مهمة إنقاذ اليمن والضمير الدولي الغائب!
استطلاع / أسماء حيدر البزاز
تباينت آراء السياسيين والمراقبين تجاه الدور الذي يلعبه المجتمع الدولي في دعم مفاوضات الكويت بين الفرقاء السياسيين.. إلا أنهم أجمعوا على أن الدور الحالي للمجتمع الدولي تجاه الضغط على قوى العدوان غير مقنع لليمنيين لأنه لا يحقق ما يتطلع إليه الشعب اليمني لإحلال السلم والاستقرار في اليمن .. نتابع آراءهم في الاستطلاع التالي :
القانوني بندر الباهلي يقول إن دور المجتمع الدولي سلبي ولا يوجد اهتمام من اغلب الدول لما فيه مصلحة اليمن . رغم أننا لا ننسى دور الكويت ومحاولتها انجاز مهمة تكاد ان تكون مستحيلة بالتوفيق بين الأطراف لتصنع بذلك رصيداً لها وانجازاً تشكر عليه ولكن اعتقد أن ضغط السعودية اكبر من إرادتها.
قناعة كاملة
من جهته يقول الحقوقي شاهر سعد الحميدي- رئيس مركز أسوان للدراسات : نحن لسنا من المتشائمين ولا من المتشائلين بل من المتفائلين ..إستراتيجية الحرب انتهت يوم 21مارس الماضي وما يجري الآن شوط إضافي ترجيحي يرافق المفاوضات من باب الضغط ..والمجتمع الدولي أصبح ذا قناعة كاملة بأن هذه الحرب عبثية.
واستبعد الدور الإقليمي قائلاً :الدور حاليا لروسيا وأمريكا والاتحاد الأوروبي أما دول الخليج والسعودية بالذات فالعصا الغليظة ارتفعت لتهوي على رأسها من قبل المجتمع الدولي والشعوب على وجه التحديد هم مع الشعب اليمني ومع وفدنا الوطني وسترون ذلك في المعارض والفعاليات التي تقوم بأكثر من بلد عربي وأوروبي وغربي.
ضغوط دولية
أما الدكتور رياض عبدالمجيد فيقول : ليس هناك دور فعال او رؤية واضحة للمجتمع الدولي في دعم مفاوضات الكويت فالكل مطلع على دوره الضعيف في عقد مشاورات جانبية مع الوفدين دون ان يكون هناك أي ضغوط دولية في تقبل القرارات الدولية او تقبل أي مبادرات عربية أو محلية للوصول لتسوية سياسية تحفظ ماء الوجه للطرفين، كما يلاحظ عدم وجود أي تصريحات للمجتمع الدولي في تحديد مسار تلك المفاوضات أو البدء بأي خطوات قد تكون عكسية في ظل ما يجري في طاولة المفاوضات من عبث ومراوغة ومناورات من الطرفين والتي لا تجدي نفعاً في ظل الوضع الحالي .
واضاف قائلا : كما لا يخفى على الجميع ان الامم المتحدة والمجتمع الدولي غير واضحين في توضيح نوع التشاور وكيفية النقاش وفق تطبيق القرارات الدولية. كما انهما لم يمارسا اي ضغوط في الدفع بالطرفين الى القبول والتوقيع.
وتابع : في نظري وبموجب ما نراه من تخاذل المجتمع الدولي في الدعم الإيجابي لمفاوضات الكويت فإنه لا جدوى من إحراز أي تقدم او تقارب في وجهات النظر في الوقت الحاضر، فبدلاً من أن يعمل المجتمع الدولي وبشكل كبير للوصول الى تقدم ملموس وكسر الحواجز وتذويب الجليد بين الطرفين من خلال المشاورات المشتركة والجانبية أو اللقاءات والضغوط ، نجد ان مندوب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي يعملون وللأسف على العودة الى المربع الأول ونقطة الصفر والتي قد تكون نتيجتها وصول تلك المشاورات الى الفشل الحتمي . وهذا ما يخشاه كل مواطن يمني مترقب لنتائج ومخرجات تلك المفاوضات.
انحياز واضح
مجاهد الحضراني- إعلامي ومحلل سياسي : في الظاهر المجتمع الدولي يعمل على تشجيع جميع الاطراف على المسار السلمي..والسياسي..وفي تقديري لايعني هذ ان المجتمع الدولي يصب في المصلحة اليمنية ربما يريد ان يحقق شيئاً ما في السلم ماعجز عنه بالقوة ولو كان جادا لاستخدم ضغوطا كبيرة على السعودية في ايقاف الحرب على اليمن لانجاح المحادثات في الكويت لكن على مايبدو هناك انحياز واضح الى جانب وفد الرياض.
حلول سلمية
وهو ما أتفق معه الناشط أنور الداعي وأضاف :كل مرة والمجتمع الدولي يفشل في الحلول السلمية والوصول إليها بشكل يرضي الأطراف المتصارعة في أي بلد ما ، ولأن الوصول إلى اتفاق مرضٍ للجميع أصبح صعباً فإن على المجتمع الدولي احترام قراراته وحمايتها وتحمّل تبعات إصدارها ، فإذا أراد المجتمع الدولي حل القضايا الشائكة في المنطقة بشكل عام واليمن بوجه خاص عليه تغليب المصلحة العامة للكل ، وإلا فإن الاتفاق سيكون صعباً للغاية .
واضاف :وإذا أراد إيصال اليمنيين إلى اتفاق لا بد من توافر النوايا الحسنة من مختلف الأطراف ومن المجتمع الدولي على وجه الخصوص ، لأن الخيارات العسكرية لن تكون إلا مزيداً من الدماء والخراب ، ومن مصلحة مختلف القوى والمكونات السياسية أن تمضي في طريق الحل السلمي والشراكة الوطنية في إدارة شئون البلد وتحمل مسؤولية تبعات الحرب والتعجيل نحو عملية انتقالية لتطبيق مخرجات الحوار الوطني وإعداد الدستور بما من شأنه أن يفضي إلى انتخابات رئاسية ونيابية يقول الشعب فيها كلمته.
معادلة
المحامي حمود الكمالي أشار في تقييمه لدور المجتمع الدولي إلى أنه سلبي ويرى ان المجتمع الدولي ليس مهتما بحل القضية اليمنية والوصول باليمن الى واحة الامن والسلام وانما هناك اجندة يريدون الوصول باليمن اليها وتحقيق هدفها المرسوم وهو إيجاد معادلة متراجحة لطرفين شبه متساويين في القوة متضادين في التوجهات محصلة مجموعهما=صفر , فإما ان تحقق بهما استقرارا هشا يقوم على اتفاق حاد المحاذير رفيع البنية لا يجبر كسره ولا يدوم أمره ولا يزيد فيه خيره عن شره وإما حالة صراع دائم يجعل قوة اليمن تقف على حافة الصفر ردحا من الزمن ويكون المتصارعون مجرد دمى وكل منهم يقبض الأجر والشعب كله يدفع الثمن .
أجندات خفية
وذهب شجاع سيدم – عضو اتحاد المدونون العرب الى القول : في ظاهر الامر نجد ان المجتمع الدولي يقف الى جانب اليمن كغيرها من الدول التي تدور بها نزاعات وحروب ويبحث عن طريق الحوارات والمفاوضات وعن مخارج سليمة وسلمية لهذه الازمات والحروب ولكن دائما هناك اجندات خفية ورغبات معينة تحول دون تحقيق نتائج مرجوة من هذه المفاوضات والحوارات وتعمل على اطالة الحرب قدر الامكان لتحقيق مصالح خاصة لمنظمات ودول هي الممول الحقيقي والفاعل الخفي في هذه الصراعات.
دور محدود
من جانبه أوضح فؤاد الجلال وهو مراقب أن المجتمع الدولي معروف عنه في كل القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط ليس مهتماً ولا مباليا بأي بلد شرق أوسطي ولن تأتي اية حلول جدية بنية صادقة من المجتمع الدولي في كل القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط، فلذلك الحلول هي بيد أهل البلد ومفاوضات الكويت حلولها لن تأتي من أي طرف كان لا من مجتمع دولي أو غيره بل تأتي من أبناء اليمن أنفسهم أي المفاوضين والمعنيين بالتفاوض ومن ورائهم كل الأطراف.
وقال :إذا لم يكونوا جادين ومهتمين لبلدهم فلن يكون المجتمع الدولي أكثر اهتماماً منهم وإذا لم تهتم بنفسك لن يهتم بك الغير .
عملية السلام
الحقوقي فريد العجل : لا شك أن المجتمع الدولي له دور بارز في محاولة إنجاح عملية السلام التي تترجم من خلال المفاوضات الجارية بالكويت لإحلال السلام في اليمن ولكن إن صدقت نوايا المتحاورين في ايجاد عملية سلام شاملة ودائمة سيتم ذلك وإلا فلن يتم ذلك حتي وان تم الضغط من قبل المجتمع الدولي علي الاطراف المتحاوة في الكويت .
ويستطرد :ولكن يبدو جلياً ان المجتمع الدولي كطرف ومجلس التعاون الخليجي كطرف ثان جادون في انجاح عملية السلام واتمنى من الاطراف المتحاربة المتحاوة حالياً ألا تعود إلا بالسلام الذي بات مطلبًا شعبياً وعربياً واقليمياً وكما هو مطلب دولي لما لليمن من أهمية استراتيجية جغرافية في الجزيرة العربية وعلى مستوى العالم.
مماطلة واضحة
فيما يرى الناشط سليم النعمان أن المجتمع الدولي لديه أجندة واضحة واليمنيون للأسف مثل الأطرش في الزفة، فالمماطلة الحاصلة في الكويت ليست في صالح اليمن. .وهناك نوع من المكابرة والمزايدة باليمن واليمنيين..
تشريعات معطلة
المحامي قاسم مسعد يقول إن دور المجتمع الدولي سلبي للغاية ومتخاذل في مفاوضات الكويت علي وجه التحديد فاذا كان المجتمع الدولي اوقف العمل بالتشريعات والقوانين والاتفاقيات الدولية حتى القوانين الدولية الانسانية البحتة مثل حماية المدنيين في حالة النزاعات المسلحة وحقوق الاطفال والاغاثة وعدم استخدام الاسلحة المحرمة في المناطق المأهولة بالسكان وغيرها..فماذا بعد ذلك؟
وتابع :كما ان المجتمع الدولي حكومات وشعوباً صامت عن جرائم الحرب والمجازر الوحشية التي ارتكبها العدوان بحق شعبنا اليمني العظيم وليس لنا إلا الله ناصرنا على الاعداء.
شبكة المصالح
الإعلامي صلاح الدين الأسدي يقول : لا شك أن المجتمع الدولي يهمه أمر اليمن لاسيما وأن اليمن تحتل مساحة جغرافية وإقليمية مهمة في المنطقة كونها تشرف على أهم الطرق البحرية التي تمر عبرها قنوات دعم الطاقة .
لكن رغم أهمية كل ما سبق إلا أن المجتمع الدولي لم يتفاعل بدرجة كبيرة ربما أن للأطراف الأخرى فائدة في ذلك. المجتمع الدولي حيثما تكون مصلحته سيكون موجوداً، ولا يهمه الأطراف السياسية المتصارعة. ولهذا نأمل أن تعيد الأمم المتحدة حساباتها مع المجتمع اليمني لا مع مصالحها ومصالح الدول ذات النفوذ المالي والعسكري.
أما مستشار القطاع الخاص بمحافظة تعز بلال الاغبري فيقول : المجتمع الدولي متفائل وهذا ما تعبر عنه تصريحات ممثل الأمين العام للام المتحدة ..بعد قرابة الشهر من المفاوضات بدون نتائج مشجعة ..ومع ذلك سنذهب جميعا إلى مسار التفاؤل فقد يحدث اختراق وتبدأ حالة الانفراج..وعلى الأقل هذا هو المتوفر لنا جميعا .