من الحبَّة قبَّة

أقول قولي هذا

عبدالمجيد التركي
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بصور اليهود الـ 19 الذين سافروا من اليمن إلى إسرائيل، وانتشرت صور ليهود اليمن وهم يُسلِّمون مخطوطة قديمة للتوراة لنتنياهو.. وتحدث هؤلاء الناشطون – المفسبكون كثيراً عن اليهود، رغم أن هذا قرارهم وهذه إرادتهم، ولم يتحدثوا عن مجزرة سوق مستبأ، حجة، وكأن الإنسانية لا تظهر حين يكون العدوان السعودي هو الفاعل؟!
اليهود اليمنيون عاشوا مع المسلمين بسلام، وكانوا يعرفون معنى التعايش الإنساني، ولم يضايقوا أحداً أو يشتكي منهم أحد.. وكانوا معروفين بالأمانة والإتقان في أعمالهم ومشغولاتهم.
كان يهود اليمن يتوقفون عن الأكل في نهار رمضان احتراماً ومراعاةً لمشاعر المسلمين، ولا يطبخون غداءهم كي لا تصل الرائحة إلى جيرانهم المسلمين.. وحين يبدأ المسلمون في طباخة الإفطار، قبل المغرب، يقوم اليهود بالطبخ، فيتعشَّون ويلتقون جميعاً في أحد الدواوين للتخزينة والسمرة، لأن الطائفية والكراهية لم تكن موجودة في قواميس اليمنيين آنذاك.
كان اليهود يبحثون عن لقمة عيش وأمن وأمان، كما هي متطلبات كل إنسان، وحين تم ترحيلهم قبل عشرات السنين اختفى القبول بالآخر، فبعد أن كنا نتعايش- مسلمين ويهوداً- أصبحنا نتحدث عن زيدي وشافعي وسني ووهابي وسلفي، وصرنا لا نقبل بعضنا البعض، رغم أننا على دين واحد.
نستمع لأغاني اليهود فنجدها مليئة بالشجن والحنين إلى اليمن، رغم استقرارهم مادياً واجتماعياً.. وحين يقرر شخص أن يهاجر ويستقر في دولة أخرى فهذا شأنه هو.. فهناك مهاجرون يمنيون بالآلاف في كل الدول ولم يثيروا أي علامة استفهام!!
أحرى بالناشطين أن يتحدثوا عن الشهداء، ويدينوا العدوان السعودي الأمريكي، ويحاولوا أن يثبتوا ولاءهم لليمن بدلاً من الخوض في تفاصيل أناس ليسوا بحاجة إلى أخذ رأي أحد في قراراتهم.

magid711761445@gmail.com

قد يعجبك ايضا