استطلاع – أمين قاسم الجرموزي
على الرغم من أن المخزون الغذائي في اليمن لا يزال في حدوده الأمنة وفقا لتصريحات رسمية من وزارة الصناعة والتجارة فإن المواطنين يثيرون القلق بهلعهم في الأسواق لكن التجار لهم بالمرصاد توعية وتطمينا إذ يؤكدون أن الكميات المتوفرة من المواد الغذائية تكفي لعدة أشهر قادمة ويشيرون في توعية للمواطنين أن التخفيف من الاستهلاك وتوازنه سيعمل ذلك على كفاية المواطنين لأشهر كثيرة قادمة.
ونتيجة لذلك يحاول بعض من المواطنين أخذ الكميات الكبيرة من المواد الغذائية وبالذات الهامة والضرورية للعيش كالقمح والأرز والسكر والزيت والألبان ومشتقاتها وغيرها من المواد التي يتهاتف عليها المواطنون للمحلات التجارية وبالذات سكان القرى في محافظة صنعاء وكذلك بقية المحافظات على الرغم من تطمينات التجار. الاستطلاع التالي يرصد حالة سوق المواد الغذائية وآراء بعض التجار حول توفر الكميات وأسباب ارتفاع بعض المواد الغذائية فإلى التفاصيل :
يذكر التجار أن العديد من المواطنين يتوافدون مرارا وتكرارا لشراء المواد الغذائية وبالأخص المواد الأساسية ومنها القمح والأرز والسكر والدقيق , حيث أن أكثر الوافدين هم من خارج أمانه العاصمة أي ساكني القرى والذي توافدوا بشكل مستمر لشراء القمح وبطلبات كبيرة وهو ما أنذر بعملية فوضى خلقت زيادة في الأسعار وعملت على انعدام القمح لدى بعض التجار لفترة معينة واحتكاره من قبل البعض الآخر , وقد تم تفادي وقوع أزمة في ذلك من قبل المجالس المحلية واللجان الثورية حيث تم النزول الميداني للمحلات التجارية وتنظيم عملية البيع بما لا يزيد عن 2 من أكياس القمح للشخص الواحد ومنع الاحتكار من قبل التجار ورفع الأسعار وقد ساعد ذلك في تهدئة الأوضاع بالنسبة لساكني العاصمة صنعاء وكذلك بقية المحافظات من الوقوع في أزمة خانقة للقمة العيش وأدى ذلك إلى عودة الحياة كما كانت في السابق كاكتفاء ذاتي لدى المواطنين وتوفر مخزوناً كبيراً لدى التجار من المواد الغذائية.
مخزون كافٍ
هناك من لازال يرفع الأسعار على الرغم من توفر المخزون الكافي للمواد الغذائية وهدوء في نسبي من جانب المواطنين , ويعزي التاجر عبدالله موفق أن السبب يعود إلى جشع بعض التجار واحتكارهم لأنواع معينة من المواد الغذائية مما يؤدي إلى طلب متزايد على أصناف معينة من قبل المواطنين الأمر الذي يخلق حالة سعرية مرتفعة لدى بعض التجار ,ويشير موفق أنه على الرغم من أن المخزون الحالي يكفي لبضعة أشهر إلا أن الطلب المتزايد من قبل المواطنين على بعض الأصناف سيعمل على انخفاض الكميات الموجودة لدى التجار وبالتالي سيرتفع أسعارها في غضون أيام معدودة.
انخفاض الواردات
وبالنسبة للألبان ومشتقاتها من الحليب والجبن والزبادي وغيرها فقد ارتفعت أسعارها بنسبة معقولة أي بزيادة 200ريال كحد أقصى, وقد تحدث إلينا احد التجار وهو التاجر رياض شاهر مالك محلات وثلاجة لبيع مواد غذائية ومشتقات الألبان , حيث يرى أن الزيادة في الأسعار هي على طبيعة الوضع الذي نعيشها لآن خصوصا في ظل عدم وجود واردات مستمرة من الخارج للبضائع والمواد الغذائية ويؤكد رياض من جانب آخر أن المواطن هو من يشكل هذه الأزمات في التدافع للشراء , ويضيف نحن كتجار نحاول قدر الإمكان أن نبيع بالأسعار المعقولة التي لا تضر بنا وبتجارتنا أو تضر بالمواطن الذي يعاني أزمة مالية وغذائية كبيرة وذلك مع الحصار المفروض من العدوان الخارجي الغاشم لليمن من قبل السعودية وحلفائها.
طلبات متزايدة
ويذكر التاجر رياض أن الزيادة الملحوظة كانت تلازم المواد الغذائية الأكثر طلبا من قبل المواطنين كالحليب للنوعين حليب الهناء والمراعي الأكثر طلباً من قبل المواطنين , وأيضا الأجبان والتي زادت عدد أصنافها خلال الأسابيع الماضية وبأسعار مختلفة وكذلك الزبادي والي يتم استهلاكه بنسبة كبيرة ويكثر عليه الطلب ويمكن أن يرتفع في الأيام القادمة حسب رياض , ويضيف أن الأيام القادمة ستشهد زيادة في أسعار بعض المواد الغذائية وخصوصا التي تحتاج إلى تبريد وذلك في حالة انعدام مادة الديزل والبنزين من جديد وهذا بدوره سيكلف التجار أعباء مالية كبيرة سيضطرهم إلى رفع أسعار المواد الغذائية التي تحتاج للتبريد في الثلاجات كالدجاج المثلج والاجبان وغيرها , مشيراً إلى أن الكميات التي دخلت مؤخراً للبلاد من المشتقات النفطية أزاحت كثيراً من العبئ على التجار وأدى ذلك لانخفاض بعض المواد الغذائية وخاصة الأساسية.
استقرار
المواد الغذائية الأخرى كالعصائر والببسي والكيك والشوكلاته والمعلبات وغيرها تشهد حالة من الاستقرار المتفاوت في الأسعار والتي قد ربما ترتفع في الأيام القادمة وذلك مع استمرار الحصار الخانق للعدوان والضربات الجوية على معظم المحافظات اليمنية , ويعلل أحد تجار المواد الغذائية أسباب استقرار أسعارها إلى قلة الطلب من قبل المواطنين عليها وعدم أهميتها مقابل المواد الغذائية الأكثر أهمية كالقمح والأرز والسكر وغيرها من المواد الهامة للأسر اليمنية وكذلك إنتاج وصناعة الكثير منها داخل البلاد عن طريق المصانع التابعة لرجال الأعمال, ويرى صاحب محل لبيع المواد الغذائية سلمان الحبيشي أن هناك من يضطر لرفع سعر بعض المواد الغذائية وذلك بسبب صعوبة نقلها وتكاليفها من التجار إلى أصحاب الدكاكين الصغيرة وخصوصا التي تبعد مسافات كبيرة عنها.
انخفاض
ففي حين تشهد المواد الغذائية بشتى أنواعها ارتفاعاً ملحوظاً للأسعار فهناك أشياء أخرى انخفضت أسعارها وهذا ما هو عليه الحال في أسعار البيض حيث تشهد استقراراً وانخفاضاً في أسعارها عما كان عليه في السابق ويؤكد تجار البيض أن أسعاره يمكن أن ترتفع في الأيام القادمة وذلك بسبب تضاريس الجو الباردة وانخفاض إنتاج البيض في فصل الشتاء.
Prev Post
Next Post
قد يعجبك ايضا