع أنه كان هناك اهتمام من الإدارة بتغطية منهج طلاب الشهادة بالمعلمين إلا أن بعضهم لم يكونوا بالكفاءة المطلوبة مشيرة إلى أن المعاناة من التوتر النفسي بسبب الاعتداء الخارجي على بلادنا جعل الأغلبية إن لم يكن الجميع متأثراً أما نفسيا أو اجتماعيا أو اقتصاديا وهذا بدوره قد يكون له أثر على الطلاب .
وتوافقها الرأي نجاة النجار – مديرة مدرسة سالم الصباح في أن الشعور بالقلق النفسي بسبب العدوان المستمر هو أكثر ما يعانيه الطلاب والذي ربما قد يكون له تأثير على أدائهم الامتحانات ، وقالت : أن هذا العام افضل بكثير من العام الماضي إلا أن هناك عدة أمور يجب مراعاتها للطلاب منها انقطاع الكهرباء لأن معظم الناس لا يستطيعون توفير الطاقة وأيضاً عدم توفر الكتاب المدرسي بالشكل المطلوب وكذلك مراعاة الحالة النفسية للطلاب .
فقدان وثائق الطلبة
وقال محمد الكبودي – وكيل مدرسة ابن خلدون: إن العملية التعلمية لهذا العام سارت بشكل أفضل من ناحية الانضباط في الدراسة وكذلك الأجواء هادئة ومناسبة إلا أن المعاناة تكمن في نقص الكتاب المدرسي لبعض المواد الذي تسبب في تفويت الكثير من الدروس على الطلاب وتراكمها وهذا أدى إلى تخوفهم من الامتحانات ولأن المحذوف من المقرر الدراسي كان قليلاً كما يرى الطلاب.
وأضاف الكبودي: أيضا نزوح بعض المدرسين إلى القرى بسبب الأوضاع التي تمر بها البلاد نتيجة العدوان ما تسبب في عجز المدرسين بسبب الهجرة من المدينة إلى الريف والعكس إلى جانب أن الطلاب النازحين قد يتأثرون بسبب النزوح وعدم تهيئة الجو المناسب للمذاكرة ومعاناتهم بقلة المصاريف والسكن المناسب وهنا على الوزارة النظر إلى الطلاب النازحين بعين الاعتبار خاصة وأن بعضهم فقدوا كل وثائقهم المستقبلية .
تهيئة الأجواء
بينما ترى عزيزة ابو طالب– وكيلة مدرسة الجيل الجديد بالروضة أنه ? توجد أية معاناة بسبب استمرار العام الدراسي من البداية حتى النهاية .. مؤكدة أن هذا العام أفضل من العام الماضي وتمنت بأن يهتم أولياء أمور الطلاب بمتابعة أبنائهم وتوفير الاجواء المناسبة لما من شأنه حصولهم على الدرجات … ومن جانبها أكدت نبيلة القامص– نائب مدير المنطقة التعليمية بالصافية قائلة: بالنسبة لمنطقة الصافية التعليمية لم نجد أية معاناة بالنسبة للطلاب لأن المنهج اكتمل وتم توفير الكتب كاملة وإن جاءت متأخرة وإن شاء الله سيكون طلابنا مستعدين لأداء الامتحانات هذا العام دون وجود أي صعوبات.
أثرت على سير التعليم
وفي هذا الجانب أوضح الدكتور محمد السقاف – وكيل وزارة التربية والتعليم لقطاع المناهج والتوجيه نائب رئيس اللجنة العليا للامتحانات أن انقطاع الكهرباء بشكل عام هو معاناة بحد ذاتها لجميع الطلاب هذا العام وكذلك ارتفاع درجة الحرارة في ظل انقطاع الكهرباء في كثير من المحافظات وتردي الوضع الاقتصادي وعدم اكمال المنهج بسبب دخول شهر رمضان وعدم التزام الكثير من المدارس بالدوام فيها إلى جانب الوضع السياسي وما يعانيه المجتمع والاسرة من حالات نزوح وعدم استقرار بسبب العدوان السعودي الأمريكي المستمر على البلاد وعلى سير التعليم وكانت تمثل عائقاً كبيراً في عدم استقرار المجتمع والعملية التعليمية وما ترتب عليها من نزوح الطلبة وهذا أوجد حالة عدم استقرار في المذاكرة وعدم توفير الاجواء المناسبة للتحصيل العلمي وأيضا الاستقرار النفسي والاجتماعي بسبب الهروب من مناطق الصراع وقصف طائرات العدوان حيث تأثرت اكثر من ثلاثمائة مدرسة جراء العدوان السعودي الأمريكي نتيجة تعرضها لتدمير كلي ومباشر مما افقد الكثير من الطلبة سجلاتهم ودرجاتهم وكانت عملية جمع البيانات متعبة لهم ومازال يعاني منها حتى الآن العديد من الطلبة , مضيفاً إن العدوان على اليمن يشكل عامل ضغط وقلق وخوف وعدم الاستقرار للطلبة ولأسرهم وهذا أهم عامل يعاني منه الطلبة وتعاني منه العملية التعليمة..
وفي ختام حديثه أشاد وكيل قطاع المناهج والتوجيه: بجهود كافة العاملين في التربية وأولياء الامور والطلبة الذين صمدوا تحت القصف والعدوان ونظراً لهذا التحدي فتحت المدارس واستمر التدريس حتى نهاية العام الدراسي رغم الحصار والعدوان وغيرها .. مؤكداً انه لم يتبق سوى الامتحانات وأنهم على وشك الانتهاء من اعداد وطباعة الاسئلة، متمنياً النجاح والتوفيق لكل الطلبة في كافة مدارس الجمهورية اليمنية .