“وين رايح طال عمرك

نبض
طه زبارة

ديكور وفد الرياض ليس لهم من المفاوضات إلا ما يريده السعودي ، هم نزلاء فندق إن صح التعبير أكثر من كونهم وفد يملك قرار وشرعية وموطئ قدم يلمهم من الشحططة في الفنادق!.
ما يريده السعودي أشبه بالخيال منه إلى الحقيقة، ولذا مجمل الحوار في اعتقادي هو استراحة محارب، وبقاء وفد الرياض في مماطلة الحوار هو جزء من مهمته الذي يلعبها مع قوى العدوان .
توالت تسريبات في بعض ما يُطرح في طاولة الحوار في الكويت ويتم النقاش فيها، ومنها هي عودة هادي بشكل صوري بلا صلاحيات لمدة ?? يوماً على أن يتم تعيين نائب له بتوافق جميع الأطراف يستلم المهام من بعده، مع عزل علي محسن من كل المناصب التي تقلدها ويتم بعدها تشكيل حكومة تشاركية من كافة الأطراف…إلخ.
في اعتقادي أن هذا الطرح الذي يتم النقاش والاختلاف فيه في طاولة الحوار في الكويت قد يحفظ ماء وجه السعودية ويجعل لها مخرج من الورطة التي توغلت فيها بنفسها، ولكن على الصعيد الآخر من الذي سيقبل برجوع هادي؟.
هادي والسعودية يدركون أن عودة حكومة العدوان ومن أيد وشارك في قتل الشعب اليمني ضرب من ضروب الخيال، فمن الذي يستطيع أن يوفر لهم حماية من شعب؟.
وفي ذات الوقت هادي والسعودية يعلمون أن بقاء الشرعية في الرياض لفترة تجاوزت العام والنيف أصبح حدثاً يسخر منه العالم بأسره.
هم في موقف محرج من كل الزوايا، فعودة هادي إلى عدن مرفوضة من الإماراتيين وحتى الانفصاليين، وعودة هادي لصنعاء مرفوضة من الشعب بأكمله، وحتى وإن قبلت المكونات السياسية بذلك، فأين سيعود هادي إلى الحبشة مثلاً؟.
السعودية تريد أن تقول بلسان وفد الرياض بأنه يجب عليكم أيها الشعب اليمني الخروج من صنعاء وتسليم السلاح لكي يعود هادي ونعلن انتصارنا عليكم ولكن بأي لغة يمكن أن تصيغ هذا المطلب؟.
الحقيقة أنهم لا يجدون لهم مخرجاً من الحوار، لذا هم يستخدمون ورقة المفاوضات، ومحاولة تمديدها وتعريضها ليستمروا في الحشد والزحوفات والغارات لعل وعسى أن يحققوا بعض انتصار يساعدهم في فرض شروطهم على طاولة السياسة، وما إن يلجأوا لهكذا طريق يجدون قاهر ? يخرج من قيده ليقول لهم في كل حشد يجمعوه: “وين رايح طال عمرك”.

قد يعجبك ايضا