أولوية الإغاثة الطبية في اليمن
تعتبر الإغاثة الطبية في مقدمة وأولويات أي إغاثة إنسانية لأي بلد منكوب سواء كانت تلك النكبة نتيجة حرب أو كوارث طبيعية زلازل أو فيضان وغيرها.
لأنه غالبا ما تكون هناك إصابات وجروح وضحايا نتيجة لتلك الكوارث والحروب وهم بحاجة إلى الحفاظ على حياتهم بتقديم العناية الطبية المناسبة لوقف تدهور أوضاعهم الصحية وتحسينها بالمعالجة والعناية اللازمة .
وفي وطني الحبيب اليمن تشتعل الحروب في وطني وامتدت السنة اللهب لتلك الحروب الى جميع محافظات اليمن .
وكانت نتيجة تلك الحرب المدمرة إصابات بحاجة إلى عناية طبية وتقديم الأدوية والعلاجات لها .
بالإضافة إلى تضرر شديد للمرضى بالأمراض المزمنة نتيجة الظروف الاقتصادية السيئة الذي يعاني منها وطني ويحجم الكثير من المرضى عن الذهاب للمستشفيات بسبب عدم وجود المبالغ والتكاليف المالية لتسديد فاتورة العلاج الذي أصبحت كابوس يثقل كاهل الجميع.
وأصبح المريض والمصاب محاصرا بين آلام الإصابة والمرض والأم عدم الاستطاعة للعلاج ويالها من آلام رهيبة.
وتنفيذا لذلك تم يوم الجمعة الموافق 10/7/2015م افتتاح العيادة الطبية المجانية للنازحين وضحايا الحرب في مستشفى حدة التخصصي الكائن في أمانة العاصمة حدة شرق شركة الاتصالات (ام تي ان) بالتعاون مع مؤسسة إنقاذ لتنمية المجتمع والذي شارك نخبه من صفوة المجتمع في حفل الافتتاح وكنت حاضرا ومشاركا بجسدي وروحي لأشهد بأنه مازال في وطني اليمن قلوب طيبة مازالت الرحمة تعشعش في قلوبهم لتزيل التوحش من وطني وتستبدله بمبادئ الرحمة والإنسانية .
وكان الاختيار من ناحية الموقع مناسب لقربه من أماكن النزوح عصر وعطان ونقم والسبعين .
بالإضافة إلى تجاوب إدارة مستشفى حدة التخصصي مشكورين ومأجورين للنداء الإنساني الذي أطلقته مؤسسه إنقاذ لتنمية المجتمع لتقديم الإغاثة الطبية للنازحين وضحايا الحرب .
كخطوة أولى ومتقدمة في اتجاه تحفيز المؤسسات والمنظمات المحلية والدولية وكذلك المستشفيات الحكومية والخاصة للاهتمام بالقطاع الصحي وسرعة تقديم الإغاثة الطبية في اليمن في جميع محافظات الجمهورية .
فبالرغم من أن مستشفى حدة التخصصي مستشفى خاص إلا أن مالك ومجلس إدارة المستشفى بادر بتقديم كل ما يستطيعون من إمكانيات طبية لتطبيب جروح النازحين وضحايا الحرب ليحقق بذلك مثال رائع للعمل الإنساني والرحمة الإنسانية في قلوب أبناء المجتمع ويتحملون نتيجة تلك الأعمال والتسهيلات من معاينه وعمليات طبية وتقديم الأدوية المتاحة أعباء كبيره يستوجب على جميع الفاعلين في المجتمع المساعدة في تخفيف العبء عليهم لاستمرار أعمالهم بجودة وسرعة مناسبة .
وعند مطالعتنا للتقارير الإنسانية بخصوص الوضع في اليمن نجد أن هناك تجاهلا كبيرا للكارثة الصحية وإعطاء الأولوية اللازمة للغذاء .
وبالرغم من أهمية الغذاء ولكني أعارض ذلك الترتيب لأولويات الإغاثة الإنسانية في اليمن لتكون الإغاثة الطبية في مقدمة وأولويات الإغاثة .
فالمريض والمصاب أكثر حاجة للإغاثة الطبية والتدخل السريع لإنقاذ حياته أكثر من الجوع .
قد يصبر الإنسان على الجوع وتناول الطعام البسيط ولكن يستحيل استمرار حياة المصاب دون تطبيب والمريض دون علاج فيهوي في غيبوبة الموت نتيجة تفاقم الإصابة وعدم تقديم العلاج اللازم بسرعة كم سقط قتلى في وطني بسبب عدم العناية الطبية للإصابات كم سقط قتلى في وطني بسبب عدم إمكانية وصول مريض السكر لإبرة الأنسولين ومرضى الفشل الكلوي للتغسيل ومرضى القلب وغيرهم الكثير.
لا نقول إن وضع اليمن قبل الحرب في المجال الصحي كان جميلا وورديا ولكن كان يعمل ببطء جاءت الحرب لتنهار المنظومة الصحية في اليمن حيث خرج معظم العاملين من خارج اليمن في المجال الصحي نتيجة الحرب والذي يمثلون ما نسبته حوالي 70% من إجمالي العاملين في المجال الصحي والذي يستوجب سرعة تغطية ذلك النقص بالتعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لاستقدام عاملين آخرين لتقديم الخدمات الطبية وكفالة حمايتهم من أي اعتداء .
بالإضافة إلى إحجام الشركات التجارية عن استيراد الأدوية والمستلزمات الطبية نتيجة ارتفاع أسعار النقل الدولي للسلع لليمن وأيضا مضاعفة تكاليف النقل الداخلي للأدوية في اليمن وصعوبة التخزين الملائم لها نتيجة انقطاع الكهرباء .
واستمرار ذلك سيرفع عدد ضحايا الحروب بسبب الإهمال الطبي وانتشار الأوبئة والأمراض والذي بالإمكان الحد منها .
والمفترض أن تقوم المنظومة الدولية ممثلة في الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بإيجاد الحلول والمعالجات اللازمة لتلك المشاكل فما ورد في مقالي هذا هو تشخيص بسيط والمطلوب العلاج والحلول المناسبة لذلك .
الكارثة هو إحجام وتوقف الجميع عن التجاوب مع الاحتياجات الإنسانية لأبناء وطني لا يوجد مبرر .
العمل الإنساني والإغاثة الطبية الإنسانية مسؤولية وطنية وإقليمية ومجتمعية