تورط السعودية في حربها على اليمن
ـ ما نراه ونسمعه ونشاهده عبر شاشات التلفاز والقنوات الفضائية وعبر الزيارات الميدانية إلى عدد من المناطق التي استهدفها العدوان السعودي كفيل ليوضح للجميع أن السعودية وحلفاءها تورطوا في عدوانهم على الشعب اليمني الأصيل.
ــ إذ كان بإمكان المملكة السعودية دعم اليمن والوقوف إلى جانبه سياسيا واقتصاديا في مختلف الظروف والأزمات والنكبات التي حلت بنا بفعل السياسات الخاطئة التي ساهمت في الوصول إلى ما نحن فيه وأجزم بالقول أن السعودية تحديدا ودول الخليج على وجه العموم لو طلبت يوما ما من إخوانهم وأشقائهم في اليمن الصامد تحرير جزر الإمارات وحماية أمن الخليج من المد الإيراني والشيعي حسب زعمها لما ترددوا لحظة.
ـ ولعل ما خسرته وأنفقته المملكة من أموال طائلة ومليارات الدولارات منذ بداية عاصفة الجرم والهزم في قتل الشعب اليمني الفقير والمغلوب على أمره وتدمير معالم الحياة البسيطة من طرق ومنشآت حيوية ومصانع ومبان سكنية ومطارات وموانئ التي لا تمت للوجود الإيراني ولا المد الشيعي عليها بأي صلة باستثناء وجود قائمة شعارات الموت واللعن على أعداء المسلمين من أمريكا وإسرائيل كافية لفشل عاصفة الجرم والقتل وعدم تحقيق مقاصدها التي قامت من أجلها في إعادة ما تسميه شرعية الرئيس الفار والهارب هادي إلى بلاده بقوة السلاح وصواريخ وقنابل محرمة دوليا.
ـ إنني والله أشفق على بلاد الحرمين الشريفين في إقدامها على هذا الجرم بحق الشعب اليمني الذي لم يعتد عليها لا من قريب ولا من بعيد أشفق على المملكة التي ضخت مليارات الدولارات لدول تلكأت وغيرت مواقفها من عاصفة الجرم والقتل في لحظة إذ كان على السعودية ودول الخليج استثمار تلك الأموال في إنعاش الإقتصاد اليمني وخلق علاقة شراكة مع كل مكونات وأطراف العملية السياسية في اليمن بما فيهم مكون أنصار الله والعمل على تيسير الحوار بينهم ولملمة تلك الأطراف منذ صيف ربيع 2011 م.
ـ لكن كبرياء المملكة وعنفوانها وجبروتها جعلها تتخذ مثل هذه السياسات العدوانية وليست حديثة العهد ولكنها منذ الأزل باعتبار أن السعودية ساهمت في قتل الشعب اليمني بدعم مكون ضد الآخر وشرعية فلان على علان وجعلت يدها ممدودة للمدنسين والعملاء والمرتزقة في ضخ الملايين لهم عبر طرق غير مشروعة ما أوصل اليمنيين اليوم إلى الاقتتال الحاصل في مختلف المناطق والمحافظات والذي تريده المملكة أن يكون ولو كلفها ثمن .
وفي نظري أن السعودية أخطأت في مثل هذه السياسات كونها لم تحسب عواقب ونتائج ما ستؤول إليه الأمور بالنسبة للأوضاع في اليمن والضاحية الجنوبية بالنسبة لها وكان عليها المسارعة منذ البداية سواء عقب أحداث 2011م أو بعدها بإيجاد مخرج آمن لليمنيين عن طريق مكانة ودور المملكة المحوري وأن تعمل على نزع فتيل الصراع اليمني – اليمني وإنهائه بأي شكل وأي ثمن لكنها اكتفت بالإنصات لحليفها الأمريكي في ضخ مليارات الدولارات لشن العدوان وإزهاق المدنيين الأبرياء وخلق فتنة بين أبناء البلد الواحد وأشهرت سلاحها على شعب أعزل ينتظر من أشقائه مساعدتهم ودفع المتصارعين الى حوار يفضي الى السلام بين أبناء البلد الواحد ويوحد صفهم على كلمة سواء.
ـ باختصار شديد نجح أعداء الأمة في زرع بذور الفتنة والقتل بين المسلمين في دول ومناطق شتى .. ولعل قادم الأيام ستكون الأسوأ مما نحن فيه بكثير وإن كان البعض يلومني على هذه الصورة التشاؤمية لكنها الحقيقة رغم أن هناك بصيص أمل لتجاوز الأمة ما تعيشه من غمة وقهر نتيجة وضعها السوداوي والمأساوي الراهن .. إلا أن الواقع يوحي بمزيد من الفرقة والشتات ومزيد من الدماء البريئة التي تسفك على الأرض العربية لترويها بدون وجه حق ودون ذنب يذكر سوى أطماع المسلمين في بعضهم وفيما بينهم خدمة وطاعة لأسيادهم اليهود والنصارى.. كان الله في عون المسلمين وأعز الله الإسلام والمسلمين وحفظ الله اليمن من كل سوء ومكروه .