مؤامرات الرياض.. تعطيل لحوار الكويت.. توسيع لنطاق العدوان!
لقاءات/ محمد مطير
كيف يقود تخبط الرياض ووفدها من المرتزقة إلى تعطيل الحل السياسي في مشاورات الكويت.. والدفع بالحل العسكري الذي يزيد من تعميق معاناة اليمنيين على كل الصعد.. وما أثر ذلك على مستقبل السلام في المنطقة.. وتمدد خطر الإرهاب..؟
أسئلة طرحناها على نخبة من المراقبين السياسيين ..في توقيت دقيق من مسار معطل تحاول السعودية من خلاله هدم ما تحقق من مخرجات في حوار الكويت.. نتابع:
* الدكتور عبد الكريم زبيبة –نائب رئيس جامعة ذمار- أوضح أن المفاوضات الجارية في دولة الكويت بين الوفد الوطني ووفد الرياض تمر بمخاطر قد تؤدي لفشلها وضياع فرصة إيجاد حل سياسي لإيقاف العدوان على اليمن واستقرار الوضع لمصلحة الجميع .. وذلك بسبب وفد الرياض الذي لا يرغب –حقيقة- في الوصول لحل سياسي، لأن ذلك الحل يترتب عليه ضياع الكثير من الامتيازات المادية التي يجنيها هؤلاء السياسيون بتأييدهم لحرب النظام السعودي على وطنهم اليمن .. وأن الحل السياسي سيؤدي لفقدانهم للشماعة التي يتحججون بها وهي (شرعية وهمية للرئيس عبد ربه منصور هادي), إلى ذلك رغبة النظام السعودي في إضعاف الدولة اليمنية وفشلها، وتمزيق وإشاعة الفوضى في المجتمع اليمني وهذه رغبة أصيلة في العقلية السياسية للنظام السعودي نحو اليمن ..
وحذر زبيبة من أن هذا الاتجاه العدائي من قبل النظام السعودي نحو اليمن, واستمرار الاعتماد على المرتزقة والحركات الأصولية والإرهابية على المدى الطويل سيؤدي إلى نتائج عكسية ويقود إلى استنزاف السعودية وغوصها في الرمال اليمنية وضياع ما يمكن تحقيقه الآن من مكاسب سياسية لهم وللمرتزقة قد لا يستطيعون في المستقبل تحقيقها إذا استمرت الحرب, لأن هناك مفاجآت كبيرة وكثيرة وعوامل كثيرة محلية وإقليمية ودولية قد تلعب في تغيير الوضع الحالي وتقلب الطاولة.
وتابع : قد جربوا على المستوى المحلي لعام ونصف صلابة المقاتل اليمني وحنكة القيادة السياسية والعسكرية اليمنية برغم وجود انشقاق وتمزق في الوسط السياسي اليمني ووجود عدد من السياسيين والعسكريين المرتزقة يعملون معهم وضد مصلحة وطنهم .. لأن التحالف والدعم الذي يقدمونه للحركات الأصولية والإرهابية قد يرتد عليهم وعلى دول المنطقة والعالم على شكل توسع للإرهاب وللعمليات الإرهابية مما يؤدي لتغيير اتجاه الرأي العام الإقليمي والدولي نحوهم، وتحديدهم كحاضن حقيقي للإرهاب يجب محاسبته .. خاصة وأن هناك رغبة لدى القوى الدولية في إعادة تقسيم المنطقة وخارطتها السياسية ..
من جانبه يرى الدكتور عبد الرحمن فرحان –جامعة صنعاء- أن الحقيقة الملموسة الماثلة للعيان والتي يختلف عليها اثنان أن العدوان مازال قائما ، ولم يتوقف أصلا منذ العاشر من إبريل ولو لبعض يوم ، وبالتالي فإن توصيف ما يجري في (اليمن) منذ ذلك التاريخ حتى اللحظة بأنه مجرد خروقات وانتهاكات للهدنة المعلن عنها رسميا من المنظمة الأممية هو توصيف مجاف تماما لواقع الحال ، واستمرار للتواطؤ السافر الفج والوقح من المنظمة الدولية مع المعتدين علينا ..
ويشير الى أن ما تقدم يشير بجلاء إلى أن وفد الرياض كان ومازال وبغباء شديد منقطع النظير يراهن على أن بمستطاع عناصرهم العسكرية من المأجورين والمرتزقة تحقيق مكاسب حقيقية وانتصارات فعلية على الأرض لصالح مشروعهم التآمري ، مما سوف يعزز ويقوي موقفهم التفاوضي في مشاورات الكويت ، بما يؤدي لتمكينهم من فرض أجندات سادتهم في الرياض.
واستطرد الدكتور فرحان: ولكن الثابت حتى الآن أنهم كلما كادوا كيدا لوطننا العظيم رده الله إلى نحورهم ، وأنه على الباغي دوما تدور الدوائر ، وأن الله يخزيهم وينكس راياتهم كلما ظنوا أنهم قد صاروا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق ما يصبون إليه هم ومن ينتعلهم تحت أقدامهم من (جُهَّال) آل سعود ، واهمين بأن العاصمة (صنعاء) صارت على مرمى حجر من مدفعية مرتزقة سادتهم ..
وأردف: طالما كان الامر كذلك فلن تحسم المشاورات السياسية التي تجري بين وفدنا الوطني ونعال النعال ، ولن يحسمه سو? أبطالنا الميامين في كافة جبهات القتال لصد هذا العدوان المتغطرس الذي مازال يأبى أن يصغي لصوت العقل والحكمة وهو على مشارف الولوج للشهر السابع عشر بعد انقضاء 500 يوم منذ انطلاق شرارته الأولى، وقد تحول المعتدون بفضل الله لأضحوكة للعالمين لعدم قدرتهم على تحقيق أي من الأهداف المعلنة أو الخفية ،إلا فيما يتعلق بتعميق معاناة اليمنيين وجراحهم وآلامهم ، وإيجاد بيئة خصبة لتواجد طفيليات داعش والقاعدة لتنطلق من مواضع القدم التي أوجدها لها المعتدون للقيام بالتخطيط لعملياتهم الإرهابية التي باتت تطال قلب كل الدول المتواطئة مع التدمير الممنهج الذي يتعرض له (اليمن) العظيم ..
* أكد الدكتور يوسف الحاضري –محلل سياسي- يرى أن الرياض عندما قررت شن عدوانها على اليمن بمساندة وإيعاز (صهيو-أمريكي) كان لها أهداف عديدة أهمها تسهيل انتشار داعش والقاعدة في اليمن كما يحصل في سوريا وليبيا والعراق .. وأيضا إبقاء اليمن تحت تبعيتهم من منطلق الثروات والعمق الاستراتيجي والتحرر الفكري والثقافي .. ولم تنجح رغم ما دفعت من أموال طائلة, ولكنها استطاعت أن تؤسس صراعات داخلية بين المرتزقة الذين يتبعونها وبين الشعب اليمني ، فقررت أخيرا أن تخرج من الحرب ولا تتوقف الحرب، ويكون دورها لوجستياً مادياً وما يحصده مرتزقتها من توسع تنفذ أجندتها فيه ، وتبقي الدماء يمنية يمنية ظنا منها أن ذلك سيوهن اليمنيين جيشا ولجانا شعبية, وأنها ستستطيع –لاحقا- الانتصار وإن طالت المدة وهذا ما نلمسه من سعيهم الحثيث لإيقاف جبهة الحدود فقط دون غيرها. لافتا الى أن مؤتمرات الحوار ماهي إلا لذر الرماد على عيون المجتمع الدولي الأعمى في الأساس وليظهروا أنهم لا يتركون مجالا إلا ويسعون فيه لأجل إيقاف نزيف الدم ..
وقال: أن السعودية وعبر مرتزقتها سواء الذين عندها أو الذين في الجبهات ورقتهم الأخيرة بسط نفوذ أمريكا وإسرائيل في المنطقة وهذا ما تمثله السعودية في الحرب عبر استعبادها مرتزقة اليمن تقربا لأربابها في واشنطن وتل أبيب .. ظنا منها أن هذا سينعكس إيجابا على استقرار المنطقة بشكل عام وإن طال الوقت لأنها ترسم نهايتها بنفسها ونهاية مملكة آل سعود يعني نهاية كل مشاكل المنطقة ومنها الإرهاب .!
وختم حديثه بالقول: أن الشعب اليمني يصبح يوما بعد يوم أقوى وأكثر صبرا وصمودا وفاعلية نتيجة للعدوان واستمراره والحصار وجبروته .. وبالمقابل يزداد وعيا وفهما لعدوه ومماطلته وألاعيبه، والعدو هذا يتلخص في أمريكا ومن يدور في فلكها والأمم المتحدة ومبعوثها والسعودية ومن معها … وهؤلاء جميعا لا يريدون خيرا لليمن أرضا وإنسانا .. وجنيف 1و2 تعطينا دروساً ووعياً بأن عدونا ماكر ومراوغ لذا لن يكون في الكويت إلا فريق يمني مكون من بضعة أشخاص وبقية الشعب سيبقون في جبهاتهم دون أن يهتموا بالكويت وما يدور فيها على الإطلاق .
* فيما معاذ اليافعي –محلل سياسي- أكد أنه ومنذ الساعات الأولى للعدوان وبعد قرابة العام ونصف العام لم يدخر النظام السعودي في سبيل تنفيذ مخططاته الهدامة جهدا إلا وسعى خلفه بكل السبل وبكل الوسائل فهو يرى أن من مصلحته إبقاء الوضع على ما هو عليه .. ظنا منه أن فرض سياسة الأمر الواقع بالقوة والتسلط سيبقيه في مأمن من العقاب وسيجعله على رأس الهرم في قيادة المنطقة .. بينما الحقيقة والمنطق وتداعيات الأحداث تخبرنا عكس ذلك تماما وباتت مملكة الرمال قاب قوسين أو أدنى من الانهيار الوشيك والمخزي بإرادة الله وصمود شعبنا وجيشه ولجانه الشرفاء على أكبر عدوان حشد له العالم كل قواه ظلما وعدوانا ..
وأضاف: نحن مددنا أيدينا للسلام والحوار وذهبنا للكويت من منطلق المصلحة الوطنية العليا وعلى قاعدة صلبة عنوانها النصر في الميدان، وأرضها ترابط جبهتنا الداخلية والتلاحم الشعبي المنقطع النظير .. رغم علمنا بمدى مكر وسذاجة هذا العدو وعدم جديته في الخروج من هذا المستنقع الذي وضع نفسه فيه ومن خلفه كل قوى العدوان التي جمعها بما يسمى بالتحالف .. وما زيارة المرتزق هادي ونائبه الأخيرة لمارب إلا خير دليل على عدم جدية هذا النظام في إنهاء هذا الوضع .. لأنه كان بإمكان هادي أن يقول كلامه عبر الهاتف ومن غرفة الفندق كالعادة, ولكن كان للزيارة المباشرة رسائل كثيرة يجب علينا أن لا نغفل عنها, ومن أبرزها أنه مما لا شك فيه أن الزيارة أتت بتوجيه ومرسوم سعودي لرمي آخر الأوراق بثقل أكبر ودفع أقوى نحو معركة قد تكون الأخيرة والفاصلة . . وكذا حديثه عن رفضه لقرارات مجلس الأمن على لسانه إنما هو رأي حكام آل سعود فالرجل أقل شأنا من قول حديث كهذا ..
وبين اليافعي أن السعودية أرادت من هذا الأمر أمورا عدة أهمها :-
– إيهام العالم والمنظمات الدولية بأن هذه الحرب إنما قامت بطلب هذا الرئيس المعتوه وهو بالتالي مسؤول عن كل ما ترتبت عليه من جرائم ..
– تحميل هادي فشل الحوار مبدئياً واستمرار الحرب وانسلاخها من أي اتفاقات ضمنية أو شكلية أعطتها للمتحاورين بطريقه ملتوية ..
– السعودية أظهرت وجهها العدائي والمخادع فهي مازالت مصممة على خوض المعركة الأخيرة رغم مسرحية الحوار ومهزلة ظهران الجنوب ورغم طلبها من بعض الدول التوسط لإخراجها من ورطتها..
وتابع :بعد كل هذا مازالت السعودية تسعى لإقناع مجلس الأمن والأمم المتحدة بضرورة الأخذ بقرارات هادي وإلغاء خارطة الطريق الأممية .. ومن هنا اتضح للعالم بأسره بأن النظام السعودي هو من يسعى لإفشال كل بوادر السلام في المنطقة .. وصار العالم يتحدث عن خطر وجود هذا النظام, وأن في استمراره ستتصدع المنطقة وستواجه خطراً محدقاً ممثلا بالإرهاب الأصولي والعقائدي ..
* أما أحمد جغمان –محلل سياسي- فقد تحدث قائلا: أن المتابع للأحداث في اليمن منذ انطلاق العدوان الغاشم على يمن الإيمان لا يساوره أدنى شك في أن سيناريو الأحداث لا يأتي بحسب ما خطط له العدوان وحلفاؤه بدليل تخبط الرياض ووفدها المرتزق من محادثات جنيف 1و2 وصولا إلى محادثات الكويت, وإملاء شروط دول العدوان عن طريق مرتزقتهم في الرياض والتي تتمثل في إعادة وضع اليمن كحديقة خلفيه لآل سعود وعدم خروجنا من جلبابهم, ولا يمكن أن تكون اليمن صاحبة القرار السيادي دون الرجوع إلى زمن الخنوع والتبعية لهم. فيسعون بكل جهد إلى تعطيل الحل السياسي, وفرض الحل العسكري ومنطق القوة التي يخيل لهم أنهم يستطيعون تحقيق أمانيهم من خلال ذلك متناسين أنهم يواجهون رجالا أولي قوة وبأس شديد .. وفي اليمن هذا غير وارد, واهمون إن فكروا بهذه العقلية المريضة المتعفنة . .
وفي نهاية كلامه شدد على أنه لا بد أن نحفظ للنقاش مودة ونطلي الكلام بمحبة التخاطب والرأي الآخر وحرية التعبير والتماسك بالنقش الجميل في زخرفة الحديث بدلا من الاختلاف الشخصي بحيث نحافظ على بلادنا الجميلة ونسيجنا الاجتماعي ..