العاصفة تطال القطاع الخاص أيضا ..!

إذا كانت ((عاصفة الحزم)) قد استأثرت بالنصيب الأوفر في إنزال ضربات موجعة في تخريب البنية الأساسية في المجتمع وألحقت أفدح الضرر بالإنسان اليمني فإنها – بهذا القدر أو ذاك – قد وجهت قصفها الصاروخي على منشآت القطاع الخاص في عدد غير قليل من محافظات الجمهورية.
ويبدوا أن استهداف الصناعات الوطنية الإنتاجية التي تعتمد على جانب كبير من تمويل السوق المحلية بالسلع الأساسية والمنتجات الاستهلاكية يبدو أن هذا الاستهداف الممنهج يتم بصورة انتقائية لتعطيل وتيرة الإنتاج.
ومن المناسب هنا التذكير – حسب المؤشرات الأولية – ان هذا القطاع الذي تمثله البيوتات التجارية الوطنية وفي مقدمتها مجموعة هائل سعيد انعم وغيرها قد تعرضت منشآتها الصناعية في المحافظات الرئيسة لتدمير شبه كلي وبخاصة ما تعرضت له صوامع الغلال في عدن والإسمنت في لحج والسمن والصابون في تعز وغيرها من الصناعات الوطنية كمصانع الألبان في الحديدة التي تتبع مجموعات تجارية أخرى.
وحسب تلك المؤشرات فإن خسائر باهظة قد لحقت بهذه الصناعات غير أن الخسائر الأكبر تعطيل رأس المال الوطني عن القيام بوظيفته الإنتاجية والاجتماعية خاصة إذا ما عرفنا أن الآلاف من الأسر اليمنية تعتمد في مداخيلها على الانخراط في العمل داخل هذه المجموعات الصناعية التي تسهم بدور كبير في التقليص من نسب البطالة فضلا عن وضيفتها المجتمعية الأخرى المتمثلة في عدد غير قليل من الأنشطة الصحية والتثقيفية والمجتمعية الأخرى.
إن التأكيد على المخاطر التي تتعرض لها البنية الأساسية للمجتمع ومنها بنية الاقتصاد الوطني أنما يمثل استهدافا غير مبرر للحملة العسكرية التي تشنها قوات التحالف العربي ضد اليمن.. وبالتالي فقد باتت الضرورة تقتضي الإشارة إلى مخاطر هذا الاستهداف على الأمن المجتمعي خاصة وإن هذه الصناعات الوطنية تضطلع بمسئولية سد الفجوة الغذائية والاستهلاكية الناجمة عن شلل الدورة الاقتصادية داخليا وفرض الحصار الجوي والبحري على مدخلات التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة .. ولعل هذا هو مربط الأزمة ونحن نومئ بأصابع التنبيه إلى مترتبات هذا الاستهداف الذي طال كل شيء وكل القطاعات وفي مقدمة ذلك القطاع الخاص.

قد يعجبك ايضا