جرعات الموت
واثق شاذلي

مقال
واثق شاذلي –

مقال
الأخطار التي تحيق بنا وتحوطنا من كل جانب نعايشها ونتعايش معها كل يوم كثيرة, منها تجارة السلاح, إحضاره ثم خزنه وبعد ذلك استعماله والمخدرات وفتح أسواقها في بلادنا وتنظيم وسائل الارتباط مع كبار رؤساء عصاباتها في الداخل والخارج وترتيب أعمالهم وعملياتهم ووضع الخطط لإحضارها إلى داخل البلاد ( كترانزيت) لنقلها إلى دول أخرى وكذلك بيعها لأهلنا وناسنا وخاصة شبابنا, ومن الأخطار الداهمة المبيدات السامة والممنوعة من التداول والاستعمال على مستوى العالم وجلبها إلى داخل البلد وبيعها جهارا نهارا وفي دكاكين مفتوحة الأبواب ورش زراعاتنا وخاصة أشجار القات والفواكه والخضروات بها وإعطائنا الموت في جرعات مختلفة الأشكال والألوان ولكنها قاطعه في فعاليتها .
بالطبع هذه ليست وحدها الأخطار التي تحيط بنا بل وتداهمنا صباح مساء فهناك أخطار أخرى غيرها ولكن تعالوا بنا نرى ما في الجعبة من جديد حول هذه الأخطار ولنبدأ بهذا القاتل المدمر … السلاح .. الذي نلعب به ببساطة ويقتلنا بسهولة متناهية. لقد استمعنا طويلا ومازلنا إلا ان السلاح هو زينة الرجل اليمني وماهو في الحقيقة إلا زينة الشيطان وإبليس وذريته من الأفاعي والعقارب المسماه خطأ بني آدم أولئك الذين يسقون أبناء جلدتهم جرعات الموت من أفواه هذه الأسلحة لمصالح شخصية وأطماع ذاتية . هذا السلاح كم يدمرنا في كافة عملياته , كم يكلفنا من أموال طائلة لا يدفعها تجار السلاح من جيوبهم بل من أموال الشعب التي ينهبونها ويفرغون خزانة الدولة ويتباكون عليها وهذا خطره الأول أما خطره الثاني فهو التدمير والقتل عند استعماله ,ولابد من استعماله في معارك تعرف قوى النفوذ والتسلط والمصالح الضيقة كيفية اختراع واختلاق أسبابها أو أعذارها.. السلاح الراكد لا يأتي بالأرباح بل قد يكلف أصحابه ويعود عليهم بالخسران فلابد من تشغيله وممارسة عمله عندهم هو قتل الناس وتشريدهم وتدمير ممتلكاتهم وممتلكات الوطن ثم القفز فوق الأشلاء والدمار مرددين قول أمرهم.. إنا نخاف الله رب العالمين .. والله يعرف حقيقتهم .. قد يخدعونا ولكنهم لن يستطيعوا خداع رب العباد.
كبار الرهبان في معابد السلاح هم من يخدع البسطاء في مسالة حمل السلاح وتخزينه وتربية الأجيال في مدارس السلاح وغسل أدمغتهم في حلقاته والنتيجة أصبح السلاح هو المعبود … هو احد الأصنام الكبيرة التي نركع أمامها ونقدم لها القرابين … دمائنا وأنفسنا .. صحتنا وحياتنا ممتلكاتنا ووطننا. مسالة السلاح ومصائبه في بلدنا سببها ثقافة خاطئة وأطماع لا ذمة لأصحابها , فمنذ نعومة أظفار أكبادنا التي تمشي على الأرض نجد من يرضعهم حب السلاح فيشبون وهم يتطلعون إليه كحلم فان لم يحصلوا عليه بما لديهم من قدرات مدوا أيديهم إلى من يدفع به إليهم ليتحولوا إلى سلاح في يده وقذائف تنفجر في وجوهنا وأجسادنا حين يأمرهم بذلك .
حمل السلاح لا يكون إلا للدفاع عن النفس أو الوطن فهل قتل الناس من نعرفه ومن لا نعرفه هو دفاع عن النفس ¿وهل تدمير الغير إرضاء للبعض هو دفاع عن الوطن¿ كم هي المبالغ .. الأرقام الفلكية من أموال الشعب والوطن وبالعملات الصعبة التي صرفت منذ قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر وحتى الآن لشراء الأسلحة وكم عدد المرات التي استعمل فيها للدفاع عن الوطن¿
أعيدوا بناء الأنفس والعقول .. أعيدوا النظر في مناهجنا الدراسية واشطبوا منها كل ما يمت إلى تنمية نزعات التسلط والسيطرة على الغير وامتلاك حقوقهم .. قدموا لأجيالنا الدروس والأبحاث التي تكشف زيف ادعاءات تجار السلاح ووكلاء شياطينه واغرسوا فيهم حب الحق والدفاع عن النفس.. أنفسهم وأنفس غيرهم بالحق .. العلم في الصغر كالنقش في الحجر ولا فائدة من معالجة القلوب والعقول بعد تحجرها .
جرائم السلاح هي إحدى جرعات الموت الموضوعة فوق موائد طعامنا وشرابنا وهناك جرعات أخرى للمخدرات والمبيدات لنا حولها حديث قادم.
Wams2013@hotmail.com