بالشعر نحفز الحياة ونصنع السلام ضدا على الحرب والتدمير والكآبة!
الرباط/ صدام الزيدي

على هامش أمسيات وتجوالات ملتقى الرباط بغداد للشعر في دورته الثانية التي شهدتها على مدى 26-30 نوفمبر 2014 قاعة باحنيني بوزارة الثقافة المغربية
بالرباط الذي نظمته الجامعة المغربية للشعر تحت شعار ” من أبي رقراق إلى دجلة والفرات.. نصنع الحب والتسامح والسلام”
بمشاركة شعراء مغاربة وعربا تبادر إلى الواجهة سؤال محوري مهم: ما الذي يمكن للشعر أن يفعله في واقع دام ومضطرب تعيشه البشرية والمنطقة العربية اليوم¿ وهل من دور للشعر في نشر قيم الحب والتسامح والسلام على هذه المعمورة المغدورة بأنكى الممارسات الآدمية بين قتل يومي وإرهاب فكري وحرب هنا وأخرى هناك لا تبقي ولا تذر¿
نعم للشعر
• الشاعر السعودي سعد الغريبي:
– في الرباط كان لقاؤنا لنصنع الحب والتسامح والسلام الشعار الذي رفعه مهرجان الرباط بغداد للشعر في دورته الثانية التي أقيمت في وزارة الثقافية المغربية بالعاصمة الرباط.. كان الشعراء والشاعرات الذين أتوا من كل ركن من أركان الوطن العربي حريصين أشد الحرص أن يصنع الشعر ما فشلت في صناعته السياسة أوبعبارة أكثر دقة ما أفسدته السياسة.
في كل تجمع عربي يشعر المجتمعون أنهم إخوة متحابون متآلفون لا فرق بين شامهم ويمنهم ولا حدود بين شرقهم وغربهم ويعجبون أشد العجب أن ينتشر هذا التناحر وإراقة الدم العربي بأيد عربية صديقة!
هل يمكن دعوة الساسة لمهرجانات الأدب حتى يتعلموا منها الحب والتسامح والسلام¿ أم يكون الشعر حاضرا في كل مؤتمر سياسي بل بديلا للخطب الرنانة التي لا تأثير لها إلا صب نار الخلاف على حطب المطامع¿
لقد كنا نعيب على أجدادنا في العصر الجاهلي كثرة الحروب والدمار¿ لكنهم كانوا أحكم منا:
وسمناكم بالجهل أنتم وعصركم .. وليس سوانا في الجهالة يرتمي
بذلتم لإيقاف الحروب جهودكم .. وأموالكم من أجل سلم ومغنم
ونشري بها نحن الدمار جهالة .. فكم قد بذلنا من ريال ودرهم¿!
تبادل ثقافي
• الشاعرة الأردنية ريتا حسان:
– في ظل المشهد المؤلم للقتل والأرهاب الذي يحيط بنا في كل مكان نبحث عن بصيص أمل وخيمة رجاء نستظل بها ونحتمي.. نبحث عن طريق نسلكه ليمنحنا القليل من الجمال.. نلجأ إلى طريق الثقافة بإحياء الملتقيات الأدبيه تجمع الشعراء من مختلف البلدان مهما كانت الظروف أو حجم الخلافات بين تلك الدول مثلا في ملتقى الرباط بغداد للشعر اجتمعنا أدباء من الدول العربية وبمحبة تجاوزنا كل الحروب والفتنه والارهاب.. ورغم الألم نثرنا حروفنا تحت فضاء المغرب الجميل وهذا مؤشر للسلام والمحبة فالتبادل الثقافي يمنح الإنسان معرفة أكثر وله رسالة كبيرة نعيشها بعيدا عن الأيدي العابثة لم تفارقنا الابتسامة كانت المحبة وما زالت شعارنا نحن الشعراء.
هذه هي رسالة الأدب وهذه أهمية الشاعر أن يستخدم قلمه في نشر السلام والمحبة ..سنبقى نستخدم حروفنا في المفيد الجميل ومهما كانت العوائق والحواجز فلن نستسلم. سنكتب عن الوطن سنخاطب القلوب ضدا على كل فعل آدمي قبيح وأرعن.
الشعر هو الأمل
• الشاعرة اليمنية بلقيس الكبسي:
– عندما تعانق القصيدة محبيها وتشدو للسلام والحب والتسامح في زمن لم يعد يتقن سوى لغة البارود تخشع الحروف في محرابها وتنيب في زمن اغتالت الحروب ورود الحب والسلام وحاولت أن تغتال حروفه لكن الأخيرة كانت صابرة مثابرة خاشعة في محراب تسامحها لتجمع شتات عشاقها من أوجاع الأوطان المنتهكة والمدمرة في حضرة الشدو للحب والتسامح والسلام عله يصحو فجرها المشرق وتسطع حروف نورها فيمتد شعاع الحب إلى أروقة الساسة وترهاتهم ومجونهم.
طموح الحرف مستقبل تصنعه الإرادة والصبر وتحديا لكل صعوبات الحياة وأهوال السياسة مهما تجبرت..
سيظل القصيد هو الأمل الذي لا تخبو جذوته.. نصنعه بنبضنا وهمنا وحبنا وسلامنا وتسامحنا مهما عاندتنا عوائق الحروب البشعة وصدتنا حواجز الإجرام.. ستظل إرادتنا القوية هي التي تنير لنا الدروب المظلمة وإنسانيتنا في حروف خلقت لإنسانية الإنسان ونبذ العنف والتطرف ومحو الكراهية الحروف المحبة للسلام تتغنى بالانتماء للأوطان وتصلي لها.
القصائد المفعمة بالحب والتسامح والسلام ستهدينا إلى الطريق القويم مهما تعثرنا بعراقيل التطرف والعنف والعدوان سنقف بثبات ونواصل الدرب.. سنسعى ونصبر ونأمل ونشدو بحرف الحب والتسامح والسلام.. سنحلق في سماء الأوطان لنحقق كل آمالنا السامية سنفرد أجنحة الحروف ونحلق في بهو الشدو الأصيل وسنحيل الأماني والأحلام إلى واقع يدثر السلام والغد إلى حاضر مشرق بالآمال.
ضجيج البارود يصم الآذان.. والحروف أيضا تصرخ وتتأوه بينما الواقع أشد ضراوة وإمعانا في التقتيل والتجريح والتنكيل فللأحلام أن تتوالى حلم يتلوه حلم قد