ماذا يريد الشعب في المرحلة القادمة¿¿”2-4″

جمال عبدالحميد عبدالمغني


ركزنا في التناولة السابقة على فشل منظومات الحكم السابقة بسبب تجاهلهم لمطالب الشعب وإرادته التي أعلنها لهم صريحة وواضحة في كل خروج وعدم استغلالهم للفرص المتوالية على الأقل منذ العام 1990م والآن لا يأس من التذكير بمطالب الشعب الملحة والضرورية والتي لن تستقيم الأمور بدون تحقيقها أوعلى الأقل التخصيط الجاد لتحقيقها والبدء الفوري بذلك خصوصا ونحن واقفون في منعطف خطير للغاية نكون بعده أو لا نكون ناهيك عن أن من سيحكم في الفترة القادمة بحاجة ماسة إلى جرعة هائلة من الثقة الشعبية.. فما هي المطالب الملحة للشعب¿¿
الشعب يريد عدلا ينتصر فيه وبه المظلوم على الظالم سواء أمام هيئات القضاء المختلفة أو أمام أجهزة الأمن المتعددة أو في مختلف أجهزة الدولة بكافة مسمياتها فتنتزع الحقوق انتزاعا بقوة القانون وليس بقوة الوجاهة أو الانتماء القبلي أو المركز الحزبي أو الاجتماعي وهذا ما هو سائد في الغرب المتقدم والمتحضر, وللتذكير فقد سبقناهم كأمة عربية إسلامية في إرساء مبادئ العدل الذي هو أساس الملك وعلينا أن لاننسى أن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه احتكم هو ورجل يهودي إلى القضاء بسبب درع كل منها ادعى ملكيته وحكم القاضي لليهودي فهل هناك عدل أعظم من ذلك, وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه استدعى حاكم مصر وداهية العرب عمرو بن العاص من مصر إلى المدينة المنورة بسبب شكوى الفلاح المصرى واقتص لإبن الفلاح المصري من ابن حاكم مصر حين أمره بضربه بالسوط كما ضربه وكاد أن يأمر ابن الفلاح بضرب عمرو ابن العاص نفسه لولا أن الفلاح المصري رفض وقال يكفي انك جعلتني اقتص من غريمي الذي ضربني فهل هناك إنصاف أكثر من ذلك¿ وهناك الكثير من تلك العبر.
الشعب يريد تحييد الوظيفة العامة وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب وهذا مطلب ملح وإذا تحقق فسوف يرتقي مستوى الأداء في أجهزة الدولة بشكل لم يسبق له مثيل يجب أن يسود مبدأ تكافؤ الفرص بين الجميع بدون تمييز فتخضع الوظفية العامة من وكيل وزارة وما دون لمبدأ الكفاءة والنزاهة والخبرة والتأهيل العلمي والقدرة على الابداع والتطوير والابتكار والماضي المشرف في مجال مكافحة الفساد ومقاومة الفاسدين وغير ذلك من الصفات التي أخذت بها دول العالم المتقدم فحكمت العالم وحكم بها المسلمون الأوائل, فسادوا العالم آنذاك, والأمر في غاية السهولة فقط تشكل لجان محايدة ونزيهة في كل مرافق الدولة وفي القطاعين العام والمختلط تكون مهمتها وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وبعد ذلك يتم تطبيق مبدأ الثواب والعقاب بصورة علنية وشفافة..وللحديث بقية.