طفولة برلينية

أصدر مشروع “كلمة” للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة كتابا جديدا بعنوان: ” طفولة برلينية في مطلع القرن العشرين” للكاتب والمفكر الألماني “فالتر بنيامين” ونقله إلى العربية المترجم المصري أحمد فاروق.
لا يتناول هذا الكتاب كما قد يوحي عنوانه سيرة طفولة الكاتب بالمعنى المألوف فهو لا يسرد لنا كيف كانت نشأته أو تربيته وإنما يحاول عبر نصوص قصيرة ومكثفة نحت جداريات يحتفظ من خلالها بذكرى مدينته التي نعم فيها بطفولة رغدة والتي لن يراها ثانية مع صعود النازيين إلى الحكم في ألمانيا.
يقدم فالتر ببنيامين رصدا ذكيا لمطلع القرن العشرين والتحولات التي رافقته كالحديث عن دخول الهاتف إلى المنازل البرلينية وعن ظاهرة الصالات الرياضية وما تتميز به من أجواء استعراضية وعن تسليم البانوراما القيصرية الراية لفن السينما الناشئ كما يعرض لأجواء حياة البرجوازية اليهودية في أحياء الغرب البرليني ويصور معالم المدينة كما بقيت في ذاكرته منذ الطفولة.
يعد فالتر بنيامين (1892-1940) أحد أهم المفكرين ونقاد الأدب الألمان في القرن العشرين تميز بفرادة تأملاته حول اللغة والأدب والفن والتاريخ. درس الفلسفة في جامعات فرايبورغ وبرلين وميونيخ وبرن وعاش في برلين ككاتب ومترجم إلى أن قرر في عام 1933 ومع صعود النازيين إلى الحكم الهجرة إلى فرنسا. انتحر في السابع والعشرين من سبتمبر عام 1940 في بوربو على الحدود الفرنسية الإسبانية خوفا من اعتقاله على يد القوات النازية.
من بين أشهر مؤلفاته “العمل الفني في عصر استنساخه التقني” و”مهمة المترجم” و “باريس عاصمة القرن التاسع عشر” و”صورة بروست” و”حول مفهوم التاريخ” و”شارع ذو اتجاه واحد”. كما قام بنيامين بالاشتراك مع فرانتس هيسل بترجمة “البحث عن الزمن المفقود” لمارسيل بروست إلى اللغة الألمانية.
ولد المترجم أحمد فاروق في الجيزة بمصر عام 1971. درس الإعلام في جامعة القاهرة والترجمة في كلية علوم اللغة والثقافة التطبيقية في غرمرسهايم/جامعة ماينتس في ألمانيا. من بين ترجماته عن الألمانية روايتا “سنوات الكلاب” لغونتر غراس (2003) و”ليبيديسي” لغيورغ كلاين (2007) ومقالات نقدية لميشائيل مار بعنوان “فهود في المعبد”.

قد يعجبك ايضا