علي بن محمد الفران –
الحمد لله القائل: “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا◌ٍ سديدا◌ٍ يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا◌ٍ عظيما◌ٍ” صدق الله العظيم. والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القائل: “طائفتان من أمتي إذا صلحا صلح الناس¡ وإذا فسدا فسد الناس: الأمراء والعلماء”. وبعد يعتبر مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي دشن أعماله صباح يوم الاثنين 18 مارس 2013م¡ فرصة مثلى للخروج باليمن من أزماته المعاشة¡ وصناعة يمن جديد يتوافق عليه جميع أبنائه الذين يؤملون الخير كل الخير في هذا المؤتمر ومخرجاته.
ومما لا شك فيه أنه قد تم استحضار الكثير من القضايا الجوهرية التي يطمح اليمنيون والعلماء منهم خصوصا◌ٍ إلى معالجتها وادرج عدد منها ضمن أجندة الحوار¡ إلا أن هناك بعض القضايا الجوهرية التي نرى ضرورة إدراجها ضمن أجندة الحوار واعطائها الأولوية لما لها من أهمية والمتمثلة في:
أولا◌ٍ: توحيد كيانات علماء اليمن:
من الملاحظ أن هناك العديد من الكيانات لعلماء الدين في اليمن والمتمثلة في جمعية علماء اليمن¡ هيئة علماء اليمن¡ رابطة علماء اليمن¡ وغير ذلك من الكيانات الرئيسية والفرعية والتي يتصدر اعضاؤها الفتاوى والمحاضرات والخطب والمنبرية التي يكون لها التأثير البالغ في حياة المجتمع سلبا◌ٍ وإيجابا◌ٍ مما يعني حاجتنا الماسة إلى أن يتبنى مؤتمر الحوار مسئولية توحيد تلك الكيانات في كيان واحد من خلال تشريع ينظم أعمالها ويحدد من هو الفقيه العالم¡ والشروط التي يجب أن تتوفر في عالم الدين¡ والجهة المسئولة عن التحقيق من توفر تلك الشروط¡ وآلية تحديد مراتبهم ودرجاتهم وحقوقهم وواجباتهم¡ وجواز تحزبهم من عدمه¡ وآلية معالجة المسائل الفقهية الخلافية¡ وغير ذلك من الإجراءات التي تسمو بمكانة علماء الدين وتجعلهم ورثة الأنبياء ونبراسا◌ٍ يهتدى به.
ثانيا: وضع سياسة إرشادية:
نظرا◌ٍ لأهمية الدعوة والوعظ والإرشاد¡ ولما لها من تأثير مباشر في حياة المجتمع سلبا◌ٍ وإيجابا◌ٍ¡ ولما قد يكتنفها من أخطاء مقصودة أو غير مقصودة تنعكس على سلوكيات افراد المجتمع¡ فإن الحاجة تستدعي وضع سياسة عامة للإرشاد الديني يتفق عليها الجميع وتكون من مخرجات مؤتمر الحوار تقوم على أسس علمية وتحكمها ضوابط شرعية على أن يكون من أهم مرتكزاتها: الالتزام بآداب الدعوة¡ والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة¡ وترسيخ مفاهيم أركان الإسلام والإحسان¡ وترسيخ الثوابت الدينية والوطنية¡ وتعزيز احترام حقوق الإنسان في الإسلام¡ ومنها حرمة الدماء والأموال والأعراض¡ إحياء رسالة المسجد¡ مواجهة الغلو والتطرف¡ ترسيخ القيم والأخلاق الفاضلة¡ تحديث آلية الخطاب الإرشادي بما يتواءم مع مستجدات العصر¡ نشر ثقافة الحوار ومراعاة آداب الخلاف فهل يحقøق لنا مؤتمر الحوار الوطني الشامل ذلك¿