الثورة نت/
من جديد، وجدت مدينة “المكلا” مركز محافظة حضرموت في اليمن، نفسها مسرحاً لخارطة عسكرية جديدة، بين قوات “عربية وأجنبية” وضعت ـ هذه المرة ـ “ضباط ومنتسبي” المنطقة العسكرية الثانية، في قائمة الممنوعين من دخول “مقراتهم ووحداتهم”، خاصة تلك الواقعة تحت سيطرة قوات غير يمنية.
تقاسم سيطرة عسكرية تشهدها مدن ساحل حضرموت، بين “قوات أردنية وإماراتية وبريطانية” من جهة، ومجندين “تم تدريبهم وتسليحهم بدعم إماراتي” من جهة أخرى، و”مسلحي ما يعرف بالحراك” من جهة ثالثة.
ورغم الانسحاب المفاجئ للقاعدة لدى وصول تلك القوات التي أنشأتها ومولتها الإمارات المسنودة بغطاء جوي إلى مدينة “المكلا”، التي وقعت تحت سيطرة التنظيم لأكثر من عام، إلا أن المشهد يختلف هذه المرة سواءً من حيث السيطرة أو عدد الوحدات المنخرطة في الجيش المستحدث، ونطاق العمليات للاشتباكات وضربات الطيران واتساع رقعتها. للوهلة الأولى، توحي المُجريات بأنّ ما تشهدُه المكلا أشبه بـ”حرب ضد القاعدة”، لكن المعلومات المتوافرة تؤكّد أنّ الأمور ذاهبة في اتجاه “احتلال” خاصة مع سيطرة قوات أردنية وإماراتية وأجنبية، على ميناء “الضبة” النفطي بالشحر، ومطار المكلا بالريان، ومعسكر الدفاع الساحلي بمنطقة خلف، ومنع الضباط وأفراد المنطقة العسكرية الثانية، من الاقتراب أو الدخول إليها- وفق ما يؤكده لـ”خبر” مسؤولون محليون وشخصيات قبلية.
وبالتزامن، تسيطر وحدات من القوات التي دعمتها الإمارات، على معسكر اللواء ٢٧ميكا واللواء 190 دفاع جوي، إضافة إلى القصر الجمهوري، وقيادة المنطقة العسكرية الأولى. وتفرض قوات ما تعرف بـ”المقاومة الجنوبية”، سيطرتها على مبنى ديوان المحافظة، وبعض المباني والمنشآت الحكومية، وقامت بنشر نقاط تفتيش تابعة لها في بعض الشوارع.
وتسيطر فصائل حضرمية تطلق على نفسها “لجان شعبية” على مقرات الشرطة ومعسكر الثورة. مصادر في الشحر أفادت لـ”خبر” للأنباء، أن قوات ممولة إماراتياً تنفذ عمليات مداهمة لمنازل يُقال إنها تأوي عناصر تتبع التنظيم المتشدد. حيث داهمت، الأربعاء 4 مايو/ آيار 2016، منزلاً في منطقة “سدة الخور” بالمدينة، ووقعت اشتباكات عندما حاول مسلحون مقاومة تلك القوات.
وأضافت، أنه تم إلقاء القبض على 4 عناصر في التنظيم المتشدد هم: “سرور، ومروان بادويس” وآخران كانا رفقتهما وعرف عن “سرور ومروان بادويس” أنهما من قيادات القاعدة. وكان الطيران الحربي جدد غاراته، في وقت سابق ليل الأربعاء، حيث أشارت مصادر قبلية لموفد وكالة “خبر”، أنه تم استهدف مواقع وتجمعات تتبع القاعدة في جبال “المسنى” بمنطقة “غيضة البهيش” غربي المكلا.
فيما كانت قوات متخصصة في التعامل مع المتفجرات قامت بنقل كمية من الألغام والمتفجرات وذخائر الهاون، خلفها تنظيم القاعدة في مبنى “السنترال” بمنطقة “فوة”.
وناقشت الأطراف السياسي في الكويت، خلال الجلسة المنعقدة الأربعاء، وصول قوات بريطانية إلى المكلا، وفق إفادة مصدر سياسي مطلع في وقت سابق لـ”خبر”.
وبالتزامن أفاد مواطنون بوصول مركبتي جسور عسكرية متعددة الأغراض إلى ميناء المكلا. وتشير المعلومات إلى أنه تم نقلها إلى أحد المواقع العسكرية التي تقع تحت سيطرة قوات أجنبية. ورجحت مصادر عسكرية أن يتم استخدامها في عمليات إنزال عسكري بحري لقوات ومعدات أجنبية في مناطق ساحل حضرموت.
وكان العشرات من المجندين (إبان تواجد المجلس الأهلي المعين من قبل القاعدة) خرجوا في تظاهرة احتجاجية نتيجة عدم استيعابهم، ومطالبين بصرف مرتبات ومستحقات مالية. وقال أحد المجندين لموفدنا، إن شباناً من أبناء المكلا تم تجنيدهم وتلقوا تدريبات داخل معسكر “الثورة” إبان سيطرة القاعدة على المدينة بإشراف شخصيات موالية للسعودية.
وسبق أن تقدم المجندون بشكوى إلى قيادات القاعدة تسببت باعتقال التنظيم لأربعة ضباط موالين للسعودية على خلفية مستحقات وأموال طائلة تلقوها من الرياض تتبع المجندين.