استطلاع:نورالدين القعاري –
مع بدأ العد التنازل لمؤتمر الحوار الوطني الشامل واقتراب انعقاده يعلق الكثير من الدعاة والعلماء عليه الآمال في إخراج البلد من الأزمة السياسية التي تصاحبها وبدأ عهد جديد يسوده التسامح والإخاء وهذا ما عبر عنه عدد كبير من الدعاة والعلماء لتجاوز العديد من المعضلات و التحديات المتراكمة عن الفترة الماضية و صولاٍ إلى بناء الدولة اليمنية الحديثة.
وهو ما أكده العلماء في كلمتهم لدعم الحوار الوطني في الموعد الذي حدده رئيس الجمهورية في 18 مارس والحوار دعا إليه الله عز وجل وأخذ به الأنبياء خاصة وأن الشعب اليمني بأكمله يتمنى أن يجتمع على المشاركة في الحوار الوطني الشامل.
بعد طول انتظار
يبدأ مدير الوعظ والإرشاد بأمانة العاصمة الشيخ جبري إبراهيم حسن بالحديث عن الحوار الوطني الشامل قائلاٍ: بعد طول انتظار نتمنى أن يتم عقد مؤتمر الحوار الوطني في الموعد الذي حدده رئيس الجمهورية لنبتعد عن الدمار والحوار خير من الدمار والحوار دعا إليه الله عز وجل وأخذ به الأنبياء والله حاور الأنبياء باستخلاف أبينا آدم وحاور الأنبياء والأنبياء حاوروا أممهم بل حاور الله الشيطان من أجل أن تكون سنة حتى نأخذ بالحوار والله يقول: (وجادلهم بالتي هي أحسن) ويقول عز من قائل: (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم) والشعب اليمني بأكمله يتمنى أن يجتمع على المشاركة في الحوار الوطني الشامل وهذا في الحقيقة ما يتمناه كل فرد في المجتمع ويريده الشعب اليمني لينشد اليمن الميمون كل الخير.
وأضاف الشيخ جبري كلمة حذر فيها من التهاون من قبل أطراف لم تسلم بعد أسماءها إلى اللجنة الفنية للحوار الوطني قائلاٍ: على جميع الأطراف التي لم تسلم قوائم وأسماء مشاركيها والتي لم تحسم مشاركتها في الحوار الوطني أن تتقي الله في الشعب.
وأشار: الرئيس عبدربه منصور هادي أتاح فرصة كبيرة لهؤلاء الذين يتأخرون عن تقديم أسماء مشاركيهم وقد حصلوا على الفرصة وزيادة وعليهم أن يتقوا الله في أنفسهم لأن الشعب اليمني يعلق آماله على أن يتوحد الجميع في إصال رسالة للخروج برؤية مشتركة يتفق عليها الجميع من أجل مصلحة الأمة.
رؤية ثاقبة
من جانبه يقول الدكتور علوي عبد الله طاهر أن الحوار الوطني يراد منه بحث جوانب الاختلاف لا جوانب الخلافº لذا هو يحتاج إلى عمق في الطرح ورؤى ثاقبة في التناول وأفكار مستنيرة في التحليل من قبل شخصيات وطنية مخلصة ولاؤها للوطن لا للحزب أو القبيلة وأن العلماء المسلمين وضعوا جملة من الأحكام والمبادئ التي ينبغي مراعاتها أثناء الحوار مثل تجنب الجدل البغيض والبعد عن الانفعالات المقيتة والالتزام بالكلام الطيب والترفع عن ألفاظ السوء والابتعاد عن التعرض بالآخرين أو ذمهم أو قدحهم أو الانتقاص من قدرهم واحترام الرأي الآخر والرجوع إليه إذا كان حقاٍ والعدول عنه عند تبين صوابه.
التمسك بالرأي
ويرى الداعية فضل المشيبلي خطيب مسجد التقوى أن من واجب الدعاية والعلماء التوعية بالحوار الوطني لإخراج الناس من الصراع حيث يقول:يطرح المتحاورون في مائدة الحوار آراء قابلة للنقاش لخروج الناس من جميع التعصبات والعناد والابتعاد عن التمسك بالرأي وأن يكون قصد كل طرف من أطراف الحوار إظهار الحق وبيان الصواب في الموضوع الذي هو موضع الخلاف وأن يلتزم المتحاورون بالأسلوب المهذب للحوار ويبتعدوا عن كل ما لا يليق قوله واجتناب الغرور والاستعلاء على الآخر ويستوجب ذلك الإنصات والحرص على فهم واستيعاب ما يطرحه المحاور الآخر وليس مجرد الاعتراض عليه وينبغي الابتعاد عن الأحكام المسبقة والمواقف المبيتة والأحكام الجاهزة لأن في ذلك تشويش على مسار الحوار ووقفا على قاعدة مشتركة للوصول إلى قناعات متقاربة من بعضها, واجتناب الجدل العقيم الذي لا يؤدي إلى الوصول إلى الحقيقة.
منهج قرآني
من جانبه قال الشيخ عبد الفتاح اليافعي ـ رئيس مركز دعوي قال إن الحوار منهج قرآني نبوي ودعا الله عز وجل إليه ليس مع المسلمين فحسب, بل حتى مع أهل الكتاب والمشركين وكل الملل وليس بخاف على أحد محاورة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمشركي مكة ويهود المدينة ونصارى نجران فضلا عن المسلمين, والشواهد على ذلك من السيرة النبوية كثيرة مشهورة لا داعي لذكرهاº لأنها أشهر من أن تذكر وأكثر من أن تحصر.. مضيفاٍ في حديثه عن الحوار الوطني قائلاٍ: الوحدة مقدسة إسلامياٍ لا سياسياٍ.. وأضاف بأنه لو أزيلت الأسباب التي أدت إلى الاحتقان في الجنوب فإن الجنوبيين سيقفون مع الوحدةº لأن مشكلتهم الحقيقية هي مع الظلم الذي وقع عليهم ولا يزال ٍ, حيث لم ترد الحقوق إلى أهلها ولم ترفع المظالم حد قوله.
مائدة واحدة
ويرى الدكتور عبدالوهاب الحميقاني أن تترك الحزبية وتغلب مصلحة الوطن قبل كل شيء حيث يقول: مع اختلاف مذاهب الناس وانتماءاتهم لا يجب أن تزول روابط الإيمان وأخوة الدين وروابط النسب والوطن وارتبط كثير من الناس في ولائهم وعداوتهم ووفاقهم واختلافهم بروابط انتماءاتهم الحزبية والمناطقية والمذهبية والفكرية وأهم الأسباب التي تعين على القضاء على الخلاف بين أبناء اليمن وتحقق الائتلاف بينهم أن يحتكموا إلى الكلمة والحجة لا إلى السلاح والقوة وحل المشكلات فيما بينهم بالحوار لا بالعنف ولعل جلوس الجميع على مائدة الحوار هو المنطلق الصحيح في هذا السبيل ونحن هذه الأيام على أبواب الحوار الوطني الشامل ومما تقدم يجب أن ندرك أهمية الحوار لا سيما في هذه الظروف التي تعيشها بلادنا, فبالحوار الحقيقي الجاد تتقارب وجهات النظر وبالحوار البناء الصادق يعرف الناس الصواب من الخطأ.