استطلاع/ أمل الجندي
برغم الحصار الجائر المدجج بكل أنواع القصف الهمجي، والذي فرضه العدوان على أبنائنا الطلاب في كثير من الجامعات الحكومية والخاصة، ورغم محاولات الزج بالعملية التعليمة في الصراعات السياسية.. إلا أن طلاب ومحركو العملية التعليمية الجامعية واصلوا التعليم بكل السبل المتاحة أمامهم، حتى وإن وجدت بعض الصعوبات والمعوقات أمامهم.. ليتوجوا صبرهم وإصرارهم بإنهاء عام دراسي وبداية عام جديد تحت الحصار والعدوان.. في هذه المادة سنتابع بعضاً من مظاهر سير العام الدراسي الذي تكلل بنجاح، ليبدأ عام جديد.. إلى التفاصيل:
“على مدى العام الدراسي ورغم العدوان ظل ازدحام الطلاب على وضعه لطبيعي في الكلية، كما بدا صمودهم جلياً رغم ما تمر به البلاد من عدوان إلا أن هناك بعض العوائق في انعدام الوسائل التعليمية لتعليم الطلبة نظريا وتطبيقيا كما ينبغي”.. هذا ما قالته نسيبة صالح قسم محاسبة جامعة صنعاء، مؤكدةً أن هناك غياباً لبعض الزميلات بسبب تكلفة المواصلات خاصة في ظل تردي الأوضاع المعيشية ما انعكس على مستواهن التحصيلي..
الترم العجوز
أما الطالب أحمد القباطي- قسم صيدلة جامعة الناصر فيقول: بدأ الترم الدراسي الثاني وكانت القاعة تكاد تخلو من الطلاب الذين يتطلعون بفارغ الصبر لإنهاء هذا الترم العجوز الذي يتمنى الطلاب لفظ أنفاسه الأخيرة فلقد ضاقت به النفوس ذرعا فلم يعد هناك اهتمام بالحضور ولا تأهب للتحصيل العلمي حيث أصبح التغيب عن المحاضرات واضحا لعل هذا يعود إلى انشغال البعض بأعمالهم لتوفير الرسوم الدراسية من جهة ولشعورهم بعدم الرضى عن بلدهم من جهة أخرى ولعل السبب الأهم عدم تلبية المناهج الدراسية لرغبة الطلاب العلمية والعملية.
تحد رغم التعسفات
تقول : “صامدون ومتحدون كل الصعاب لاستكمال تعليمنا مهما كانت الظروف ومهما طغى العدوان علينا إلا أن هناك بعض الإشكاليات التي حرمت بعض الطلاب من الحصول على دفاتر الامتحانات بدعوى أنهم ليس لديهم بطائق جامعية مع أنهم قد اكملوا تسديد الرسوم الدراسية إلا أن الإشكالية تكمن في الكلية نفسها بتأخير البطائق”.. هذا ما قالته هديل حمود الشعبي سنة ثالثة كلية التجارة آملةً حل هذه الإشكالية بأسرع وقت ممكن حتى يتسنى للطلاب مواصلة تعليمهم دون عراقيل تعسفية فالوضع لا يسمح بحرب داخلية وخارجية. ونأمل مراعاة ما يمر به الطلاب من صعوبات في ظل انطفاء الكهرباء وكذلك بعمليات إعداد البحوث المطلوبة منهم.
وأشار بعض الطلاب في كلية التجارة إلى أن هناك بعض الدكاترة يقومون بعراقيل تعسفية ضد الطلاب لا يفسر إلا في بشيء واحد وهو أن من يمارس مثل هذه التعسفات ضد الطلاب يريد تعطيل العملية التعليمية في الكلية وفي الجامعة في نزوع واضح إلى تسييس التعليم، التي أضحت معضلة مزمنة في مسار التعليم..
مسؤولية كل طالب
يرى محمد لطف سنة ثالثة إعلام أنه من موقع الشعور بالمسؤولية الجامعية التي تقع على عاتق كل طالب وحرصه على التعليم واستمرار العملية التعليمية لابد لنا من ان نقف صفا واحدا ضد العدوان ونرفع أصواتنا عاليا لمواصلة تعليمنا مهما استعصت الظروف والتحديات.. أما “نهى، ومنى، وسناء” سنة رابعة فقد أشرن إلى أن إصرارهن على مواصلة العملية التعليمية في ظل هذه الظروف تحدٍ صارم تجاه العدوان لإثبات أن المرأة جديرة بصمودها إلى جانب أخيها الرجل في كل مناحي الحياة ونحن الآن على مشارف الفصل الدراسي الثاني الذي نأمل أن ينتهي على خير.
صمود منقطع النظير
“منذ اللحظة الأولى للعدوان كانت محاولة توقف العملية التعليمة هدف من أهداف هذه الحرب حيث تعرضت بعض الجامعات والمؤسسات التعليمية للقصف المتعمد وظلت الأخرى مهددة بالقصف بحجة وجود مخازن أسلحة إضافة إلى ما سببه العدوان والحصار البحري والجوي والبري من شح في الإيرادات وعدم توفر المواد التعليمية المطلوبة ورحيل الأساتذة الأجانب من اليمن بالإضافة الى تفرغ عدد كبير من الأكاديميين اليمنيين للعمل خارج اليمن والنزوح الداخلي بسبب الحرب وما ترتب على ذلك من تأخر بعض الطلبة عن الحضور”.. هذا ما قاله الأستاذ الدكتور حيدر غيلان أستاذ الأدب والنقد المقارن بكلية اللغات جامعة صنعاء، مؤكداً أن كل هذه الصعاب التي خلقها العدوان قابلها صمود منقطع النظير من أساتذة الجامعات اليمنية وطلبتها وموظفيها على استمرار الحياة التعليمية وتجاوز العقبات بالإمكانات المتاحة وبالفعل استكمل الطلبة دراساتهم في الفصل الثاني من العام الماضي والفصل الأول من العام الجامعي الحالي ونحن الآن في بدايات الدراسة للفصل الثاني لهذا العام على الرغم من انقطاع التيار الكهربائي واستمرار القصف بالصواريخ ليلا ونهارا أثناء الدراسة وفي مرحلة الامتحانات على مدى عام من العدوان.
رغم العوائق
فيما يؤكد الدكتور حسين جغمان كلية الإعلام أنما تشهد البلاد من عدوان بربري غاشم دمر الحجر والشجر ودمر المدارس والجامعات بطائراته أو بأيادي عملائه من الداخل ورغم كل العمليات الممنهجة لعرقلة سير أداء العملية التعليمية فوجئنا خلال عام من العدوان أن ابناءنا الطلاب يصرون بكل جهد ومثابرة على لواصلة تعليمهم، وفصل دراسي عن آخر يثبت الطلاب مدى عزمهم وقدرتهم على إثبات صمودهم أمام كل العوائق والصعوبات التي يواجهونها منذ الوهلة الأولى للعدوان وما خلفه من دمار في كل مقدرات الحياة أمامهم، وكذلك الأكاديميين الذين حاولوا بقدر المستطاع الصمود والحضور لتلبية واجبهم التعليمي وإخراج جيل متعلم رغم رحيل البعض ونزوحهم.