السعودية وكرة النار الطائفية والمناطقية

 

الحسن بن علي

من إجمالي (اثنين وعشرين قطراً) هو عدد الدول العربية، اتخذ شكل النـزاعات الطائفية (المذهبية) وبالذات، حسب توصيف السعودية الوهابية له (النـزاع السني / الشيعي)، الوصف الأكثر زيفاً وشيوعاً على الصراعات، وذلك بسبب ما تضخه دول الخليج العربي وفي مقدمتها (السعودية) من أموال وأسلحة، وتشتريه من عملاء، وتنشره من تضليل إعلامي، لجعل هذه الصراعات تصب لصالحها وأسيادها الإمبرياليين، متخذة شكلاً طائفياً أو مناطقياً أو مذهبياً يحجب غاية الإبادة الجماعية للشعوب وتدمير واستباحة الأوطان وإباحتها للغزاة المعتدين ضداً على المصالح الوطنية، كما يسعى جاهداً لكي يغطي على حقيقة الصراعات الطبقية والفكرية بين الكادحين وأعدائهم من الحكام الطغاة الفاسدين المحتكرين للسلطة والثروة في العالم العربي، وأوضح مثال على ذلك الحرب العدوانية الاستعمارية الرجعية ضد اليمن وطناً وشعباً.
وفي سبيل تحقيق السعودية وأعوانها أطماعهم التوسعية في الأراضي اليمنية وسعيهم المحموم لاستعباد الشعب اليمني، فقد سخروا كل إمكانياتهم وسلطوا كافة أبواقهم المأجورة لتشويه الفكر المعتزلي والشيعي والمذهب الزيدي المشهور بالتقدمية والاعتدال والاجتهاد والعقلانية وتهميش المذهب الشافعي المعتدل والمتسامح أيضاً ومحاربة الصوفية، وتدمير كافة قبور ومزارات الأولياء في المناطق التي سيطر عليها الإرهابيون من (داعش) و (القاعدة) الوهابيون والممولون سعودياً وخليجياً، كل ذلك مصحوباً بالتهويل من مزعوم خطر وهمي تطلق عليه الرجعية والاستعمار (المد الشيعي والصفوي والفارسي)، حتى في الأقطار التي تبعد بحكم نأيها الجغرافي وتركيبتها الديمغرافية وتكوينها الفكري عن (إيران) والمذهب (الاثنا عشري).
كما عمدت السعودية وأعوانها وأذنابها المحليين، وما زالوا، إلى تشويه حقيقة العلاقة مع الدولة الإسلامية العظمى (جمهورية إيران). ويجري في كافة وسائل دول النفط الخليجية الإعلامية الحديث الكاذب عن خطورة الفُرس والمجوس والرافضة وإلباس الزيف والخرافة ثوب الحقيقة والواقع (إنه تلبيس إبليس العصر!).

قد يعجبك ايضا