ولد الشيخ والهدنة الإنسانية في رمضان بعد العيد
حسن الوريث
قرأت تعليقا طريفا لإحدى الزميلات في مهنة الصحافة تقول فيه إن المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ سيلتقي بممثلي الأطراف والمكونات السياسية اليمنية عقب اجازة عيد الفطر المبارك لبحث إمكانية تحقيق هدنة إنسانية في اليمن خلال شهر رمضان المبارك.
وبالتأكيد فهذا هو ما تقوم به الأمم المتحدة وتعمله حيث إن أمينها بان كي مون يدعو منذ أكثر من شهرين لهدنة إنسانية في اليمن وقبل شهر رمضان المبارك قال مون إنه لابد من هدنة انسانية في رمضان وفي شهر رمضان أعلنت الامم المتحدة عن هدنة إنسانية لكنها لم تنفذ والآن دخل العيد ومازالت الأمم المتحدة تطالب بهدنة في رمضان كما قالت زميلتنا وهذا هو ديدن الامم المتحدة ومسؤولوها دائما حيث إنهم دوما يصلون متأخرين بعد أن تنتهي الحروب من تلقاء نفسها بل إن الأمم المتحدة تكون في أوقات كثيرة سببا في إطالة أمدها بسبب تدخل الكبار المسيطرين على أمورها والذين يؤججون الحروب حتى يضمنوا مزيدا من الدخل من مبيعات الأسلحة ولو أفنيت كل شعوب العالم المهم تمتلئ خزائن بائعي الأسلحة وتجار الحروب.
وقد جاء العدوان على اليمن ليكون فرصة لتلك الدول لمواصلة نهب خزينة السعودية ودول الخليج ببيع المزيد من الأسلحة وبالتالي فلا يمكن أن تعمل هذه الدول على وقف العدوان بتاتا لأنها تنفست الصعداء بهذا العدوان الذي كان بمثابة الدجاجة التي تبيض ذهبا فتحركات هذه الدول تدل على إنها تريد إطالة العدوان بل انها من يدعم مواصلته واستمراره لكسب المزيد فمن المعروف أن كثيرا من مصانع الأسلحة خاصة في إمريكا كانت بدأت تعاني من صعوبات مالية وسرحت الكثير من موظفيها وعمالها لكن هذا العدوان الذي شنته السعودية جاء لينقذها من معاناتها فكيف تريدون من هذه الدول أن تعمل على إنهاء العدوان وهي أول المستفيدين منه.
بالطبع فإن الأمم المتحدة إحدى أدوات هذه الدول الكبرى تحركها كما تشاء ووقتما تشاء وتذهب بها إلى كل الأماكن التي تريدها وتبعدها عن أي مكان لا تريدها ان تكون فيه وإلا فكيف نفسر ما يحدث في اليمن من اعتداء على دولة مستقلة ذات سيادة عضو في الأمم المتحدة لم ترتكب ذنبا سوى أنها تريد أن يكون قرارها حرا بيدها بعيدا عن الوصاية من اي دولة او طرف معين فكان عقابها أن تم الاعتداء عليها وضربها بكل أنواع الأسلحة ومنها المحرمة دوليا على الآخرين لكن استخدامها في اليمن حلال حلال حلال بمنطق تجار الحروب وبائعي الأسلحة.
أنا أشك في قدرة الأمم المتحدة على إيقاف العدوان على اليمن ورفع الحصار الجائر الذي تفرضه دول العدوان وفي مقدمتهم المنظمة الدولية التي تسير في فلك تلك الدول الكبرى وتسير وفق اهوائها ومخططاتها وربما أن هدنة رمضان التي دعت اليها الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن ويسعون كما يقولون إلى تحقيقها ستكون ربما في رمضان القادم وربما ستكون الهدنة عندما يدخل الجيش اليمني إلى السعودية وبالتالي فإن المطالبات ستكون اكثر جدية وستبذل تلك الدول والمنظمة الأممية قصارى جهدها لتحقيق الهدنة لأنها ستكون بطلب سعودي خليجي.