الجيش اليمني .. قاهر العدوان ورادعه

سعوا لتفكيكه وتدميره عبر الفار هادي و”هيكلة” أجنبية وهجمات “القاعدة”
استطلاع – أمل الجندي

حرب العدوان الدولي على اليمن كشفت عورات جيوش دول تحالف العدوان السعودي “الإنجلوصهيوني” ذات الإمكانات المادية والتقنية الأعلى والأغنى مشاركة في العدوان بالطيران والبوارج وأربع دول كبرى “أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل” مشاركة بالعتاد والاستخبارات ودول عدة بالمقاتلين المرتزقة أبرزها “كولومبيا والسنغال وأثيوبيا”، إذ إن جيوش وإمكانات إحدى عشرة دولة انكسرت تماما تحت أقدام جيش حافٍ تم تدمير 90 % من عتاده الحربي بما في ذلك كامل منظومة دفاعاته الجوية وطيرانه الحربي وقدراته وأغلب قدراته الصاروخية المتوسطة وبعيدة المدى، ومع ذلك لازال يواجه وبكل قوة في جبهات العدوان داخلياً وخارجياً ويكبدهم خسائر فادحة.. في إطار هذا الموضوع استطلعنا بعض آراء القيادات العسكرية عن سر هذا التفوق للجيش اليمني القوي وماهية عوامل صموده وبسالته وانتصاراته.
باعتراف العدو، اليمن قوي لا يقهر “فلا تنسوا أن الشعب اليمني، شعب مسلح والجيش اليمني جيش قوي مدرب على أعلى المستويات وقدراته تفوق ما لدى كثير من الدول العربية والميليشيا “اللجان الشعبية” منظمة ومدربة .. ذلك ما اضطر أخيراً ناطق تحالف العدوان على اليمن ومستشار وزير الدفاع السعودي المدعو أحمد عسيري للإقرار به علناً لوسائل إعلام دول العدوان، لتبرير انتكاسات قوات تحالف العدوان ومرتزقته وتفسير “طول الحرب” التي سبق له تحديد أمدها بعشرة أيام؟!!
حقد دفين
ظل الجيش اليمني الذي يعتبر ثالث أقوى جيش عربي يقض مضاجع ملوك دويلات تحالف العدوان ومن ورائهم دول الاستكبار والهيمنة الغربية “الإنجلوصهيونية” ولا يزال يقوض مخططاتهم ومؤامراتهم بمساندة شعبه العظيم ولجانه البطلة. جعلهم يخترقون أجواء هذا البلد للإطاحة بهذا الجيش من خلال محاولاتهم العديدة في كل المعسكرات والمؤسسات العسكرية من خلال صواريخهم أو من خلال إرهابهم ونسوا بغرورهم أن الشعب اليمني يعتبر كله جيشاً يمنياً مسلحاً وقوياً.
الرائد محمود قائد علي الجندي، شرطة قضائية أكد بأن حقد حكام دول تحالف العدوان الدفين على هذا الجيش بدأ منذ عام 2000م، عندما قام الرئيس السابق علي عبدالله صالح بالعرض العسكري مفتخراً بمنجزات عهد دولة اليمن الموحد ومحتفلاً بقوة التحام اليمن في عيده الوطني العاشر بمشاركة حكام وممثلي حكام الدول العربية والأجنبية، ولغاية إرسال رسالة مفادها بأن قوة اليمن لصالح العرب وأمنه واستقرار المنطقة وليس العكس.
قهر المؤامرات
من هنا وفق مراقبيه، كان مبدأ سلسلة مؤامرات حيكت لإضعاف الجيش اليمني وتفكيكه عبر تنشيط هجمات التنظيمات الإرهابية والممنهجة على ثكنات ومعسكرات ومقرات الجيش والأمن، وتنفيذ الاغتيالات المتسلسلة لقياداته وضباطه، مروراً باقتحامه في حروب داخلية في صعدة، وصولاً لمحاصرة معسكراته واقتحامها ونهبها في 2011م بالتزامن مع تفجير ما سمي “الربيع العربي” والأحدث أنه “ربيع إنجلوصهيوني” هدفه تدمير مقدرات الأقطار العربية وتمزيق نسيجها المجتمعي وتفكيك جيوشها القوية بدءاً من العراق مروراً بسوريا فمصر ثم اليمن، عبر مسمى “إعادة هيكلتها وجعلها جيوشاً وطنية”..
مع ذلك أثبت الجيش اليمني أنه جيش وطني ولاؤه لله والشعب واليمن وقهر كل المؤامرات، حسب الرائد محمود الجندي الذي أضاف قائلاً: “لا خوف على الجيش اليمني حيث أثبت صموده وإسقاطه كل الشعارات الهابطة التي يهدفون إليها، مدافعاً ومؤمناً بقضية وطنه وهي العيش بحرية وكرامة، وها نحن اليوم نرى جيشنا اليمني العظيم يحبط مخططات مرتزقة العدوان في الداخل ويردع العدو داخل أراضي وحدود الطغاة المستكبرين وقد بثوا الرعب في قلوبهم وانقلب السحر على الساحر.
محركو العدوان
بحسب الرائد محمود الجندي فإن السعودية أضعف من أن تخوض حرباً كهذه مع شعب ذي قوة وبأس شديد أصل العروبة إلا أن أمريكا وإسرائيل اللتين خططتا لهذه الحرب تسعيان منها أيضاً إلى حرب أسرة آل سعود وإعادة تقسيم المنطقة بما يخدم مصالحها، واستغلال تداعيات هذه الحرب العدوانية على اليمن وتداعيات استبداد السعودية على شعب الحجاز ونجد وتدخلاتها التدميرية في كل من العراق وسوريا ومصر وليبيا وتونس.
عوامل قوة
من جهته يؤكد العقيد الركن محمد مطهر باعلوي في مكتب قائد قوات الاحتياط أن “الجيش اليمني يُعد من أعرق الجيوش العربية وأقدمها، وهو من الجيوش القلائل التي تمتلك رصيداً نضالياً وقتالياً خصباً”، يقول: على امتداد تاريخه الطويل خاض الجيش اليمني حروباً عدة صقلت مهاراته وأكسبته قدرات وفنونا قتالية إضافية. فالجيوش لا تُعد ولا تُقَيّم إلا برصيدها القتالي ومخزونها النضالي، وهناك أسباب جوهرية دعمت تفوق الجيش اليمني على أقرانه من جيوش البلدان العربية أبرزها الشجاعة والعزيمة القتالية، لدى أبناء اليمن وميلهم إلى تحدي المخاطر واقتحام الصعاب.
بتفصيل أكبر، يتابع العقيد باعلوي قائلاً: بمعنى أن اليمني يولد معززاً بصفات الشجاعة والإقدام، يعشق المغامرات، ويتباهى بمصارعة المنايا. كما أن طبيعة الأرض التي وُلد عليها اليمني تلعب دوراً حيوياً في صناعة شخصيته وإكسابها القوة والعقيدة والعزيمة وتشكيل طباعها ومقدراتها على الصبر والاحتمال والتعايش مع الشدة والقسوة، يضاف إلى ذلك تَعَلُّق اليمنيين وشغَفِهم باقتناء أنواع مختلفة من الأسلحة ودوام استخدامها في المناسبات منذ سنٍ مبكرة . كل تلك الأسباب مجتمعة تصنع مقاتلاً يمنياً محترفاً.
وعندما ينخرط اليمني بالسلك العسكري فإن مهاراته تتطور وفهمه يتعمق ويتجدد، كما أن التدريبات التي يتلقاها في وحدته العسكرية ومنهج الإعداد المعنوي والقتالي وصرامة أنظمة الضبط والربط تجعل من المقاتل اليمني أسطورةً في مسارح العمليات القتالية.
اعترافات متأخرة
ما سلف يدعو العقيد الركن محمد باعلوي إلى الجزم بأن: “تسلسل مكونات الشخصية اليمنية ليس لها مثيل في أغلب البلدان العربية، فالجيش اليمني يعتبر من أفضل الجيوش على المستوى العالمي رغم تسليحه غير المتطور، واعترافات العسيري جاءَت متأخرة، فهو وأولياء نعمته يعرفون جيداً أنهم لا قبَلَ لهم بمواجهة الجيش اليمني ولا لجانه الشعبية، والدليل على ذلك استعانتهم واستنجادهم بالمرتزقة من كل بقاع الدنيا.
امتداد للربيع
العميد يحيى زاهر، مستشار في وزارة الداخلية يرى “أن ما يجري في اليمن ليس بمنأى عن ما يحدث في عموم المنطقة العربية. في إطار مؤامرة حيكت بعناية مستهدفة الأمة برمتها، وما اليمن إلا حلقة من حلقاتها وكان لابد من أن تسير وفقاً لما هو مرسوم لها، الهدف منها إسقاط الدول المستهدفة بأيدي أبنائها وبأقل كلفة وقد شكل ما سمي بالربيع العربي أحد وأهم وأبرز وسائله. معتمداً في ذات الوقت على قوى حزبية وفئوية كأداة محلية مدعومة بغطاء إعلامي ومالي خارجي كبير إقليمي ودولي لتنفيذ ذلك المخطط تحت ذريعة حرية شعوب تلك الدول وبأي ثمن كان”.
يقول العميد زاهر: بعض الأهداف المباشرة وغير المعلنة لذلك المخطط وتلك المؤامرة من خلال إسقاط القيم والأخلاق التي تحكم مجتمعات تلك الدول وإسقاط جيوشها تارة بحلها -نموذج العراق وليبيا- وتارة بإعادة هيكلتها -نموذج اليمن- وتارة بإضعافها واستنزاف طاقتها البشرية ومقدرتها المادية بإدخالها في حرب استنزاف طويلة الأمد مع حركات الإرهاب -النموذج السوري، المصري، التونسي- وصولا إلي إضعافها وإفقادها فاعليتها وقدراتها وإلغاء دورها الأصلي في حماية الأوطان وصيانة وحدتها وأمنها واستقرارها والدفاع عن سيادتها واستقلالها وبما يحقق الهدف الأكبر والمباشر لقوى التآمر.
اعتراف بالفشل
يؤكد العميد زاهر أن “كل ذلك يمكن إسقاطه على ما هو حاصل في اليمن وبذات النص والسيناريو ونفس المخرج، وما عمليات اغتيال منتسبي الأمن والجيش ومسلسل عمليات إسقاط الطائرات وتفجير ونهب المعسكرات إلا جزءاً رئيسياً من ذلك المخطط ومقدمة للعدوان الحالي”.
وفي تعليقه على اعتراف العسيري بقدرات الجيش اليمني، يرى العميد يحيى زاهر أن اعتراف العسيري جاء متأخراً، الهدف منه إضعاف المعنويات العالية لمقاتلي الجيش المسنود باللجان الشعبية وخلخلة عقيدتهم القتالية التي تعتبر أهم سلاح يمتلكه مقاتلونا بتوليد مشاعر الغرور والركون إلى تلك المفاهيم وتعزيز سيطرتها على أولئك المقاتلين الأبطال الأشاوس ومباغتتهم على حين غرة وجعلهم يركنون إلى قدراتهم الذاتية لا إلى قدرة الله سبحانه وتعالى وعونه ودعمه وعنايته, وإن كان اعتراف العسيري بقدرات المقاتل اليمني من الجيش واللجان الشعبية والشرفاء جاء متأخرا جدا لتبرير فشل العدوان السعوصهيوني إلا أنه لم يأت بجديد فتلك حقيقة ثابتة وراسخة بوصف القرآن الكريم لهم بأنهم أولو قوة وألو بأس شديد، وبشهادة من سبق له وأن سعى لغزو اليمن التي عرفت ووصفت بأنها مقبرة للغزاة .
عقيدة ومقدرة
وقريباً من هذا، إنما بتفعيل أوفر، يؤكد جمال الحيدري -رئيس شعبة الدراسات السياسية بمركز الدراسات الاستراتيجية العسكرية بوزارة الدفاع، إن الجيش اليمني يمتلك إيمانية قوية تتمركز في الإيمان بسيادة وطنه وشرف الدفاع عن عرضه وكرامته.
يقول الحيدري: إن الجيش اليمني مدرب تدريباً عالياً على كافة الأسلحة وقد اكتسب خبراته من خلال تلقيه دورات تدريبية داخل الوطن وخارجه وصقل مهارته على كافة الوسائل المختلفة وزادت من صلابة مقاتلي الجيش بيئة وطبيعة الأرض وجغرافيتها.
يجزم الحيدري أن كافة أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة في مقدمة تدريبه وتأهيله وله قدرة عالية في مهارة القتال وخاصة في المواجهات العسكرية البرية ومستعد لحماية وطنه براً وبحراً وجواً..
واعتراف العسيري وتحالفه ما هو إلا فشل لجيشهم الخليط من جنسيات مختلفة لهذا تختلف عقيدته وولاؤه لوطنه على عكس عقيدة الجيش اليمني في وحدته وتماسكه.
ويخلص جمال الحيدري إلى تأكيد ما يتفق فيه كثير من الخبراء المحليين والأجانب، قائلاً: إن السعودية خططت ولازالت تخطط للقضاء على الجيش اليمني، لأنه كان ولازال الجيش الأقوى على مستوى الجزيرة والخليج ويعتبر الجيش الثالث عربياً بعد العراق وسوريا من حيث التدريب ومهارته التدريبية والقتالية وله خبرات قتالية عالية.

قد يعجبك ايضا