رابطة علماء اليمن تدين التفجيرات الإجرامية في بيروت وتدعو اللبنانيين إلى التوحد في مواجهة التكفيريين
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ? وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ) صدق الله العظيم.
تابعنا بحزن عميق الأخبار الواردة من العاصمة اللبنانية بيروت جراء التفجير الارهابي المزدوج الذي استهدف أحد مساجد الضاحية الجنوبية بيروت في منطقة برج البراجنة وراح ضحيته حوالى عشرات الشهداء والجرحى من المواطنين اللبنانيين الأبرياء.
وإننا في رابطة علماء اليمن إذ ندين ونستنكر بشدة هذه العملية الاجرامية والارهابية لنؤكد بأن العناصر الداعشية التي تنفذ هذه العمليات البشعة والجبانة في طول البلاد العربية وعرضها مدعومة ومسنودة من النظام الخليجي الوهابي في السعودية وقطر والذي يسعى لتدمير لبنان بأدواته الداعشية القذرة فيما يباشر معها تدمير كل من سوريا وليبيا واليمن كما بات واضحا ومعروفا لدى الجميع.
كما نؤكد بأن هذا النظام الوهابي العميل لا يسعى من خلال جرائمه تلك وسفكه للدم المسلم والعربي لبسط سيطرته هو وإنما ينفذ مخططا صهيونيا خبيثا وضعته أصابع شيطانية بغرض ضرب المسلمين وقتلهم تحت راية وشعار ومصطلح الخلافة والإسلام، وهو ما يسهم بالأخير وبشكل كبير في تشويه الإسلام وشريعته السمحة أمام الرأي العام العالمي.
إننا وفي هذا الصدد ندعو الإخوة اللبنانيين للتوحد والوقوف صفا واحدا خلف جبهة الجيش والمقاومة في مواجهة التكفيريين ودعاة الفرقة والقتل والتفخيخ داخل لبنان وحوله، والذي بات يشكل خطرا حقيقيا على أرواح اللبنانيين جميعا دون تفريق او تمييز بين تياراتهم وانتماءاتهم السياسية المتباينة، كما ندعوهم للوثوق بمصداقية ونهج السيد حسن نصر الله وحزب الله الذي أثبتت الوقائع المتتالية أنه لا يسعى لكسب مصالح ذاتية ضيقة وإنما يهتم بأمن واستقرار وسيادة كل اللبنانيين وفي هذا رحمة من الله سبحانه بالشعب اللبناني الذي يتوجب عليه معها شكر المولى عز وجل والعمل على المحافظة عليها وتعزيزها بالمواقف المؤيدة والصادقة التي تحافظ على هذا التوجه والمسار في مواجهة المشاكل والأخطار التي تواجه لبنان بعيدا عن سياسة المكاسب الضيقة لهذا المحور أو ذاك.
إن ما يحصل اليوم في لبنان لا ينفصل بشكل من الأشكال مع مسار المعارك الدائرة اليوم في سوريا والمنطقة برمتها، ولذا من الحري بحكومات وشعوب المنطقة أن تعرف عدوها الحقيقي الذي يحرك خيوط الجرائم الإرهابية خدمة لمشروعه التوسعي للسيطرة على ثروات المنطقة التي يسعى لإغراقها يوما بعد يوم في صراعات وحروب داخلية بفضل أدواته وأذرعه العميلة في المنطقة التي يحركها ويدعمها بمختلف أنواع الاسلحة المتطورة والدعم اللوجستي.
إننا في رابطة علماء اليمن وبلد الإيمان والحكمة نتقدم بخالص العزاء والمواساة لأسر الشهداء والضحايا، ونؤكد لإخوتنا في لبنان بأننا نستشعر ألمهم ونشاركهم حزنهم ومصابهم ونعلن تضامننا معهم يدا بيد وكتف بكتف في مسيرة الأمة العربية والإسلامية لمواجهة أخطار وتحديات العصر.
نسأل الله تعالى أن يتغمد جميع الشهداء بالرحمة الواسعة وأن يلهمنا وأهليهم وذويهم الصبر وأن يجعل سلوى الجميع شفاء عاجلا للجرحى وانتصارا مؤزرا على الأعداء ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله الطاهرين وصحابته المنتجبين.
صادر عن:
رابطة علماء اليمن
الجمعة غرة صفر 1437 هجرية
الموافق 13 نوفمبر 2015م