الفرق بين عقلية الدول وعقلية الأفراد
أمة الملك الخاشب
يعتقد البعض أن إعلان حرب دولة ما على دولة ما أمر هين وبسيط..
ويعتقد هؤلاء أن جميع الدول تفكر بعقلية وغباء نظام آل سعود الزهايمري.
على سبيل المثال في بداية العدوان على اليمن كنت أتابع كتاب معروفين وكان لهم وزنهم في المجتمع وهم يصرحون أن أنصار الله والسيد عبدالملك إن لم يستعجلوا بالرد على النظام السعودي فإنهم سينكسروا ويسقطوا ويخسروا شعبيتهم..!!
طبعا مع احترامي اكتشفت أن تفكير هؤلاء سطحي جداً ونظرتهم قاصرة وأنهم لايفهمون ما معنى عدم الرد على العدوان لمدة أربعين يوماً؟
ولا يدركون الحكمة من ذلك ولو كان السيد عبدالملك اتبع أهوائهم لتغيرت مواقف كثير من الدول ولتم عندها تجييش ملايين المسلمين من كل أنحاء العالم .. بحجة الدفاع عن أرض الحرمين وعن بيت الله ولصور النظام السعودي للعالم أن اليمنيين هم المعتدون وأنهم يريدون الاعتداء على مكة ليثيروا عواطف ملايين المسلمين ويهيجوهم ضد اليمنيين أكثر وليفقد اليمنيون حتى الدول التي كانت رافضة للعدوان عليه وتتفق كل دول العالم على اليمنيون أنهم هم المعتدون .
ولكن ولله الحمد حكمة وحنكة القائد أفشلت كل مخططاتهم وعدم الرد باستعجال أحرجهم أكثر أمام العالم فكيف لهذا الشعب الذي يهدد الأمن القومي العربي يضرب على مدى أربعين يوما وهو صامت لم يرد؟
انتقل لنقطة أخرى في نفس الموضوع …لاحظت أيضاً أن هناك كثيراً من الناقدين والساخرين من مواقف إيران وأنها لم ترد على حادثة منى المفتعلة والتي راح ضحيتها مئات الحجاج الإيرانيين .؟؟ ولماذا هي صمتت؟
وكذلك بالنسبة لتركيا وروسيا يستعجل الكثير ويقولون بسخرية هل ستسكت روسيا مثل إيران؟
..أولاً أجيب عليهم بعدم المقارنة بين روسيا وإيران.
ولكن مواقف الدولتين وخاصة إيران ولست هنا بصدد الدفاع عن أي دولة ولست ناطقة باسم أي دولة ولكن اقر أن موقف إيران وعدم ردها على مئات الشهداء أنه موقف حكيم جدا، لتيقن إيران وعلمها أن أمريكا وإسرائيل وبريطانيا هما من يحرك النظام السعودي الزهايمري، ولعلمها أن تلك الحادثة كانت متعمدة لاستفزاز إيران لعلها وعساها أن ترد وتضرب السعودية التي تعد بنظر ملايين المسلمين بلاد الحرمين ويحدث ما يخططون له وهو حرب طويلة لاتنتهي بين السنة هي متمثلة في السعودية وبين الشيعة متمثلة في إيران، ويتحقق حلم الأعداء في إضعاف إيران وتصويرها للعرب أنها هي العدو الحقيقي وكذلك تمزيق المملكة المتهالكة..ولكن حكمة القيادة الإيرانية وعدم تهورها أفشلت ذلك المخطط الجهنمي.
وأخيراً أوجه كلماتي للكل وأؤكد عليهم أن عقلية الدول ليست سطحية كعقلية الأفراد وأن إعلان الحرب على أي دولة ليس بالقرار البسيط وكذلك نفس الشيء بالنسبة لروسيا وتركيا.
ولكن الصبر وعدم الرد بعجلة لا يعني الصمت واللا مبالاة، فالمواقف والجرائم لن تمر ولن تنسى ولكن هناك شيئاً يسمى صبر استراتيجي ونفس طويل.