ن ……………والقلم (( يا نحن يا هم )) !!! ..

                عبد الرحمن بجاش

تخنقني الغصة حين أعيد ترتيب الأولويات في ذهني , فأحنب وأرمي , ولم أعد أدري ما أفعل , أو أقول , إذ أن ما حصل خلال تقريبا تسعة أشهر , كل شهر يعيدنا إلى الخلف عشر سنين , واحسب , ومن ضمن العودة , تراجع المنطق , وكل كلمة بعشر , حتى وصلنا إلى ما قاله الصديق  الدكتور عبد الرحمن الزبيري (( يا نحن ياهم )) واتخذته أنا عنوانا لموضوع اليوم . كيف يمكن لبشر أن يتعايشوا ودعاة الحرب أعلى صوتاً من دعاة السلام , كيف يمكن لمجتمع أن يعيد لملمة نفسه بعد أن وصل بمنطق التعامل والقبول بالآخر وهو مبدأ ديمقراطي أصيل إلى شعار إقصائي بإلغاء الآخر (( إحنا أو أنتم )) وسنظل نتقاتل إلى يوم أن (( ينخ )) طرف لطرف أقوى . لا تعجبني عبارة أو جملة يجري تداولها أن (( اليمن لا يمكن ان تحكمه فئة لوحدها )) , طالما والأمر كذلك فما الذي يناضل الناس من أجله من عام 62 ؟؟؟؟؟ , الاحتكار , تعمل فئات كثيرة على الاستحواذ ومن كل الوان الطيف السياسي و بعض الاجتماعي , تلك التي تعودت تسييد شعار (( انا وانا وانا )) , وكلما أوهمك الواو الأول على أنك شريك في الحكم , تكتشف انك مجرد ((رعوي)) , وهي الإشكالية التي ظلت البلاد حانبة بها إلى يومنا , مقابل المشروع الجامع الذي يغيب كلما دنى من الديار !!! . الآن تسمع نغمة مفادها أننا مع الجميع لتقاد البلاد جماعيا , بينما في حقيقة الأمر أن الطريق تؤدي إلى تسيد شعار خاص يُراد للناس أن تنظوي تحت لوائه غصبا , في نفس الوقت الذي يُردد الشعار الكل يحكم !!! . قد تفرض بالقوة وغرورها ما تريد , لكن عليك أن تدرك انك عديم القدرة على بناء دولة , فمهاتير محمد لحظة أن فكر بإعادة صياغة ماليزيا , كان عليه أن يجمع شتات الألوان في لون واحد ويزين الغرفة باللون الوطني الجامع , لكن أن تظن أنك أشطر من الناس حتى وأنت في بلد متخلف , فمشروعك عبارة عن شركة لجمع الأموال وإعادة توزيعها , ليس إلاّ …., أنت هنا تترجم جوعا تاريخيا بشعار ديمقراطي فج لن يكتب له النجاح . من يقود عليه أن يرفع شعار المجموع , وانظر حين قالوا لأوباما ممنوع دخول المسلمين إلى أمريكا رد ببساطة أن أمريكا بلد مهاجرين والدستور يرسخ ذلك , بمعنى حق الناس كلهم , ولكن تحت ظل القانون المنظم , وليس ضمن رؤية مستقطعة تبني عهدا مؤقتا , ينقلب عليه صاحب مزاج !!! . إذا ظل هذا الشعار مرفوعا (( يا نحن يا هم )) فادرك انك ستظل بين إقدامك تصعد وتهبط في نفس المكان وأنت توهم نفسك أنك تسير , وهذا ليس صحيحا ,. فالعربة بدون أربع عجلات لن تسير مهما وضعت جسدك بديلا عن العجلة الرابعة , منطق الأشياء يقول ذلك , إن عصراً تجلب العالم كله إلى حضنك بلمسة زر لن يهيئ لك الظروف لأن تتحكم بالناس تحت شعارات لم يعد لها مكان في كون أصبح قرية صغيرة جدا .

قد يعجبك ايضا