الفاشلون
ليس غريبا أن نرى بعض مؤسسات الدولة قد أصابها عطب وعجزت عن الحركة والقيام بمسئولياتها تجاه المجتمع بل وعجزت عن تدبر شئون نفسها والإيفاء بالتزاماتها تجاه موظفيها فالسقوط المدوي لتلك المؤسسات والجهات الخدمية تحديدا متوقع حدوثه وما العدوان سوى القشة التي قصمت ظهر البعير وبما أن النتائج مرتبطة بالمقدمات فماذا ننتظر من أناس ساقتهم الحزبية والمحسوبية أو الواسطة والرشوة لكرسي المسئولية¿! ماذا نتوقع من أشخاص تولوا مصالح الناس وحاجاتهم ليخدموهم فإذا بهم يستخدمونهم ويشتغلون فقط لأجل مصالحهم ومصالح من والأهم ¿! إن الشهرين الأوليه من العدوان وليس السنتين كانت كافية لتسقط تلك الأوداج المليئة بالكبر والغطرسة ويتعرى أولئك المدعون زيفا بالفهم والقدرة على تحمل المسئولية لقد ظل نخبة المجتمع من أدباء ومفكرين وكتاب ممن يحملون هم الوطن والمواطن طيلة العشر السنوات التي خلت يحذرون من آفة الفساد والمفسدين التي استشرت في مفاصل الدولة كالسرطان الخبيث وانتشرت كالنار في الهشيم واستمروا في تحذيرهم من مغبة تجاهل تلك النداءات المتكررة بمحاربة المفسدين وإصلاح حال الوظيفة العامة وتولية الأصلح والأكفأ والأقدر ولكن هيهات أن يستجاب لهم ويلتفت لخوفهم وتخوفهم وكأن أولئك الغيورين على مصلحة الوطن والمواطن دافعهم في ذلك ثأر من أولئك المسئولين الفاشلين أو رغبة في مصلحة شخصية ومع استمرار حالة التجاهل لتلك النداءات استمر الأداء الباهت والضعيف للوظيفة العامة يقابله استمرار في نهب المال العام بنهم وحرص شديد حتى وصل الأداء في الوظيفة العامة صفر وبتدني الأداء في الوظيفة العامة تدنت معها مصالح المجتمع فزاد ذلك من أعباء الناس وكأن الحالة المعيشية المضنية والعوز الشديد الذي يعيشه معظم أبناء الشعب اليمني غير كافية حتى أصروا على بقاء أولئك المسئولين الفاسدين ليثقلوا كاهل الناس ويورثهم مزيدا من التدهور في الخدمات الأساسية والضرورية للحياة كالمياه والكهرباء يرافقها انعدام المشتقات النفطية والغاز والتي باتت سلعة رائجة سريعة التربح والغناء لمعدومي الضمير والإنسانية لا يقدر على اقتناها إلا البعض وفي كل الأحوال أرى أن الشعب اليمني يتحمل النصيب الأكبر فيما وصل إليه حاله اليوم من التدني في مختلف مجالات الحياة لارتضائه لنفسه أن يكون تابعا لغيره يسوقه أشخاص أو أحزاب أو جماعات يمنة ويسرة حسب مصالحهم وأهوائهم وهو مع ذلك خانع مستكن نعم لقد رضي الشعب اليمني أن يكون جسر عبور للآخرين ومطية لكل أولئك المنتفعين الانتهازيين والمسئولين الفاشلين الفاسدين وما عليه إلا أن يعد نفسه لمزيد من التدهور والاستعداد لدفع فاتورة أخطاء غيره من الطامعين في السلطة والمتزلفين باسمه إن الاستهتار بالوظيفة العامة وتولية الأسوأ زادت من معاناة الناس لأن أولئك الفاشلين الفاسدين حولوا الوظيفة العامة من خدمة إلى سلعة للتربح والكسب غير المشروع وتحقيق مزيد من النهب للمال العام خاصة في ظل غياب الرادع والمحاسب وحالة التراخي الذي تعيشه الدولة وزادت رخوتها اتساعا في ظل العدوان إن غياب الكفاءات في الوظيفة العامة زادت من معاناة الناس وأضافت عبئا جديدا على الدولة ومن الخطأ أن يترك الناس ومصالحهم وحقوقهم رهن زمرة فاسدة ليتحكموا بأقدار الناس وحاجاتهم فإذا عجزنا مواطأة أو مقدرة عن محاسبة كل انتهازي ومستغل ومقصر لوظيفته فعلى الأقل نقوم بعملية التغيير بالأفضل والأكفأ وليس تغيير الأسوأ بأسوأ منه فالوطن والشعب اليوم بأمس ما يكونوا لتولية أصحاب الكفاءات لتدار شئون الدولة بحنكة واقتدار وترعى مصالح العامة بمسئولية وأمانة أناس يديرون الوظيفة العامة بالأهداف لا بالأكتاف والبلطجة والتنفع الشخصي والحزبي على مصلحة الشعب .