لحظة يا زمن…تنويعات
الأجمل في السجن أن نعتزل العالم والناس !
لم يعد هنا ما نخافه , كل الشرور معنا هنا خلف الأبواب , السجناء هنا ,والطلقاء هنا ونحن الذين تعفن الصبر بداخلنا , بنصف لسان “نقول” بنصف قلب “نحب” بنصف رئة , بنصف طريقة نحن الذين جرحنا الحناجر ,خفض صوتنا نبرته, صارت لنا بحة مثل بحات غناء ثمل , نوفر ما تبقى من أنفاس نغني طوال الليل وفي أول الصباح نخرج لنتشمس قليلاً في السجن وبعد أن يتعتم الجدار ,نعود إلى الغناء , لا أحد يسمع أصواتنا .
“حسن نجمي ”
في نيويورك , يبلغ من قوة تدويم المدنية , ومن شدة قوتها الطاردة المركزية أن مما يفوق طاقة البشر ,تخيل العيش في علاقة ثنائية ومشاركة شخص آخر في حياته ,فلا يستطيع البقاء هنا , سوى القبائل , أو العصابات , أو عائلات المافيا أو الجمعيات السرية أو الشاذة , بعض التجمعات التواطوية المعينة , لكن ليس العلاقات الثنائية ,إنها سفينة نوح النقيضة ,في سفينة نوح كانت الحيوانات تصعد على متنها أزواجا لإنقاذ الأنواع من الطوفان ,وهنا في هذه السفينة الخرافية يصعد كل واحد إلى متنها بمفرده ,وعليه أن يعثر كل مساء على آخر الناجين من أجل الحفل الأخير”.
“جون بوديار .. في وصفه لمدينة نيويورك”
لا أبالي أن نصيبي الأرضي فيه قليل من تراب الأرض ,بأن سنوات الحب قد نسيت في دقيقة من البغض , ياحلوتي لا يفجعني أن المتوحد أسعد مني , أجمل مني , بل يفجعني حزنك على قدري بأنني , عابر سبيل “.
“ادجار الآن بو ”
لإنهاء العمل بالسرعة القصوى قرر أحد الأثرياء ,أن يستأجر مائة حمار .
لنقل مواد بناء عمارته الجديدة , لكن مالك الحمير طلب منه أجراً باهظاً , وبعد تفكير عميق , عدل الثري عن فكرته الخائبة , وأستأجر خمسين عاملاً بنصف تلك الأجرة “.
عمران عزالدين أحمد – من يموتون وتبقى أصواتهم “.