الانتصار للمهجرين قسرا من المحافظات الجنوبية والشرقية انتصار للوحدة اليمنية

> تهجير اليمنيين من أرضهم جريمة تكشف حجم المؤامرة الأمريكية لتمزيق اليمن

> مهجرون: هذه الجرائم تقوم بها جماعات مرتبطة بالغزاة ولا تعبر عن مواقف اخواننا في المناطق الجنوبية

> العامري احرقوا مطعمه في لودر.. ومرعي ترك تجارته في حضرموت.. والقدسي مطالب بترك عائلته في الضالع

 

الثورة/ ماجد الكحلاني، علاء الدين حسين

26 عاما على إعلان الوحدة اليمنية التي ضحى من أجلها الشعب اليمني بالغالي والنفيس وقدم الدم والروح لتثبيتها، فآلاف المواطنين من صنعاء وذمار وإب وتعز وغيرها من المناطق الشمالية يقطنون المناطق الجنوبية منذ عشرات السنين، بل منذ مئات السنين التي سبقت الوحدة, كما هو الحال أيضا في الجنوبيين الذين يقطنون محافظات الشمال.

اليوم وبعد أن اختلط الدم بالدم تحاول بعض العناصر المأجورة تمزيق الوحدة اليمنية وشق الصف وتفتيت نسيج المجتمع اليمني بتصرفات لا تمت لليمنيين بأية صلة.
مشاهد مأساوية ومواقف سلبية عدة رأيناها وسمعنا عنها تزامنا مع قدوم ذكرى اعادة الوحدة توقظ صحوة ضمائر الوحدويين الرافضين لما قام به بعض المتطرفين في محافظة عدن من تهجير قسري وترحيل ممنهج لإخوانهم وأبناء جلدتهم من المحافظات الشمالية, متخذين سياسة التمييز المناطقي والعُنصري التي جاءت مع العدوان السعودي الأمريكي الغاشم على بلادنا.
هنا نحاول إبراز شهادات مواطنين هجروا قسراً، ونستوضح رأي القانون والشرع تجاه هذه التصرفات التي يرفضها اليمنيون جملة وتفصيلاً.
رشاد قاسم العامري 37 سنة متزوج ولديه 9 أولاد من محافظة ذمار.. يسكن في منطقة لودر – أبين منذ خمسة عشر عاماً، تعرض منزله والمطعم الذي يمتلكه للسلب والنهب من قبل عملاء ومرتزقة لأمريكا والسعودية، وهدد بالقتل وعلى إثر تلك الاعتداءات والتهديدات لاذ محمد بالفرار تاركاً كل ما يملكه.. يقول محمد:
كنت أعمل في منطقة لودر بمحافظة أبين وكنت من ضمن العمال الذين يعملون في أحد المطاعم في المدينة وبعد ايام وبفضل من الله عز وجل استطعت أن أدخل في شراكة مع صاحب المطعم ومرت الايام واشتريت نصيب شريكي واصبح المطعم لي وكنت اتعرض لمضايقات شديدة من قبل عناصر -مرتزقة وعملاء- الذين كانوا يسكنون في المنطقة القريبة من المطعم الخاص بي، كانوا يأتون إلينا للمطعم ويأكلون دون أن يدفعوا حساب ما أكلوه وعندما أطالبهم يردون علي إذهب أنت شمالي دحباشي جاسوس لن ندفع لك.
وأضاف: استمر هذا الوضع كما هو منذ بداية العدوان السعودي وكنت أصبر وأصبر حتى هجموا على منزلي في المساء وهددوني بالقتل إذا لم اترك منزلي وأرحل وقاموا بإحراق المطعم الذي امتلكه، ولم استطع الصمود خصوصا ان زوجتي وأطفالي كانوا في خوف شديد وقررنا السفر في المساء لأننا تعرضنا لعملية تهجير ممنهج ولم نجد من ينتصر لنا ولحقوقنا.
القدسي حالة أخرى
قصة محمد لا تختلف عن قصة عبدالواحد عدنان القدسي 41 عاماً من أبناء محافظة تعز ويسكن في مدينة الضالع، يقول عبدالواحد: ذهبت لطلب الرزق في محافظة عدن قبل سبع سنوات وأثناء طريقي تعرفت على أحد التجار في مدينة الضالع وشاء القدر أن أستقر في الضالع وأعمل في أحد المحلات التجارية وتزوجت بامرأة من قعطبة, وعندما جاء المحتلون الأمريكيون والسعوديون إلى عدن والضالع طلب مني بعض –المرتزقة والعملاء- ومن تنظيم داعش أن أترك منزلي وأترك زوجتي وإبنتي وهددوني بالقتل وتعرضت للضرب المبرح وبعد وساطات قال لي بعض الوجهاء عليك ان تخرج من الضالع مؤقتا وترجع حتى تهدأ الأمور، وأنا اليوم حزين جدا لأنه يطلب مني أن اخرج من وطني ، لا فرق عندي بين تعز والضالع.
حضرموت أيضا
أما محمد نعمان مرعي من محافظة اب والذي كان يسكن في محافظة حضرموت لأكثر من 28 عاماً، وتم طرده وتهجيره قسرا إلى محافظة إب تاركاً ماله وممتلكاته، يقول محمد مرعي: حاولت أن أصمد مراراً وتكراراً أمام ما كنت أتعرض له من مضايقات من قبل متطرفين في حضرموت كانوا يجمعون طلاب المدارس لرجمنا ورشقنا بالحجارة بالرغم أنني لم أضايق أحدا بل على العكس تحلينا بالأخلاق الحميدة ولم نفكر يوما أن المكلا ليست وطننا أو حتى جزء من الوطن، فتحت بقالة أسميتها باللواء الأخضر، وفتحت بقالة أخرى اسمها وادي عمر على اسم المنطقة التي كنت أسكن فيها، كنت أقوم بعمل ضمانات تجارية لأبناء المنطقة من أجل توظيفهم في الشركات النفطية وتعاملنا معهم بكل أخوة واخلاق لكنهم قاموا بمحاربتي اقتصاديا وماديا ونفسيا.
وأضاف: قاموا بتوزيع منشورات تحريضية ضدنا تحرض على طردنا.. كل يوم والاعتصامات ضدنا كل يوم يمنعون الناس من الشراء منا، ونصبر ونتفاءل بأن غداً أفضل من اليوم.. ولكن دون جدوى حتى وصل الأمر إلى الاعتداء علينا ومحاولة قتلنا مما اضطررنا إلى السفر وترك أموالنا وكل ما نملكه.
حتى اللجنة الحقوقية
ومع تزايد اعداد العائلات والأسر التي تم تهجيرها من المحافظات الجنوبية والشرقية أنشئت لجنة خاصة للدفاع عن حقوق المهجرين قسرا من المحافظات الجنوبية والشرقية المنبثقة عن جمعية الإخاء والترابط التي كانت تمارس مهمها وأنشطتها في حي العريش منطقة خور مكسر بمحافظة عدن وقد تعرضت بداية العام 2015م للنهب والسلب بما في ذلك أثاثها ووثائقها وكافة أصولها وممتلكاتها، يقول ناصر الرداعي أمين عام جمعية الإخاء والترابط: أردنا من تأسيس لجنة الدفاع عن المهجرين بأن نعرض القضية للرأي العام المحلي والدولي وهي قضية من اهم القضايا على مستوى الساحة اليمنية ذلك وانه منذ مدة وبالتحديد منذ بدء العدوان الغاشم على بلادنا تم تهجير آلاف المواطنين قسرا وانتهكت حقوقهم وسلبت ممتلكاتهم وأموالهم وتعرض عدد منهم للقتل والجرح والاعتقال والإخفاء القسري والتعذيب والمعاملة اللاإنسانية نتيجة ممارسات يغذيها الغزو والاحتلال الأمريكي السعودي وفق عملية ممنهجة قائمة على أساس الهوية تلك الممارسات التي ينكرها ديننا الاسلامي الحنيف والتي تتنافى مع الدستور والقوانين والمواثيق والصكوك الدولية.
وأضاف: وعليه فإن المهجرين قسرا من المحافظات الجنوبية وبعد ان طال امد معاناتهم وبلغت حدا يفوق احتمالهم فانهم يؤكدون بأنهم وان كانوا قد تحملوا الظلم الا انهم لن يقبلوا به ولن يصمتوا بعد اليوم وانهم سيسلكون كافة السبل والطرق المشروعة للدفاع عن حقوقهم حتى يتم انصافهم.
قوات الغزو هي المسؤولة
ويقول الأمين العام لجمعية الاخاء والترابط : نظرا لعدم التفات أي جهة سواء حكومية او منظمات مدنية محلية او دولية لقضية المهجرين قسرا من المحافظات الجنوبية والشرقية وتجاهل الجميع لهذه القضية المهمة والحساسة لاكثر من عام ولان التهجير ينكره ديننا الاسلامي الحنيف ويتنافى مع المبادئ والقيم والاعراف الانسانية فقد قمنا بعمل عدة وقفات احتجاجية للفت الانظار حيال ما يتعرض له اليمنيون من ابناء المحافظات الشمالية في المحافظات الجنوبية, ونحن هنا نؤكد أن ما حصل من تهجير ممنهج لم يكن نابعا عن قناعة الناس وليس سلوكا لأبناء المحافظات الجنوبية ونحن نحمل قوى العدوان والغزو الاحتلال مسؤولية التهجير القسري، نحمل جميع الجهات الدولية لما تعرض له المهجرون, ونريد ان نوصل رسالة مفادها ان من قام بالتهجير القسري هي جماعات لها ارتباطات بالمعتدي والغازي الأمريكي السعودي ولا شأن لإخواننا الجنوبيين الشرفاء ولكن من الجانب الاخلاقي عليهم ان لا يسكتوا وان يكون لهم مواقف رافضة لما يحصل، لان التعامي والتساهل سيترتب عليه نتائج وخيمة.
المحامي عصام احمد محمود رئيس لجنة الدفاع عن المهجرين قسراً من المحافظات الجنوبية يقول: أولا وقبل كل شيء يجب أن يعرف الجميع أن من ينتصر للمهجرين قسرا من المحافظات الجنوبية والشرقية فهو ينتصر للوحدة وأن الاهتمام بهذه القضية يعتبر من ضمانات الابقاء على الوحدة اليمنية, و»التهجير قسراً» يعتبر من المحرمات في الاديان السماوية والمواثيق والصكوك الدولية ولانه يندرج ضمن جرائم الحرب ضد الانسانية وفق قاموس القانون الدولي لحقوق الانسان والقانون الانساني الدولي ومن ذلك المواد (2), (7), (8) من نظام روما الاساسي، ايضا اتفاقيات جنيف الاربع لعام 1949م والبروتوكولات الملحقة بها عام 1977م وقرار مجلس الامن الدولي رقم (1674) لسنة 2006م بشأن حماية المدنيين في النزاعات المسلحة فجميعها تنص على حظر التهجير القسري وادانته واعتباره من جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية التي لا تسقط بالتقادم وحرصا من مسؤوليتنا الوطنية والانسانية والاجتماعية وبعد مرور عام كامل على تهجير اخواننا قسرا من المحافظات الجنوبية دون ان يلتفت أحد اليهم فقد تم انشاء لجنة متخصصة تسمى (لجنة الدفاع عن حقوق المهجرين قسرا من المحافظات الجنوبية) تطالب بالادانة الصريحة والشديدة لعملية التهجير الممنهج والذي تم على أساس الهوية, كما تطالب اللجنة ادراج قضية المهجرين ضمن أي مفاوضات وفي أي حوارات لأي قوى سواء جماعات أو احزاب او منظمات او نقابات انسانية وحقوقية وقانونية محلية ودولية للخروج برؤية موحدة تجاه قضية المهجرين وغير ذلك من الاهتمامات المعنية بحقوق الانسان على النحو المبين في مقاصد انشاء اللجنة.
وفي ذات السياق يقول عبدالوهاب السماوي رئيس فريق المساعدة القانونية: جريمة التهجير قسرا من المحافظات الجنوبية لها تداعيات انسانية واجتماعية واقتصادية خطيرة واذا لم يتم التفاعل مع القضية ستكون هناك ردة فعل قوية تجاه من تم ظلمهم، واذا لم يجد المهجر من ينصفه فسوف تتولد لدية روح الانتقام وهذا سيترتب عليه فوضى كبيرة وعدم استقرار وسيعتبر فشلا ذريعا للجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني وللأمم المتحدة التي حملت على عاقتها مواجهة مثل هذه الحالات.
وأضاف: ويجب ان ننوه هنا إلى أن القانون الانساني الدولي لا يعنى بالأطراف المتحاربة بل يعنى بضمان سلامة المدنيين اثناء الحروب.. يجب ان يعلم الجميع ان المهجرين أكانوا قد صمتوا فإن صمتهم لم يكن الا حفاظا على النسيج الاجتماعي واللحمة الوطنية إلا انهم بعد اليوم لن يقبلوا الضيم والظلم مهما كان الامر وسنناضل بكل السبل المشروعة من أجل أن يحصلوا على حقوقهم.

قد يعجبك ايضا