الحكومة الجديدة فرص النجاح متوفرة ومؤشرات الفشل موجودة (5-5)

جمال عبدالحميد عبدالمغني

 - حتى تكتمل الفكرة التي ناقشناها عبر التناولات الأربع السابقة سنحاول في هذه السطور التركيز على بعض المؤشرات التي تدل على طريق النجاح ونختم بذكر نماذج حية
حتى تكتمل الفكرة التي ناقشناها عبر التناولات الأربع السابقة سنحاول في هذه السطور التركيز على بعض المؤشرات التي تدل على طريق النجاح ونختم بذكر نماذج حية لكيفية تعامل الغرب الناضج والنزيه مع من يحاول السطو على أموال الشعب هناك مهما كان مركزه الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي وبالتحديد جرائم التهرب الضريبي التي تصنف عندهم ضمن جرائم الخيانة العظمى لأن المتهرب يسرق ممن جيوب ملايين البشر وليس كاللص العادي الذي يسرق من جيب مواطن واحد أو خزنة واحدة.
ومن أهم مؤشرات المضي نحو النجاح أن تنظر الحكومة بعين ثاقبة إلى وضع صغار الموظفين وكيف يعيشون¿ وكيف يواجهون أبسط متطلبات الحياة¿
والحقيقة التي يعلمها الجميع أن ما دون مستوى المدير العام وما دون رتبة العقيد أصبحوا يعانون إذا لم يكن لهم مصدر دخل إضافي سواء بالحلال أو الحرام!!!
لكن الطامة الكبرى هي الأحوال المأساوية التي يعيشها صغار الموظفين والجنود إذ أن المرتب لا يكاد يغطي ثمن أبسط الوجبات الضرورية فما بالك بالسكن والملبس ومقابل المواصلات وقيمة الخدمات ووو… إلخ ولهذا تنشر جرائم النصب والسطو والسرقة وحتى القتل أحيانا لأن الجوع كافر كما يقولون وقد يقول قائل هذا صحيح ولكن من أين تأتي الحكومة بالتمويل اللازم لرفع المرتبات¿¿ فنقول لهم فقط قولوا للصوص الكبار تجارا ومسؤولين توقفوا فورا عن نهب حقوق الشعب المسكين لأنه أوشك على الموت واكتفوا بأرباحكم الهائلة وفقا للقوانين وعندها ستتحول أحوال اليمنيين من البؤس إلى الرخاء إذا فكرت الحكومة بجدية بذلك واتخذت إجراءات فورية لتحسين أحوال الموظفين فسيكون هذا مؤشرا قويا للنجاح .
إذا بدأت الحكومة في وضع مصفوفة من الضوابط وأحكام الرقابة على كل السلع المستوردة وجباية ضريبة المبيعات والرسوم الجمركية في المنافذ البحرية والجوية والبرية وفقا للأسعار الحقيقية التي تصل بها البضائع إلى بلادنا وليس وفقا للأسعار المزورة والمحددة في الفواتير الصورية وتطبيق عقوبات صارمة ورادعة ضد التجار المزورين والمحتالين وتحدد مكافآت لكل من يكشفون مثل تلك التلاعبات عندها تكون الحكومة ماضية بجد في طريق النجاح.
إذا شكلت الحكومة لجانا نزيهة في كل الجهات للنظر في الظلم الذي حدث خلال العشر السنوات الأخيرة على الأقل وكيف وصل من لا يستحقون إلى المناصب المهمة على حساب من يستحقون وحدث ذلك وفقا لأجندات حزبية ومناطقية وطائفية وحتى وفقا لإملاءات تجار معنيين!!! وهذه أخطر مراحل الفساد على الإطلاق لأن التزاوج حدث بين السلطة ورأس المال وهذا ما حذر منه ابن خلدون في مقدمته الشهيرة إذا حدثت هذه الخطوة فنحن سائرون في طريق النجاح.
أخيرا
في النصف الأول من هذا العام جرت محاكمة وسجن اثنين من أباطرة المال بأوروبا هما رئيس نادي بايرن ميونخ والرئيس الأسبق لبرشلونة بسبب التهرب الضريبي وتم سجنهما وكذلك تحاكم إلى اليوم ابنه ملك اسبانيا بتهمة التهرب الضريبي أيضا أما الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك فيحاكم لأنه قبل ثلاثة عقود صرف تذكرة سفر لزوجته على حساب الخزينة عندما كان عمدة باريس!!!

قد يعجبك ايضا