المكلا /الثورة
تواصلت لليوم الثاني على التوالي عمليات المداهمة والاعتقالات التي يُنفذها مُسلحو تنظيم القاعدة الإرهابي بمدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت شرقي البلاد، وسط تصاعد لمعدلات التوتر في المدينة بين شباب الحارات من جهة وعناصر التنظيم الإرهابي من جهة أخرى.
حيث نفذ العشرات من مُسلحي القاعدة عمليات مداهمة وبحث عن من وصفتهم بـ”المطلوبين” وذلك في ساعة مُتأخرة من ليلة أمس الجمعة.
وذكر شهود عيان لـ”الثورة” أن العديد من الأطقم العسكرية ومدرعات من نوع (همر) تحمل رشاشات ثقيلة اقتحمت لليوم الثاني على التوالي عددا من أحياء ديس المكلا، وبحوزتها قائمة تحتوي أسماء عدد من الشباب بغرض اعتقالهم. وذلك بعد يوم من أعتقال شابين أحدهما أصيب بطلق ناري في رجله أثناء محاولته الفرار من المُسلحين.
ونشرت القاعدة العديد من الأطقم والمدرعات على مداخل حارتي (البدو، وباسويد) كبرى حارات ديس المكلا، كما استحدثت عددا من الحواجز الأمنية في الشارع الرئيسي العام بالديس. وأكد أحد عمال محطات الوقود في ذات الشارع أن المُتطرفين طلبوا منه إغلاق المحطة والمغادرة، مُشيراً إلى أن نبرة حديث المُسلحين كانت ممتلئة بالتهديد. وأثار اقتحام القاعدة بالمدرعات والأطقم العسكرية للحارات حالة من الخوف والهلع لدى سكانها.
وقال (م.ن) وهو أحد شباب منطقة ديس المكلا، أن مداهمات فجر أمس الجمعة التي قام بها المُتطرفون، تأتي للبحث عن عدد من الشباب الذين استطاعوا ليلة أمس الخميس القبض على عدد من مُسلحي القاعدة وأخذ أسلحتهم منهم، بعد أن كان المُسلحون يعملون على استفزاز شباب حارة (البدو) بأسلحتهم. قائلاً ” لقد كانوا – أي مسلحو القاعدة- يدخلون أحياء حارتنا ويتعمدون استفزازنا من خلال التلويح لنا بأسلحتهم”.
وكان شباب حارات ديس المكلا قد عقدوا صباح أمس الخميس اجتماعاً طارئا لمناقشة التطورات وسبل مواجهة ما وصفوه ب(الأستفزازات القاعدية) وقيامها باقتحام الحارات أكثر من مرة واعتقالها لعدد من الشباب دون أن توجه لهم أي تهمة، مُحذرين بذات الوقت من أسموهم بالجواسيس والعاملين لصالح القاعدة في حاراتهم بالعقاب إذا لم يتوقفوا عن الوشاية بأهلهم وإخوانهم.
من جانبه أشار (س.ح) وهو أحد وجهاء منطقة ديس المكلا، في حديثه لـ”الثورة” أن القاعدة رفضت مقابلة وفد من عقال المنطقة لأجل تهدئة الموقف وإطلاق سراح الشباب المعتقلين. مُشيراً إلى أنه ورغم هذا الموقف غير المسؤول الذي قامت به القاعدة والذي يُشير إلى رغبتها في سفك الدماء، إلا أن عقال الحارات ورغم ذلك لازالوا يمارسون ضغوطات على الشباب بهدف منعهم من الانجرار إلى مربع العنف وسفك الدم وهو ما تُريده القاعدة التي لا تستطيع أن تعيش إلا بسفك الدماء.
وأضاف بالقول ما الذي يمتلكه الشباب ليواجهوا القاعدة به، هم لا يمتلكون سوى أسلحتهم الشخصية، وكميات بسيطة جداً من الذخيرة، فيما القاعدة حصلت على معسكرات بأكملها بما فيها السلاح الثقيل بعد أن سلمتها إياه حكومة الخائن هادي.
وحتى اللحظة لا يُعرف مصير الشباب الذين تمكنت القاعدة من اعتقالهم، أو حتى الحالة الصحية للشاب (جوبان) والذي أُصيب ليلة الخميس بعيار ناري في رجله أثناء مُطاردة القاعدة له خصوصاً وأن شهود عيان كانوا قد أكدوا ليلة البارحة مُشاهدتهم له وهو ينزف الكثير من الدماء في الشارع قبل أن يضعه مسلحو القاعدة على متن إحدى السيارات التابعة لهم والتوجه به إلى مكان مجهول. وذكرت عائلات المختطفين أنهم لا يعرفون شيئاً عنهم وأنهم يشعرون بالقلق عليهم بعد أن رفضت القاعدة السماح لهم بالتواصل مع ذويهم.
وكانت مصادر حقوقية بالمكلا قد أكدت أن هنالك أكثر من 50 شاباً معتقلاً لدى القاعدة منذ سيطرتها على المكلا مطلع شهر إبريل الماضي، دون أن تسمح لهم القاعدة بالتواصل مع أي من عائلاتهم. وأن غالبية المعتقلين غالباً ما توجه لهم تهم تتعلق بنشاطهم ضد القاعدة أو بعلاقتهم بالجيش واللجان الشعبية والأجهزة الأمنية. وأن من بين المختطفين الصحفيين أمير باعويضان، ومحمد المقري، واللذين لا يزال مصيرهما مجهولاً منذ اختطافهما منذ عدة أسابيع.
Prev Post