الصدقة من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله عز وجل؛ قال الله تعالى: ?وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ?.
يربي الله الصدقات، ويضاعف لأصحابها المثوبات، ويعلي الدرجات.. بهذا تواترت النصوص وعليه تضافرت.. فمن الآيات الكريمات الدالة على أن الصدقة أضعاف مضاعفة وعند الله مزيد قال الله تعالى: ?مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ?.
ومن الأحاديث الدالة على فضل الصدقة، عن عدي بن حاتم -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة).
وإن للصدقة فضائل كثيرة ومن أبرز تلك الفضائل؛ أن الصدقة وسيلة من وسائل علاج الأمراض.. قال صلى الله عليه وآله وسلم: (داووا مرضاكم بالصدقة فإن الصدقة تدفع عن الأعراض والأمراض، وهي زيادة في أعماركم وحسناتكم)، كما أن الصدقة تطفئ غضب الرحمن.. وتزيل الخطايا.. وتقي وتحمي المؤمن يوم العرض إلى إن يقضى بين الناس .. وتطفئ حر القبر.. وتقي المال من الآفات وتحل فيه البركة الإلهية.. قال عليه وآله الصلاة والسلام: “ما نقصت صدقة من مال”، بل تزيد.
ومن فوائد الصدقة؛ أنها من كمال الإيمان وحسن الإسلام، ودليل على حسن الظن بالله والثقة به، وأداء شكر نعمة الله -عز وجل-، وسبب نيل حب الله -عز وجل- وحب الخلق، كما أن الصدقة تقوية للعلاقات الاجتماعية بين أفراد الأمة، ومواساة للفقراء والمحتاجين وسد حاجة المعوزين، والإسهام في حل مشكلة الفقر التي أعجزت العالم المعاصر.
والصدقة تسهل إشاعة التراحم والتّوادّ في المجتمع بدلا من الشحناء والبغضاء، وتساهم في تزكية النفس وتطهيرها بإخراج الشح منها، وهي سبب بركة المال ونمائه ووقاية للإنسان من المصائب والبلايا.