حماية الآثار : ثلاثة استهدافات للعدوان على صرواح الأثرية والأخير كان الأشد والأكثر تدميرا..
صرواح الأثرية.. عبث العدوان مستمر على حرمتها
آثار مأرب: استمرار استهداف المواقع الأثرية يدل على المنهجية الشاملة لتدمير التراث اليمني .
يعد معبد اوعال في مدينة صرواح الأثرية بمارب واحدا من أهم وأبرز المعابد الأثرية ويمثل المرحلة الأولى لعاصمة مملكة سبأ ويخص الإله المقة, وفيه واحد من أكبر وأهم النقوش القديمة والمسمى نقش النصر والذي يتكون من كتلة حجرية كبيرة جدا كتب عليها قانون مملكة سبأ لتسيير شؤون المملكة آنذاك فهو يحوي قوانين عامة وأحكاماً تتعلق بالضرائب والحروب والغنائم وغيرها , وبرغم هذه المكانة التاريخية إلا أن هذا المعبد وهذه المدينة الأثرية لم تسلم من ضربات طائرات العدوان التي استهدفت هذا المعبد ثلاث مرات كان آخرها الخميس الماضي .
كتب\عبدالباسط محمد
يؤكد المعنيون أن الاستهداف الثالث لصرواح الأثرية ولمعبدها الشهير كان الأشد والأعنف على هذا الموقع الهام فقد أحدثت الغارة أضراراً بالغة على المعبد والمآثر الواقعة في محيطه .
ويقول الأخ محمد مهتم، مدير عام الآثار والمتاحف بمحافظة مأرب، أن أضرار الضربة الثالثة كانت مركزة في الجهة الغربية للمعبد والمباني الحجرية الموجودة في محيط المعبد من نفس تلك الجهة, كما أدت هذه الضربة والضربات التي سبقتها إلى خلخلة توازن البنية والمنظومة المعمارية للمعبد ككل .
صاروخ لم ينفجر
وأضاف : يوجد صاروخ وقع على المعبد وتحديدا جوار نقش النصر ولكن لحسن الحظ لم ينفجر وإلا كانت نتائجه وخيمة على المعبد والنقش، وهذا الصاروخ من الضربات السابقة ولهذا ربما قاموا بتعويض ذلك الصاروخ الذي لم ينفجر وقاموا باستهداف المعبد والمدينة الأثرية الخميس الماضي .
وحول نقش النصر ومدى تأثره بالضربات أوضح مهتم أن نقش النصر كان سيتأثر كثيرا وربما يتدمر إذا ما كان ذلك الصاروخ انفجر، ومع هذا من المؤكد أن هذا النقش والمباني والأثرية سواء في محيط المعبد أو داخله أو في سطحه حتما سيلحقها الضرر نتيجة قصف العدوان، ولهذا المدينة الأثرية بما فيها المعبد بحاجة إلى دراسة شاملة ومفصلة لتقييم الأضرار الناتجة عن غارات العدوان .
وأشار إلى أن نقش النصر قد تأثر في فترات سابقة خاصة خلال ثورة 26 سبتمبر ربما تعرض لضربات أو أعمال عبث وقتها, وعبر التاريخ كان هذا النقش مهدداً ولكن الفرق بين تهديد الأمس وتهديد العدوان السعودي أن الأخير لديه بعد حقيقي هو المنهجية بالضربات فهناك تدمير ممنهج وشامل للجذور الحضارية لمعبد ومدينة صرواح الأثرية وغيرها من المعالم والمواقع الأثرية في مارب وغيرها من المحافظات اليمنية .
أضرار بالغة في ملحقات المعبد
من جهته قال نائب مدير عام حماية المواقع الأثرية بديوان عام هيئة الآثار الأخ عبدالكريم البركاني أن الاستهداف الأخير لمعبد اوعال الأثري يوم الخميس الماضي وقع مباشرة في الجهة الغربية لفناء العبد وألحق أضراراً بالغة على ملحقات المعبد والذي يحوي بداخله نقش النصر العظيم (نقش النصر واحد ونقش النصر اثنان) والذي اكتشف مؤخرا عن طريق البعثة الاثارية الألمانية .
ولفت البركاني أن الاهتزازات التي تنتج عن هذه الغارات تؤثر على المعبد والمنطقة الأثرية بكاملها في صرواح الأثرية فقد كانت الاستهدافات السابقة معظمها في محيط صرواح الأثرية بينما كان القصف الأخير مباشر داخل المعبد .
وحذر البركاني من استمرار قصف العدوان للمواقع والمعالم الأثرية سواء في مأرب أو غيرها من المحافظات والتي وصلت إلى حد لا ينبغي السكوت عليه , وأهاب بالمنظمات الدولية المعنية بالتراث وعلى رأسها اليونسكو ممارسة المزيد من الضغط واتخاذ الإجراءات التي من شأنها إيقاف استهداف مواقع التراث الثقافي في اليمن قبل طائرات العدوان كون استهداف تلك المواقع يعد خرقا لكافة القوانين والمعاهدات الدولية ذات الصلة والتي تحرم وتدعو إلى تجنيب المواقع التراثية أي صراعات مسلحة أو حروب .