الخياط علي محسن الوصابي شاهد حي على بشاعة العدوان

كتب/حمدي دوبلة

علي محسن نصر الوصابي شاب يمني من بداية العقد الرابع من عمره وقد كافح طويلاً وعمل بلا كلل لسنوات طويلة من أجل إقامة مشروعه الصغير المتمثل في معمل خياطة ومعدات حديثة بتكلفة نحو 60 مليون ريال.
لكن الوصابي المجتهد صحا من غيبوبة إثر إصابته في غارة لطائرات العدوان السعودي استهدفت معمله وإذا كل ما بناه رماداً.
بعد أن دمرت صواريخ الحقد السعودي جهد عمره في لحظات مجنونة كان علي الوصابي في معمله الكائن بحي شيراتون خلف مبنى السفارة الأمريكية بسعوان مساء يوم الـ14 من فبراير الماضي برفقة 6 من عماله وعند الساعة الواحدة من مساء ذلك اليوم غارت طائرة سعودية على المعمل  بصواريخ مدمرة شديدة الانفجار هز دويها أرجاء واسعة من العاصمة صنعاء.
ظن الناس حينها أن هدفاً عسكرياً هاماً استهدفته طائرات العدوان بهذه الصواريخ الخطيرة لكن لم يكن هدف تلك الغارة سوى معمل خياطة علي محسن نصر الوصابي، ويقول الوصابي بأنه من حسن الحظ أنه لم يكن في المعمل حينها غيره وستة من العمال فقط مع أن عدد العمال 18 عاملاً حيث ذهبوا جميعاً إلى بيوتهم ولم يتبق سوى العمال غير المتزوجين وممن تقيم عائلاتهم خارج صنعاء.
شهيد وخسائر فادحة
أسفرت غارة العدوان عن استشهاد العامل الشاب خليل عبدالله طالب وعمره 17 عاماً حيث احترق جثمانه في الحريق الهائل الذي شب في المعمل جراء الصاروخ.
ويوضح الوصابي بأنه أصيب بإصابات خطيرة فقد على إثرها نعمة السمع كما تعرض لإصابات بليغة في الرأس وكسور الصدر والظهر شأنه في ذلك شأن بقية الخمسة العمال الآخرين الذين نجوا لكن بإصابات مختلفة.
ويشير إلى أن المعمل الذي أُحرق بشكل كامل كان يوجد بداخله خمس مكائن كمبيوتر حديثة ومكائن خياطة ومقصين كهربائيين يزيد سعر الواحد منها عن نصف مليون ريال يمني وكذلك بضاعة جلابيات بعدد 13 ألف حبة قيمة الواحدة منها 4 آلاف ريال كما يوجد بداخل المعمل عشرين دبة غاز وأيضا كاوية أتوماتيكية يزيد سعرها عن أربعمائة وثمانين ألف ريال ومحولين كهربائيين أحدهما يعمل بالديزل والآخر بالبترول.
ويؤكد الوصابي بأن إجمالي الخسائر الناجمة عن احتراق معمله الواقع في هنجر على مساحة خمسين لبنة تزيد عن أربعة وخمسين مليون ريال .. ناهيك عن الإصابات البليغة التي أصيب بها مع العمال.
وتبقى مأساة الوصابي الذي فقد كل شيء وبات فقيراً معدما أحد الشواهد الحية على بشاعة العدوان واستهدافه الأبرياء من أبناء الشعب اليمني ومصادر أقواتهم.
ويتمنى الوصابي أن تحقق العدالة الإلهية بحق هؤلاء الطغاة المجرمين وأن تؤخذ حقوق ودماء الأبرياء وممتلكاتهم في الاعتبار من قبل الساسة الذين يتحدثون اليوم عن اتفاقيات سلام مع هذا العدو الغاشم.

قد يعجبك ايضا