عبدالسلام فارع
لأنها المرة الأولى التي أسخّر فيها هذه الإطلالة الأسبوعية لأحد نجوم الزمن الجميل في رياضتنا اليمنية، ونجم اليوم ربما يختلف كثيراً عن أولئك النجوم ممن واكبت عطاءاتهم الخالدة عبر صحيفة الجمهورية ومن خلال مساحات كافية تليق بابداعاتهم المتميزة, إذاً تعالوا بنا نتعرف على نجمنا الكبير والرائع صاحب الرأس الذهبية والذي طالما أرعب الكثير من عمالقة الحراسة وخط الدفاع بتسديداته الرأسية القوية والمتقنة والتي طالما أسفرت عن إحراز عديد الأهداف في أكثر من مواجهة مفصلية خاضها مع فريقه أهلي تعز ضمن كوكبة من أبرز نجوم المفريق في عصره الذهبي مثل مهندس الكرة اليمنية عبدالعزيز القاضي، إنه النجم الجميل والهداف الاسطوري جميل قاسم محمد الشرجبي الذي سطع نجمه للوهلة الأولى في صفوف المركز الثقافي بتعز يوم أن كانت البعثة المصرية في مدينة تعز تعمل عبر مجموعة من المخضرمين رياضيا وعسكرياً على وضع اللبنات الأولى لازدهار الرياضة وانتشارها من خلال جملة من المواجهات والمنافسات القوية والمبترة وفي تلك الفترة التي كانت فيها أندية الحالمة تعز سطع نجمنا الاسطوري جميل قاسم الشرجبي منذ اللحظات الأولى لانخراطه ضمن أشبال النادي ليتجاوز معظم النجوم الذين سبقوه من حيث السن ومن حيث الخبرة، وما أن عاد الأهلي التعزي للواجهة من جديد حتى عاد جميل قاسم للظهور مجدداً وبشكل أكثر تألق وحضور وأكثر إمتاعاً من حيث تسجيله لأروع الأهداف وهي أهداف تاريخية وخالدة صفق لها الجمهور المنافس والجمهور المناصر على حد سواء لما كانت تتميز به من روعة في الأداء والاتقان، ولم تخل أي مباراة لجميل قاسم ضمن دوري المحافظة من إحرازه 2 ـ 4 أهداف رغم إمتلاك الأهلي لهجوم كاسح مثل الراحل عبدالله العسولي ومحمد بن يوسف إلا أن الجميل بن قاسم الشرجبي كان صاحب الحظ الأوفر في التهديف، بل كان شيخ الهدافين وبلا منازع وكما وصفه نجم الأهلي الآخر وابن عزلته يحيى فارع سلام فإنه أحد الأعمدة الأساسية للأهلي وحقيقة بأن الجميل بن قاسم الذي كان يلقب بالثعلب والقناص وصاحب اللعب الرجولي وصاحب الرأس الذهبية كان في كل مواجهاته الكروية ينشر الرعب في صفوف كل المدافعين لقدراته الفائقة والهائلة على التهديف وهز الشباك، حيث ما زالت أهدافه محفورة في وجدان وذاكرة كل من كان يعشق الجميل وقلعته الحمراء خصوصاً تلك الأهداف التي سجلها في مرمى الظرافي ـ عتيق والحارس أبو بكر القادم من جنوب الوطن والذي كان يتميز بقدر كبير من الثقة تصل حد الغرور في كثير من الأحايين.
والجميل بن قاسم الشرجبي الذي مثل الكرة اليمنية خير تمثيل كأفضل المهاجمين الذين عرفتهم الملاعب المسطيلة عبر مشاركات دولية في كل من السعودية ومن خلال أهلي تعز وعبر المنتخب الوطني في سوريا في منتصف السبيعيات مثل الكرة اليمنية داخلياً أمام المنتخبين الليبي والجيبوتي في زيارتيهما لتعز ليخطف الأضواء واهات الاعجاب من كل المتابعين ولأن أهدافه المرسومة هي أكثر من أن تحصى فدعونا فقط إلا أن أجملها كانت في مرمى أهلي جدة عام 1975م, إضافة إلى أن باقي الأهداف التي أحرزها محلياً وتحديداً في تعز أوقى دوري من دوريات المحافظات ولأنه كان يجلد الحراس والمدافعين برأسه الذهبية فإن مدافع نادي الصحة العملاق والراحل أحمد عبدالعزيز قد هدده ذات يوم وقبل لقاء الصحة والأهلي بكسر رأسه أن لجأ لاستخدامه في المباراة وقبل انتهاء المباراة بخمس دقائق أثر الجميل بن قاسم إلا أن يضع هدفين بعد أن كانت معظم الجماهير الأهلاوية قد غادرت المدرجات والجميل بن قاسم الشرجبي الذي لعب لنادي الشعب بالإمارات العربية المتحدة لموسمين متتاليين استطاع خلالهما أن يدوّن اسمه بقوة في صفوف الجماهير الإماراتية, ما زال يزاول عشقه الجميل لساحرته المستديرة حتى اليوم ضمن كوكبة من النجوم القدامى وما زال يتذكر رفقاء الدرب مثل العسولي ـ القاضي ـ عبدالله الروضي ـ أحمد عبدالعزيز ـ اسماعيل حجر ـ عبدالملك فوز ـ محمد الجهمي ـ قائد الشرجبي.