إعادة تسمية

عبدالمجيد التركي

شارع الرياض.. شارع الرباط.. شارع المنامة.. شارع الدوحة.. شارع الكويت.. شارع مقديشو.. شارع الشارقة.. شارع القاهرة.. شارع الخرطوم.. شارع عمَّان..

إلى أمانة العاصمة.. إلى اللجنة الثورية.. إلى كلِّ من له يد في التغيير: لماذا لا يتم استبدال أسماء هذه الشوارع!!
صنعاء هي العاصمة الوحيدة في الخارطة العربية التي تجسِّد معنى الوحدة العربية.. فحين تطوف بشوارع صنعاء ستجد شوارع تحمل أسماء جميع العواصم العربية، لكن العواصم الأخرى لا يوجد بها شارع اسمه شارع اليمن، أو شارع صنعاء، إلَّا في ما ندَر.
ناهيك عن أن هذه هي دول العدوان العربي على اليمن..
مع الاحتفاظ بشارع الجزائر، وشارع بغداد، وشارع بيروت.
يحقدون على صنعاء لأنها صنعاء.. المدينة الفاتنة والزاهدة في آنٍ واحدٍ!!
إنها صنعاء.. دهشة الجغرافيا وزينة الخرائط، وسيدة المدائن.
صنعاء: خمسة أحرف، فيها من الموسيقى ما يكفي لإيقاظ حقول من القشعريرة، وما يكفي للشعور بالطرب والتمايل والزهو.
خطوتان تعبرهما من باب اليمن حتى تدخل آلة الزمن، لتجد نفسك في عصور الدهشة والفن.
ما مثل صنعاء اليمن.. كلَّا ولا أهلها.. صنعاء حَوَت كلِّ فنْ، يا سُعد من حلَّها.. هكذا ترنَّم محمد سعد عبدالله، وترنَّم الكثيرون.. وتغنَّى آلاف الشعراء بصنعاء ودهشتها، وامتلأت بطون الكتب بأخبار صنعاء وأهل صنعاء.
من يقرأ تاريخ صنعاء ستعقد الدهشة كلَّ حواسه إن أراد أن يقوم بأي مقارنة بصنعاء اليوم.. صنعاء التي تحدث عنها الرحَّالة كثيراً وفُتنوا بها، وأدهشهم سحرها وهواؤها وطيبة أهلها.
لا غرابة أن تحقد الصحراء على الحضارة.. ولا غرابة أن يحقد الأعراب على التمدُّن.. صنعاء مدينة منذ سام بن نوح، بينما هم يتنقَّلون بخيامهم عبر التاريخ.. وشتان بين استقرار المدينة وقلق الخيام.
magid711761445@gmail.com

قد يعجبك ايضا