> اشترى المواقف الدولية بالنفط والمال كغطاء لقصف وإبادة الشعب اليمني:
> عشرات القنوات الإعلامية تعمل تحت إشراف العدوان من أجل تغذية الانقسام المجتمعي والمناطقي ودفع اليمنيين إلى مزيد من الاقتتال
> د.السياغي: دعم الجماعات الإرهابية والعملاء والمرتزقة مغزاه تمزيق النسيج الجغرافي والبشري وتكرار السيناريو السوري والليبي في اليمن
> باحثون وأكاديميون: تغذية الصراع الداخلي والحروب الأهلية ومحاربة الوحدة اليمنية هماجوهر الهدف من التدخل السعودي عبر التاريخ
تحقيق: حاشد مزقر
مما لا شك فيه إن التدخل السعودي يفسد الحلول المدنية ويفسد كل جولات الحوار الذي يجريه الوفد الوطني مع الوفد القادم من الرياض ومن أوجه التدخل السعودي بعد تدخلها المباشر بشنها للعدوان ما يحدث في الساحة اليمنية من صراع يغطيها هذا التدخل ليعمل على تغذية انقسام مجتمعي ديني طائفي عنصري مناطقي يدفع بالمجتمع اليمني إلى مزيد من الاقتتال والانقسام وما حدث من تهجير للمواطنين من أبناء المحافظات الشمالية من عدن وأبين ولحج والضالع إلا تنفيذا لأحد سيناريوهات العدوان الهادف إلى تمزيق النسيج الجفرافي والبشري لليمن بتزامن مع التدخل في تعطيل العملية السياسية التي تجري للوصول إلى حل جذري يحكم صناديق الاقتراع ليحدد الشرعية ومن يستحقها..
أكد ذلك تقرير ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في اليمن السابق جمال بن عمر حيث ورد في تقريره إن التدخل السعودي عسكرياً أفسد الحلول المدنية والحوار الذي أوشك اليمنيون على إنجازه..
في هذا التحقيق سنتتبع بعض مظاهر مساعي العدوان في إفشال أي عمل سياسي يضمن لليمن الاستقرار والوحدة، والنماء مركزين في نقاشنا مع الأكاديميين حول حقيقة الأسباب التي جعلت العدوان يعمل على تغذية الصراع والحرب في الساحة اليمنية……… إلى التفاصيل:
من خلال رصد الموجهات الميدانية في محافظة عدن وتعز ومارب يتضح جلياً بأن السعودية تسعى إلى خلط المفاهيم السياسية بالمفاهيم الدينية وبالمفاهيم الاجتماعية من أجل تعقيد الوضع وتوسعة دائرة الانقسام المجتمعي وهو ما حذرت منه العديد من المنظمات الدولية ويظهر حقيقة ذلك التغطية الإعلامية التي يروج لها إعلام المملكة السعودية وحلفائها وأبرزها قنوات الجزيرة و العربية وسكاي نيوز والحدث وغيرها من القنوات التي تبلغ عشرات القنوات والتي تعمل منذ بداية العدوان ولازالت على تغذية انقسام مجتمعي ديني طائفي عنصري مناطقي لتدفع بالمجتمع اليمني إلى مزيد من الاقتتال من خلال التدخل في تعطيل العملية السياسية والتدخل المباشر بعدوانها العسكري المسلح والدعم المالي والدعم بالأسلحة المتطورة من خلال الإنزال المظلي لجماعات ما تسمى بالمقاومة في محافظتي تعز والجوف ومارب وشبوه ولحج من أجل التمهيد التمهيد لعملية سيطرة القوات الغازية على الأراضي اليمنية كما حصل في محافظة عدن ومدينة المكلا وبحسب ما تناقلته الوسائل الإعلامية سواء التلفزيونية أو المواقع الإخبارية التابعة للسعودية أو ما يتناقله من تصريحات نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي .
أدلة ووقائع
وثقت تقارير عديدة في صراع هذه الجماعات مع الجيش واللجان الشعبية في مناطق المواجهات في تعز وعدن رفعها لشعارات تنظيم القاعدة ذات اللون الأسود والعبارات بالخط الأبيض وهو ما وثقته فيديوهات نشرتها مواقع التواصل الاجتماعي تظهر ممارسات هذه الجماعات ضد الأسرى من أطراف الجيش واللجان الشعبية أو مواطنين من أبناء المناطق في تعز وعدن أو ممن يحملون ألقاباً تنتمي للمناطق الشمالية هذه الممارسات قوبلت باستنكار مجتمعي من قبل الناشطين سواء المعارضين أو المؤيدين للجيش واللجان الشعبية وقد تمثلت هذه الممارسات في عدد من المحافظات الجنوبية بترحيل مواطنين من أبناء المحافظات الشمالية وبطريقة عنصرية مقيتة ومن هذه الممارسات ما حدث في مدينة تعز بقيام الجماعات التي تطلق على نفسها المقاومة بقيادة حمود المخلافي بذبح أشخاص وقتل بالرصاص لأسرى من الجيش واللجان الشعبية، بينما في عدن سجلت حالات بالتعذيب للأسرى بصور مهينة ولا إنسانية وعمليات السحل وراء الأطقم التابعة لجماعات تطلق على نفسها المقاومة كما وثقت فيديوهات لجماعات ترفع راية القاعدة وتعدم أشخاصاً بالرصاص الكثيف ينادون أثناء العملية الموت للروافض بينما يضفي على هذه العملية سلوك إجرامي مبني على أساس الانتماء الديني والتمييز الطائفي ويصنف هذه الجرائم جرائم إبادة جماعية وتتخذ هذه الممارسات حتى مع أبناء المناطق الصراع نفسها تعز وعدن فقط لمجرد الاختلاف في الرأي أو التوجه السياسي لجماعات القاعدة ولمجرد مناصرتهم للجيش واللجان الشعبية وثقت جرائم استهداف القاعدة لعلماء في حضرموت بالاغتيال وفي صنعاء شهدت أمانة العاصمة تفجيرات طالت المساجد وأودت بحياة المواطنين قتلى كما استهدف في عملية لم يسبق لها مثيل استهداف عزاء خاص بالنساء بتفجير سيارة مفخخة لم ينجح هذا التفجير إضافة إلى عملية اغتيال طالت نشطاء وتربويين .
إغلاق الأفق السياسي
إلى جانب ما تقوم به السعودية من توجيهها للإعلام والخطاب التعبوي بهدف إثارة العنصرية والمناطقية والكراهية الدينية ودوافع التمييز بأشكاله بتزامن مع شنها مع حلفائها للعدوان الذي نتج عنه من خلال القصف الجوي تدمير ممنهج للبنية التحتية للدولة اليمنية وتعطيل المنشآت الحكومية تمارس السعودية هيمنة وتدخلاً سياسياً تهدف من خلاله إلى إغلاق الأفق السياسي وإفشال أي حوار يحقق حلول بين اليمنيين كما حدث بإفشالها لحوار جنيف 1و2 وما يحدث الآن من عملية وضع العراقيل أمام مشاورات الكويت بسبب سيطرتها على قرارات الوفد القادم من الرياض في الوقت نفسه تتسع قاعدة عدوانها انتشارا في اختراق واضح للهدنة لتحاول حيث تدعم وتغطي العمليات المسلحة العنيفة في محافظة تعز ومارب والجوف وذلك من خلال الإمداد بالأموال والسلاح والغطاء الإعلامي والغطاء الحربي من خلال عمليات القصف الجوي المتواصلة .
الطائفية والمناطقية
الدكتور سامي السياغي مدير مركز الدراسات السياسية بجامعة صنعاء اعتبر واقع التدخلات السعودية سالفة الذكر بالواقعية والحقيقة والمخططة مضيفا : يمكن القول مبدئيا إن السعودية ومنذ بداية عدوانها الغاشم على اليمن قد استنفدت كل أوراق لعبتها السياسية والعسكرية والإعلامية دون أن تحقق أي انجاز يذكر مقارنة بالأهداف التي أعلنتها مع بداية العدوان ومما لا ريب فيه أن دولة بحجم إمكانات السعودية المادية كانت تتوقع ويتوقع لها حلفاؤها وزبانيتها أن يكون لأوراق لعبتها القذرة في اليمن عوائد مؤثرة لعل اقلها حجما أن تستطيع رسم نهايات العدوان ومآلاته على صحائف انكسار إرادة اليمنيين وتسليمهم لرغباتها الشيطانية في تمزيق النسيج الجغرافي والبشري لليمن وكسر إرادة الصمود والتحدي لدى اليمنيين إذ إن واقع الحال يشير إلى أن السعودية كما هي العادة في جنون تدخلاتها المشتعلة في أكثر من بلد عربي لم تكن أكثر من لاعب ساذج في استخدامها لأوراقها السياسية والعسكرية والإعلامية الكبيرة في مبناها الضئيلة حد التقزم في معناها وتأثيرها وتلك لا ريب حقيقة تثبتها المسافات الخيالية ما بين أداء تلك الأوراق على هامش العدوان وبين إحداثيات واقع الانعكاسات السلبية لتأثيرات ذلك الأداء ميدانيا مقارنة بأهداف السعودية من عدوانها فصحيح ان طائرات العدوان السعودي دمرت وفتكت وقتلت وشردت ويتمت لكنها ما جنت من ذلك سوى الانكسار النفسي والأخلاقي ولم تستطع اكتساب اي وجود ميداني مؤثر لعملائها ومرتزقتها على الإطلاق وظل أولئك حتى اللحظة يرجون عدم أفول ريح الأمل الكذوب في نفوس قادة السعودية بتحقيق نصر هنا أو هناك علهم لا ينقطعون عن موائد الارتزاق التي تفرشها السعودية لهم على بساط العمالة والخيانة وصحيح أيضاً أن وسائل الإعلام السعودية باختلاف أماكن بثها حول العالم تحاول خلق كائن النصر الخرافي للعدوان السعودي وتحاول بث سمومها لخلق فتنة طائفية ومناطقية في اليمن وتعمل على رش مساحيق التجميل على وجه الجماعات الإرهابية التي يرعاها نظام العدوان السعودي في اليمن إلا أنها كأخواتها من أوراق اللعبة السعودية القذرة في اليمن لم تغادر مربع السذاجة والسطحية والكذب والتلفيق المفضوح ما أدى إلى تراجع نسبة المشاهدة لوسائل الإعلام الساذجة تلك وفقدانها لأدنى مستوى مقبول من المصداقية لدى الجمهور العربي بشكل عام.
عرقلة المشاورات
ويجزم السياغي أن ما تحاول السعودية ابتكاره من انقضاضات ساذجة على جهود الوفد الوطني وبعض الأطراف الإقليمية والدولية للتوصل لتسوية سياسية سلمية للملف اليمني، وذلك عبر استمرار تغذيتها لمرتزقتها بالمال والسلاح بغية استمرارهم في استهداف الجيش واللجان الشعبية أو عبر توجيهاتها لعملائها في وفد الرياض لمحاولة عرقلة مشاورات الكويت أو في دعمها وتحفيزها للقوى الإرهابية لإعادة التموضع على خطوط المواجهة مع الجيش واللجان الشعبية بغية إدامة أمد الصراع والحرب، كل تلك المحاولات تخرج عن مسلسل السذاجة والمراهقة السياسية لولاة أمر الشعب السعودي، ولن تجدي كما لم تجد من قبل نفعاً في تحقيق هدفها الخبيث بتكرار المشهدين السوري والليبي على الأرض اليمنية. فقد أثبتت هذه الأرض الشريفة قدرة أزلية على لفظ كل محاولات التركيع لهذا الشعب الأصيل أو النيل من كرامته واستقلاله. لأن تراب هذه الأرض ممزوج في كل حفنة منه بدماء أبنائه الشرفاء. وسينتهي المآل بتلك الآمال السعودية الخائبة إلى مكب نفايات التاريخ، ولن يبقى منها سوى وصمة العار تلاحق كل من قرر وأفتى وساند هذا العدوان البربري على اليمن الأرض والإنسان ويأكد بالقول:نحن بحاجة إلى بث روح التحدي في نفوسنا لإفشال مخططات السعودية الخبيثة كما نحن بحاجة أيضاً لنسف كل قصور الرمال التي يحاولون بناءها على أعتاب نفسياتنا الصامدة والمقاومة فهم لا ريب يعتدون ويقتلون ويؤون العملاء والإرهابيين ويمدوهم بأسباب قتالنا.
من أوجه التدخل
ويؤكد هزاع المجلي باحث أكاديمي في الدراسات التاريخية اليمنية والعربية بأن العداء السعودي لليمن قديم الأزل ويقول: في الواقع لو أننا قمنا باستقراء العلاقة بين اليمن والسعودية منذ قيام أركان المملكة السعودية قبل حوالي قرن من الآن وحتى اللحظة التي تقوم فيها السعودية بحرب عدوانية على اليمن وشعبه لوجدنا أن ما يسمى بعاصفة الحزم ما هي إلا تطور تاريخي مر بعدة مراحل عدوانية على اليمن ويقع التدخل السعودي في خصوصيات اليمن في أكثر من اتجاه منها التدخل في صناعة القرار اليمني عبر نفوذها في الداخل والخارج وبالتالي التأثير سلبا على السياسة العامة للدولة أيضا تتدخل السعودية عبر بعض القبائل التي تدعمها وذلك للضغط على صناع القرار لوقف أي قرار يصب في مصلحة البلد وكذا دعمها للحروب الأهلية اليمنية سواء في شمال الوطن أو جنوبه حتى الوحدة اليمنية المباركة عملت السعودية على إفشالها بأكثر من أسلوب أما النوع الثالث من أنواع الانتهاك والتدخل العدواني السعودي على اليمن فيتمثل في شن الحروب المباشرة على أبناء الشعب اليمني وقد لجأت السعودية أكثر من مرة إلى هذا النوع من الاستفزاز وكان أول الحروب التي شنتها على اليمن في العقد الرابع من القرن الماضي وبسطت سيطرتها على الكثير من أراضي اليمن المحاددة لها وضلت باسطة لها حتى استطاعت أن تمرر مخططها الخبيث وأجبرت الحكومة اليمنية ــ بأكثر من أسلوب همجي ــ عام 2000م على ترسيم الحدود وبالتالي سيطرت على ثلاث محافظات يمنية شمالية وهي نجران وعسير وجيزان كما بسطت نفوذها على الربع الخالي الواقع شمال محافظة حضرموت ومنذ ذلك الحين والسعودية مستمرة في انتهاك سيادة القرار اليمني والتدخل في شؤونه الداخلية وكان آخر سيناريوهات العدوان الحرب الظالمة التي تدور رحاها حاليا والتي ابتدأتها قبل أكثر من عام ولم تتوقف حتى اللحظة كذلك تأجيجها للوضع الداخلي ودعمها للفتنة الداخلية ومحاولتها المستمرة إلى بث روح الانقسام المناطقي عبر تمويلها للجماعات الانفصالية في المحافظات الجنوبية.
مما سبق يتضح جليا أن دول التحالف بقيادة السعودية تعمل على تهيئة بيئة مدمرة صالحة لتكاثر وتوسع ونشاط التنظيمات التي تقوم بأعمال إرهابية كما تعمل على تنفيذ أهداف تكرس المناطقية والعنصرية في أوساط المجتمع اليمني ما تشكله من تهديد للأمن والسلم في اليمن من أجل تحقيق مصالحها وأطماعها في اليمن.