> إعصار تشابالا يتجه نحو السواحل الشرقية والجنوبية للبلاد واستعدادات لمواجهته
> تدمير 80 منزلا كليا ونزوح ألف أسرة وخروج ميناء سقطرى عن الخدمة
الثورة/محمد الفائق
يقف اليمن أمام تحد جديد يتمثل في مواجهة إعصار تشابالا الذي يتجه حاليا صوب السواحل اليمنية الشرقية والجنوبية وانحساره على سقطرى بعد ساعات من الرياح الشديدة والأمطار الغزيرة والأمواج العاتية والتي تسببت بأضرار مادية كبيرة في الارخبيل.
وفي تصريح خاص لـ(الثورة) أوضح مدير عام مديرية حديبو سالم داهق أن إعصار تشابالا دمر 80 منزلا تدميرا كليا والحق بـ500 منزل أضرارا جزئية في حديبو والمناطق المجاورة لها, كما تسبب بنزوح ألف أسرة إلى المدارس والمساجد والمباني الحكومية في المديرية.
نافيا وجود أي ضحايا بشرية في حديبو مشيرا إلى انخفاض الرياح والأمطار والأمواج.
وقال داهق أن ميناء سقطرى توقف تماما نتيجة الدمار الكبير الناجم عن الإعصار, مضيفا أن هناك مبادرات من أهالي المنطقة بإصلاح أجزاء من الميناء لاستقبال أي سفن أو قوارب إغاثة.
وحسب مدير عام مديرية حديبو فإن الإعصار دمر أحواش البساتين والنخيل والطرقات العامة والمولدات الكهربائية والآبار الطبيعية وإرسالات الاتصالات وتسبب في نفوق عدد من الأغنام والأبقار والمواشي.
مؤكدا أن مديرية حديبو أصبحت منكوبة وتفتقر للمؤن الطبية والغذائية, مشيرا إلى عدم وصول أي فرق إنقاذ أو طواقم طبية أو مواد غذائية وإغاثية.
داعيا في ختام تصريحه الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية إلى سرعة إنقاذ أبناء سقطرى وتقديم يد العون والمساهمة في توفير كل الوسائل الممكنة لمواجهة النزوح الجماعي للأسر وتوفير الأدوية والمواد الغذائية لهم, مؤكدا أن مطار سقطرى جاهز لاستقبال أي طائرات إغاثة حيث لم يتعرض لأضرار تشابالا.
إلى ذلك وجه وزير الداخلية اللواء جلال الرويشان برفع درجة الاستعداد وحالة الطوارئ في مختلف الوحدات العسكرية والأمنية والقطاعات الحكومية والهيئات والمصالح المختصة في خفر السواحل والدفاع المدني ، لمواجهة إعصار تشابالا.
وشددت التوجيهات على إجلاء المواطنين القاطنين بالقرب من السواحل وبطون الأودية ومجاري السيول إلى أماكن آمنة وتأمين الاتصالات في المحافظات المهددة بالإعصار ومتابعة حركة سير الإعصار وإعداد النشرات التحذيرية عبر مختلف وسائل الإعلام.
وتضمنت توجيهات وزير الداخلية إيقاف حركة السفن والطيران ووسائل المواصلات أثناء حدوث الإعصار ومعالجة أضرار الإعصار بعد انتهائه.
وقد ثمنت وزارة الداخلية المبادرة الإنسانية التي أطلقها جلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان بمساعدة بلادنا في مواجهة الإعصار والذي أعلن اعتبار المناطق اليمنية مناطق إغاثة ضمن مناطق سلطنة عمان الشقيقة.
وقال المركز الوطني للأرصاد الجوية إن تأثير العاصفة الإعصارية المدارية تشابالا قد خفت على أرخبيل سقطرى.
وأوضح المركز في نشرته المسائية أمس تلقتها وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن صور الأقمار الاصطناعية وخرائط الطقس تشير إلى تمركز العاصفة المدارية تشابالا على خط 13.3 شمالا وخط طول 50،2 شرقا (غرب البحر العربي) وتسير بسرعة 10 عقدة (20 كيلو متر في الساعة) باتجاه غرب وشمال غرب موقعها الحالي جنوب شرق مدينة المكلا والمصحوبة بإمطار شديدة الغزارة.
وأشار المركز إلى أن العاصفة المدارية تبعد عن أرخبيل سقطرى (حديبو)377 كيلومترا ، وتبعد 303 كيلومترات عن مدينة الغيظة (جنوب غرب)، فيما تبعد عن مدينة المكلا 180 كيلومترا (جنوب شرق) وتبعد عن عتق 408 كيلومترات وعن محافظة أبين (محطة الكود) 566 كيلومترا وعن مدينة عدن 602 كيلو متر.
وتوقع المركز الوطني للأرصاد الجوية أن تتحرك العاصفة تشابالا إلى جهة الغرب وشمال الغرب باتجاه السواحل الشرقية والجنوبية لبلادنا ويصاحب هذه العاصفة أمطار رعدية شديدة الغزارة على السواحل والأجزاء الداخلية لمحافظتي حضرموت وشبوة وغزيرة على المهرة وأرخبيل سقطرى ومتوسطة على محافظة أبين مع احتمال امتداد تأثيرها خلال الـ24 ساعة القادمة على أجزاء من محافظات البيضاء ومأرب والجوف.
وبين أن الرياح شمالية شرقية إلى جنوبية شرقية حول مركز العاصفة سرعتها السطحية من 86 إلى 92 عقدة (160-170 كم في الساعة) فيما ستكون الرؤية الأفقية منخفضة إلى منخفضة جدا والبحر هائجا إلى شديد الهيجان وارتفاع الموج ما بين 7 إلى 9 أمتار.
على صعيد متصل ناقش اجتماع مشترك لوزارة الزراعة والري ومنظمة الأغذية والزراعة التابع للأمم المتحدة -فاو- بصنعاء أمس في مقر المنظمة، الآلية التي يمكن القيام بها لمواجهة إعصار تشابالا الذي يضرب عددا من محافظات الجمهورية.
وتم خلال الإجتماع الذي ضم القائم بأعمال وزارة الزراعة والري الدكتور محمد يحيى الغشم وممثل منظمة الفاو الدكتور صلاح الحاج وممثل وزارة المياه والبيئة، الاتفاق على آلية عمل اللجنة المشتركة وبدء الفنيين بعملية جمع المعلومات الأولية وكذا جمع البيانات من كتب الإحصاء لتحديد حجم الخطر المتوقع في ما يخص عدد السكان في المديريات المستهدفة لمسافة ما يقرب 60 كيلومترا من الساحل باتجاه اليابسة.
كما تضمن الإتفاق جمع المعلومات الخاصة بأعداد الحيونات والحيازات الزراعية وخلايا النحل والمحاصيل الموسمية وآبار المياه والسدود والصيادين وقوارب الصيد والآلات والمعدات الزراعية والأسواق لرفعها للهيئات والمنظمات الدولية.
وتطرق الإجتماع إلى احتمال تكاثر الجراد في أطوارها الأولى لتوفر بيئة مناخية مناسبة بسبب سقوط الأمطار الكثيفة بتلك المناطق وضرورة العمل على مكافحتها بالتنسيق مع مركز مكافحة الجراد.
كما تم الاتفاق على طريق العمل في المحافظات عن طريق الجمعيات الأهلية بالتعاون مع مكاتب الوزارة لتعثر الوصول المباشر إلى هناك.
وفي هذا الصدد أوضح ممثل منظمة الفاو الدكتور صلاح الحاج أن مدير عام المنظمة خوسيه غرازيانوا ديسلفا صرح بأنه تم رفع درجة الطوارئ في المنظمة لليمن إلى المستوى الثالث ويتابع بحرص شديد كل ما يجري في اليمن وستواصل اللجنة المشتركة عملها بصورة دورية و طارئة.
وكانت وزارة الزراعة والري قد شكلت قبل يومين غرفة عمليات برئاسة وكيل الري واستصلاح الأراضي.
حضر الاجتماع مستشار وزارة الزراعة والري المهندس واصل الضبياني ومدير عام التخطيط بالوزارة المهندس علي جنيد علي ومساعد ممثل منظمة الفاو باليمن الدكتور محمد سلام.